البطالة المسببات والآثار و الرؤية الإسلامية لها
قال رسول الله(ص): "من بات كالاً من عمل يده بات
مغفوراً له"
من
العسير على الإنسان أن يحيا في هذا الكون دون أن يحرك طاقاته ويشغل قواه التي
أودعها الله سبحانه وتعالى فيه ، فهو محور الكون وخليفة الله في ارضة فعلية العمل
والبذل والجد تحقيقا لإرادة الله سبحانه وتعالى وهي تحقيق إعمار الكون والقيام بحق
الاستخلاف كما أراد الشارع الحكيم ، ومن البديهي أن ليتحقق هذا الدور إلا بالعمل
والبذل وان التقاعس والتخاذل المقصود هو تعطيل لإرادة المولى عز وجل ، ولكن قد
يكون هذا التعطل في القوى والطاقات خارجا عن إرادة الإنسان أي انه ناجم عن أسباب
ومسببات كثيرة وعديدة ليس للمتعطل يد فيها ، وتسمى هذه الحالة حالة البطالة أي أن
الطاقات معطلة وغير منتجة وهي بذلك تكون واحدة من ابرز المشكلات التي تواجه
المجتمعات الإنسانية وقد تفاقمت هذه المشكلة وتطورت مع تطور الحياة الانسانية
حيث أصبحت ظاهرة من الظواهر الاقتصادية العالمية المرتبطة بالثورة الصناعية
والتقدم الإنساني ثم تطورت وانتشرت حتى أصبحت مشكلة تعاني منها كل مجتمعات الأرض
على وجه التقريب . حيث أصبحت مشكلة
البطالة في الوقت الراهن إحدى المشكلات الأساسية التي تواجه معظم دول العالم باختلاف مستويات في تقدمها وأنظمتها الاقتصادية والاجتماعية
والسياسية فلم تعد البطالة مشكلة العالم الثالث فحسب بل أصبحت واحدة من أخطر
مشاكل الدول المتقدمة ، ويزداد الامر خطورة حين
نعلم انه من المتوقع أن يصل عدد العاطلين عن العمل في وطننا العربي إلى 80 مليون
شاب عربي في العام 2013م
ولأدراك
ماهية هذه المشكلة فانه لابد من تحليلها مبتدئين بتعريف المفهوم وتحديد جوانبه ثم
الانتقال إلى مسببات البطالة وأثارها
مفهوم البطالة :