التصحر في الجزائر
تعد ظاهرة التصحر من المشاكل
الهامة و ذات الآثار السلبية لعدد كبير من دول العالم وخاصة تلك الواقعة تحت ظروف
مناخية جافة أو شبه جافة أو حتى شبه رطبة و ظهرت أهمية هذه المشكلة مؤخرا خاصة في
العقدين الآخرين بشكل كبير و ذلك للتأثير السلبي التي خلفته على كافة الأصعدة
الإجتماعية و الاقتصادية و البيئية .
و على الرغم من قدم ظاهرة
التصحر لكن في الفترة الأخيرة تسارعت و تفاقمت إلى الحد التي أصبحت معه تهدد
مساحات كبيرة جدا و أعداد معتبرة من البشر بالجوع و التشرد و القحل ، و التصحر حسب
التعريف الحديث و المعتمد من قبل UNCCD
" هو تدهور الأراضي في المناطق الجافة و شبه الجافة و شبه الرطبة الناتجة عن
عوامل مختلفة منها التغيرات المناخية و النشاطات البشرية " .
التصحر :
يقصد به زحف الرمال من الجنوب
إلى الشمال فتصبح تلك الأراضي مناطق رملية غير صالحة ، يعد التصحر من اخطر
المشكلات التي تواجه العالم بصفة عامة و القارة الأفريقية بصفة خاصة و لذلك خصصت الأمم
المتحدة اليوم العالمي ضد التصحر و الجفاف في السابع عشر من يونيو من كل عام ، و
لعل استعراض بعض الأرقام و الإحصائيات يكون كفيلا بإلقاء الضوء على فداحة المكلة :
- على الصعيد العالمي يتعرض
حوالي 30 بالمائة من سطح الأرض لخطر التصحر مؤثرا على حياة بليون شخص في العالم
- 1/3 الأراضي الجافة في العالم
فقدت بالفعل أكثر من 25 بالمائة من قدرتها الإنتاجية
- كل عام يفقد العالم 10 ملايين
هكتار من الأراضي للتصحر
- يكلف التصحر العالم 42 بليون
دولار سنويا في حين تقدر الأمم المتحدة أن التكاليف العالمية من أجل الأنشطة
المضادة للتصحر من وقاية و إصلاح و إعادة تأهيل للأراضي لن تكلف سوى ½ هذا المبلغ
.
تعريف الانجراف :
يقصد به انتقال التربة العلوية
من المنحدرات إلى المناطق المخفضة كالأودية بسبب الأمطار الجافة بالإضافة إلى
العامل البشري كالرعي و حرق الغابات.
مكافحة التصحر:
التصحر ظاهرة قديمة و تفاقمها
في العقود الأخيرة من القرن الماضي كان بسبب غياب التوازن البيئي الطبيعي بين
عناصر البيئة المختلفة و ذلك نتيجة للاستثمار
الجائر و غير المرشد للموارد الطبيعية حتى وصلت الأمور إلى مرحلة الخطر ، و في بعض
الأحيان تجاوزتها .
أمام هذا الواقع كان لابد من أن
تدرك الجهات المعنية خطورة الموقف و القيام باتخاذ الإجراءات و الوسائل الكفيلة
بالحد من هذه الظاهرة و الوصول في مرحلة متقدمة إلى إيقافها مع ايلاء المناطق التي
تدهورت الأهمية الكافية لإعادة تأهيلها .
بطبيعة الحال لم تنشأ ظاهرة
التصحر دفعة واحدة بل كان ظهورها بهذا الحجم نتيجة لتراكمات التعامل غير المناسب مع الموارد الطبيعية خلال
فترة طويلة من الزمن و بالتالي فغن معالجة هذه المشكلة يحتاج إلى وقت طويل ولا
توجد حلول سريعة لها لكن يجب البدء باتخاذ الإجراءات الأولية التي تحد من تسارع
هذه الظاهرة و من ثم وضع الخطط اللازمة لمكافحتها على المدى البعيد .
و من المبادئ الأساسية التي يمكن
الاسترشاد بها لوضع خطط عمل لمكافحة التصحر و ذلك حسب المؤتمرات الدولية المعنية
بذلك :
- استخدام المعارف العلمية
المتاحة و تطبيقها خاصة في تنفيذ الإجراءات الإصلاحية العاجلة لمقاومة التصحر و
توعية الناس و المجتمعات المتأثرة بالتصحر .
- التعاون مع كافة الجهات
المعنية بذلك على الصعيد لمحلي القطري الإقليمي و الدولي
- تحسين و ترشيد استدام الموارد
البيعية بما يضمن استدامتها و مردودية مناسبة آخذين بعين الاعتبار إمكانات وقوع
فترات جفاف في بعض المناطق أكثر من المعتاد عليها .
- القيام بإجراءات متكاملة
لاستخدام الأراضي ، بحيث تضمن إعادة تأهيل الغطاء النباتي و خاصة للمناطق الهامة
مع الاستفادة بشكل خاص من الأنواع النباتية المتأقلمة مع البيئة .
- يجب أن تكون خطة عمل مكافحة
التصحر عبارة عن برنامج عمل لمعالجة التصحر من كافة جوانبها
- يفترض أن تهدف الإجراءات
المتخذة إلى تحسين ظروف معيشة السكان المحليين المتأثرين بالتصحر و إيجاد الوسائل
البديلة التي تضمن عدم لجوء السكان إلى تأمين حاجاتها بطرق تساهم في عملية التصحر
.
- على الجهات المعنية بهذا
الشأن إصدار القوانين الخاصة بحماية الموارد الطبيعية بأنواعها المختلفة و تطبيق
هذه القوانين بشكل فعال و جاد .
- اعتبار السكان المحليين جزء
هام من مشروع مكافحة التصحر ، و توعيتهم و إشراكهم في هذا المشروع منذ البداية و
تكوين الاستعداد عندهم للعمل في المشروع و الدفاع عنه ، لأنه من المعروف أنهم هم
الهدف النهائي لمكافحة التصحر و ذلك من أجل تحسين ظروفهم المعيشية هذا و يترتب على
الجهات العاملة في مكافحة التصحر تأمين حاجات تلك المجتمعات بالشكل المناسب و الذي
يضمن عدم عودتهم إلى الاستغلال الجائر أحيانا لبعض الموارد الطبيعية .
أهم طرق الحماية من التصحر في الجزائر :
- التشجير المكثف أي غرس
الأشجار بشكل متقارب تشكل سدا ضد زحف الرمال
- إقامة مدرجات على شكل حواجز
صخرية مدعمة بسياج
- توسيع مشاريع الري بإقامة
السدود و قنوات صرف المياه
- تنظيم الرعي و صيانة الغابات
من الحرائق و التلف بهدف المحافظة على الغطاء النباتي و عدم انزلاق التربة
من أهم انجازات الجزائر :
السد الأخضر : و هو عبارة عن
حزام من الأشجار لإيقاف زحف الرمال و محاربة التصحر و هو يمتد من الحدود الغربية
إلى الحدود الشرقية على طول يقدر ب 1500
كلم و عرضه يترواح بين 20 و 40 كم و هو من انجاز شباب الخدمة الوطنية ، و يمكن
أدراج مشروع وطني خماسي أو ثلاثي من أجل استصلاح صحراء الجزائر .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
شركنا برايك ووجهة نظرك