تشير كافة المعطيات والدلائل المتوفرة
عن مشكلة البطالة في الوطن العربي إلى أن هذه المشكلة آخذة بالتفاقم عامًا بعد
آخر، وأن جميع المعالجات التي قامت بها الدول العربية لحل هذه المشكلة، أو الحد من
اتساعها قد باءت بالإخفاق، وذلك لأسباب متباينة من دولة لأخرى، ولعل مما يزيد
الأمر خطورة هو تسارع ظاهرة العولمة التي ستترك آثارًا وانعكاسات كارثية على وضع
العمل والعمال في الدول النامية والعربية منها بشكل خاص، كما ستؤدي إلى تفاقم
ظاهرة هجرة الكفاءات والطاقات العربية المتميزة بحثاً عن فرص أفضل للعمل
والاستقرار.
وعلى الرغم من أن التأثيرات السلبية
لظاهرة العولمة على الاقتصاديات العربية ومشكلاتها الكثيرة ومن ضمنها البطالة لم
تظهر بشكل مباشر حتى الآن -إلا أن الحجم الحالي للبطالة يبعث على القلق أيضاً،
ويسبب خسائر اقتصادية كبيرة ناهيك عن الانعكاسات الاجتماعية، مع الإشارة هنا إلى
عدم توفر بيانات دقيقة حول الحجم الحقيقي لعدد العاطلين عن العمل، وبالتالي لأبعاد
المشكلة وتأثيراتها السلبية المختلفة.
فوفقًا للتقارير الرسمية العربية، ومن
بينها التقارير الصادرة عن منظمة العمل العربية التابعة لجامعة الدول العربية
-هناك مؤشرات على اتساع هذه المشكلة وقصور العلاجات التي طرحت حتى الآن، سواء على
المستوى القطري أو المستوى العربي؛ فتقارير المنظمة لهذا العام التي عقدت الدورة
الثالثة والخمسين لمجلس إدارتها في القاهرة، خلال الفترة من 20 إلى 22 (مايو) الماضي، وقبل ذلك المؤتمر الـ27 للمنظمة
في مطلع مارس -تقول: إن عدد
الشبان العرب العاطلين عن العمل يبلغ نحو 12 مليون شخص يشكلون ما نسبته 14% من القوة العربية العاملة التي تبلغ في الوقت
الحاضر نحو 98 مليون شخص.