انضموا معنا

انضموا معنا
نفيــــــــــــد و نستفيـــــــــــد

احسن موقع لإختصار الروابط

jeudi 26 juin 2025

من سيادة الدولة إلى سيادة البيانات ، قراءة في تحولات السلطة في القرن 21 سيادة الدولة بين الأمس و اليوم ، من سطوة الجغرافيا إلى قبضة الرقمية .

 

من سيادة الدولة إلى سيادة البيانات ، قراءة في تحولات السلطة في القرن 21 سيادة الدولة بين الأمس و اليوم ، من سطوة الجغرافيا إلى قبضة الرقمية .



في خضم التغيرات المتسارعة التي يعرفها العالم ، تبرز تساؤلات جوهرية حول مفهوم سيادة الدولة ، فهل مازالت الدولة تمسك بزمام سيادتها كما كانت في الماضي ؟ أم أن البنوك الرقمية ، العملات المشفرة ، وشبكات الدفع العالمي أصبحت أدوات لتشكيل نظام عالمي جديد ؟ في هذا المقال نغوص في تحليل نقدي يعود إلى سنة 2011 ثم نقفز إلى معطيات اليوم لرصد التحولات و فهم التحديات ..
اقرأ المقال و اكتشف كيف تتغير قواعد اللعبة .

     في زمن مضى كانت كلمة سيادة الدولة تختصر كل معاني الهيبة و الاستقلال ، كانت الدولة هي صاحبة الكلمة العليا على أراضيها  ، تملك قرارها السياسي ، الاقتصادي و العسكري ، وتفرض إرادتها دون وصاية من احد . غير أن المفهوم الذي صمد طويلا بدأ يتآكل تدريجيا منذ النصف الثاني من القرن العشرين إلى أن دخل اليوم غرفة الإنعاش ، يتصارع فيها مع أدوات رقمية جديدة ، وقوى غير تقليدية تعيد رسم خرائط العالم على نحو غير مسبوق .
نحن لا نتحدث فقط عن تغيرات عابرة أو تحولات سياسية ظرفية ، بل عن هندسة جديدة للنظام العالمي تدار بدقة و تفرض بنعومة تحت غطاء الحداثة و التقدم و العولمة .
السيادة في بعدها التاريخي :


منذ فجر الدولة الحديثة بعد معاهدة و ستفاليا سنة 1648 ، كان جوهر السيادة يقوم على احتكار القوة ، و إدارة الحدود ، و التحكم في القرار الداخلي دون تدخل خارجي ، كانت الدولة مسؤولة عن الدفاع و عن ضبط الاقتصاد و عن تسيير كل صغيرة و كبيرة داخل أراضيها .
لكن بعد الحربين العالميتين ، ومع نشوء الأمم المتحدة ، ثم المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي و البنك العالمي ، بدا التدخل الخارجي يأخذ طابعا مؤسسيا مقننا ، أصبح على الدول النامية أن تلتزم بسياسات التكيف الهيكلي و تعيد رسم أولوياتها الاقتصادية بما يتماشي مع ما يملى عليها من الخارج .
من هنا بدا الانزلاق تحولت السيادة إلى شعار بينما القرارات تتخذ من وراء الستار .
أدوات الهيمنة الجديدة من الدبابة إلى الخوارزمية :
إذا كانت القوى الاستعمارية في الماضي تعتمد على الدبابة و السلاح لفرض سلطتها ، فإن النظام العالمي الجديد بات أكثر ذكاء و أقل كلفة الآن السيطرة لا تحتاج لجيوش بل إلى :
·        الدولار الأمريكي : الذي لا يزال يحتل مكانة العملة المرجعية و تسعر به كل السلع الحيوية من نفط و غاز و ذهب ، مما يجعل كل اقتصاد مرتبط به ، و بالتالي قابل للابتزاز المالي .
·        بطاقات الدفع العالمية فيزا و ماستر كارت : التي تمكن من تتبع كل حركة مالية و تجميدها عند الحاجة و تحويل كل اقتصاد العالم إلى نظام مراقبة واحد.
·        البنوك الرقمية مثل بيبال و بايونيير و ريفولت :  التي أصبحت تستعمل لتقييد أو دعم توجهات بعينها بعيدا عن رقابة البنوك المركزية .
·        العملات الرقمية :  و على رأسها البتكوين التي أريد لها أن تكون بديلا لا مركزيا لكنها في الواقع أصبحت ساحة اختبار كبرى لإعادة هيكلة السيادة النقدية .
·        المنصات العملاقة Appel.Amazon.Meta.Google:  التي تتحكم في بيانات النشر ، و عاداتهم و تفضيلاتهم و تسهم في تشكيل وعيهم السياسي و الاستهلاكي .
كل هذه الأدوات تعمل ضمن هندسة متكاملة اسمها – إعادة صياغة النظام العالمي وفق سيادة غير مرئية.
من الدولة إلى المنصة :
في القرن 21 لم يعد المواطن تباعا لدولته فقط بل أصبح جزءا من منصة من نظام تشفير من خوارزمية .
كل تصرفاته اليومية شراء بيع تواصل قراءة تصفح تسجل و تحلل و تستخدم ضده أو لصالح شركات عابرة للقارات ، بالتالي أصبحت السيادة مفهوما افتراضيا تديره شركات لا تخضع لأي دستور ولا ينتخب أصحابها ولا يحاسبون بل يملكون القدرة على إسقاط حكومات ورفع أخرى ، عبر التحكم في تدفق المعلومات و الرأي العام .
النظام العالمي الجديد الوجه الناعم للاستعمار :
صعود العملات الرقمية و توسع الاقتصاد غير النقدي و تزايد الاعتماد على أنظمة الدفع العالمية ليست تطورات بريئة بل هي جزء من مشروع أوسع يرمي إلى :
·        تفكيك السيادة النقدية للدول.
·        خلق اقتصاد عالمي موحد خاضع لمنصات أمريكية وأوروبية .
·        تصفية البنوك المحلية والبني الوطنية لصالح كيانات افتراضية عالمية .
·        تكوين دولة رقمية لا ترى ولكنها تتحكم في كل شيء .
من هذا المنطلق يجب أن ندرك أن الثورة الصناعية الرابعة لم تكن فقط تكنولوجيا بل وسيلة لانتقال السلطة من الحكومات إلى الشركات ومن الشعوب إلى الخوارزميات .
هل من مخرج ؟
رغم هذه الصورة القاتمة فان الأمل لم يمت  لقد بدأت بعض القوى الدولية مثل دول البريكس بإطلاق مشاريع بديلة عملات مشتركة أنظمة تبادل تجاري خارج الدولار و هناك إرهاصات لصحوة وعي عالمي ، لكن المعركة لا تزال طويلة و معقدة .
ما نحتاجه اليوم ليس فقط خطابات سياسية بل بناء سيادة رقمية و تطوير شبكات تكنولوجية وطنية و تشجيع المعرفة النقدية لدى الشعوب و طرح سؤال السيادة من جديد : هل نحن أسياد قرارنا ؟ أم أدوات في يد من يتحكمون في بياناتنا ؟
الخاتمة :السيادة تبدأ من العقل
السيادة لم تعد بندا قانونيا ، بل أصبحت معرفة فكرية و تكنولوجية نحن بحاجة إلى جيل جديد يدرك أن الاستقلال الحقيقي لا يأتي من العلم المرفوع ، بل من العقل الحر و الفكر اليقظ ، و القدرة على مجابهة أدوات الهيمنة الحديثة .
فالسيادة اليوم في زمن الذكاء الاصطناعي و العملات المشفرة لا تنتزع بالقوة فقط ، بل بالفهم ، و المعرفة ، و التخطيط بعيد المدى .
الباحث و الناقد : EDHAZITOUNI.R
يوم : 05/05/2025 .
الفكر لا يقاس بالحجم بل بالبصيرة.
نرجوا منكم الدعم و رفع الهمم و التشجيع ، لا تترك المقال يتوقف عندك .
سيتم مراجعة المواضيع دائما و تحديثها فلا تتردد بالعودة ربما تجد ما يفيدك .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

شركنا برايك ووجهة نظرك