الإدمان على الانترنت
لم يكن الحديث عن الانترنت لسنوات مضت بالكثافة التي هو عليها الآن الكثيرون اعتقدوا أن الأمر لا يعدوا كونه ثورة سريعة لن تلبث أن تخمد لتعود الحياة إلى مسارها الطبيعي العادي المعتمد على الورق والقلم، وشيئا فشيئا تحول التوجس إلى فضول ثم اكتشاف فإقبال كبير من مختلف الشرائح المجتمعية
ومع انتشارها المريع ظهرت مكملات ومتممات جانبية تلتصق بهذا الانتشار ومنها ما يسمى بمقاهي الانترنت التي استمالت إليها طائفة كبيرة من الناس غالبيتهم العظمى من الشباب الذين انجذبوا إلى ذلك الفضاء الفسيح.
وذلك الوافد الجديد بكل قوة حيث أصبحت الانترنت كمهدد للأمن الاجتماعي خاصة في المجتمعات المغلقة حيث تعرضها لقيم وسلوكيات تلك المجتمعات قد يسبب تلوثا ثقافيا يؤدي إلى تفسخ اجتماعي وانهيار في النظام الاجتماعي العام وأن الاستخدام غير الأخلاقي والقانوني للشبكة قد يمس مئات الشباب مما يؤثر على نمو شخصياتهم ويوقعهم في أزمات لا تتماشى مع النظام الاجتماعي السائد خاصة عند التعامل مع المواضيع الجنسية وتقديم الصور ومواد الإباحة.
مقاهي الانترنت:
انطلقت أول سلسلة في العالم من هذه المقاهي في عام 1995 في المملكة المتحدة ثم انتشرت في الكثير من الدول العربية منذ سنوات قليلة، وكان دافع أرباب المقاهي من وراء افتتاحها تحقيق هامش ربح من خلال المزاوجة بين خدمتين خدمة المقاهي التقليدية وخدمة الإبحار في شبكة الانترنت، في المقابل وجد فيها الشباب تسلية جديدة تختلف عن المقاهي التقليدية إن موضوع الانترنت يختلف عن غيره كوسيلة مؤثرة تستخدم لإفساد السلوك والخلق أكثر من غيرها وذلك للأسباب التالية:
- إن الانترنت تخلو من الرقابة المفروضة على وسائل الإعلام الأخرى كالفضائيات، لذا فهي مادة تختلف عما تقدمه وسائل الإعلام الأخرى أكثر سهولة وإغراء لضعفاء النفوس.
- طبيعة الخصوصية التي تصاحب الانترنت مقارنة باستخدام الوسائل الأخرى، فالمستخدم يستخدم جهاز حاسوب آلي وحيد لا يشاركه أحد غيره كما أن به بريد إلكتروني خاص وكلمات السر المتعلقة به، فيفسح مجالا لعدم المقدرة على الرقابة ومتابعة ما يتم عبر هذه الخدمة
- الانترنت وسيلة ذات اتجاهين بعكس الوسائل الأخرى كالتلفاز مثلا فيمكن عبر الانترنت استخدام الخدمات التفاعلية كالمحادثة والمناقشة وغيرها وهذا ما لا يتيسر في الوسائل الأخرى.
- قدرة الانترنت القفز على المعالم الممنوع والوصول إلى داخل الأسرة وبالتالي الوصول إلى خصوصيات في الأسرة، وهذا أكبر الوسائل المفسدة فيها
- إن التعامل مع وسائل الإعلام الأخرى ذات الهدف السيئ يكون طابع عمومي بعكس الانترنت، فالمستخدم لا يتعامل فقط مع العموميات بل يتعامل مع الشخصيات الواقعية.
- فالانترنت توفر الصوت والصورة أثناء المحادثة كما توفر لقطات الفيديو مثلها الوسائل الأخرى.
- إذا قامت الجهات المعنية بحجب المواقع السيئة خلقا ودينا فليس بمقدورها منع المواد المرسلة عبر البريد الالكتروني وهذا يمثل نافذة يمكن أن يدخل من خلالها الخير والشر إلى مستخدمي الانترنت.
- إن تشكيك النشء في عقيدتهم سواء يعرض الفرق المنحرفة والتي لم يسبق لهم أن سمعوا عنها أو الديانات الأخرى وذلك من خلال الانترنت فهي جهة هدامة، وإن كان حاجز اللغة الانجليزية والفرنسية أو لغة أخرى سيبقى لفترة لكنها سينهار مع الوقت وبداية تعريب هذه المواقع من أهل السوء وجعلها في متناول أبنائنا وبناتنا يمثل خطرا عظيما ما لم يتم تداركه
مفهوم الإدمان على الانترنت:
إن إدمان الانترنت يعتبر جديدا على المجتمعات العربية، ومصطلح إدمان الانترنت في حد ذاته مصطلح لا يزال تحت الدراسة والتغير حسب مستجدات الدراسات والبحوث
وآخر ما توصل إليه في هذا المضمار هو أن مدمن الانترنت هو من يعاني من خمسة على الأقل من الأعراض الثمانية التالية:
v التفكير الدائم في الانترنت حتى أثناء البعد عن الكمبيوتر.
v الشعور بالرغبة في زيادة عدد ساعات استخدام الانترنت
v البقاء على الشبكة لفترة أطول من المخطط له.
v الفشل مرارا في ضبط عدد ساعات استخدام الانترنت
v التوتر عند عدم استخدام الانترنت
v الشعور بالندم على فقد مكتسبات معينة وعلاقات، صفقات، التزامات بسبب كثرة استخدام الانترنت.
v الكذب على المحيطين لأجل التفرغ للمزيد من استخدام الانترنت
v اللجوء للانترنت للهروب من مشاكل الحياة
ومع ذلك ليس هناك حتى الآن اتفاق على قبول إطلاق لفظ إدمان على استخدام المفرط للانترنت، فبصرف النظر عن اختلاف العلماء في استخدامها حتى يؤثر ذلك على حياتهم الشخصية.
بعض أنواع الإدمان على الانترنت:
إن مدمني الانترنت أنفسهم أشكال وألوان فليس مدمن المواقع الجنسية كمدمن البحث أو كمدمن الدردشة أو اللعب على الشبكة، وهناك خمسة أنواع موصوفة من إدمان الانترنت حتى الآن:
1. الإدمان الجنسي: وهو ولع مستخدم بالمواقع الإباحية وغرف المحادثة الرومانسية، وقد يرتبط هذا بعدم الإشباع العاطفي لدى الشخص أو بمعاناته من حالة نفسية معينة.
2. الإدمان الدردشة: وفيه يستبدل مستخدم الانترنت بعلاقاته الالكترونية وعلاقاته الواقية
3. الإدمان المالي: وهو ولع الشخص بالصرف المالي على الشبكة فيما ليس له حاجة فيه كالقمار والدخول في مزادات وأسواق المال لأجل المتعة لا التجارة الحقيقية.
4. الإدمان المعرفي: وهو انبهار الشخص بحجم المعلومات المتوفرة على الشبكة لدرجة انصرافه عن واجبات حياته الأساسية.
5. إدمان الألعاب: وهو الولع بالألعاب المتوفرة على الشبكة، بحيث تؤثر على الوظائف الأساسية في الواقع الحياتي كالدراسة والعمل والواجبات المنزلية
هذه بصفة عامة بعض أنواع الإدمان على الانترنت .
الدردشة:
إن التحدث من خلال الانترنت بمثابة البديل الالكتروني للتحدث مع الآخرين من خلال الهاتف فبدلا من استخدام الخط الهاتفي للتحدث إلى الآخرين فإننا نستخدم ربط جهازنا الشخصي بالانترنت في الدخول إلى نظام التحدث عبر الانترنت
ولأن هذا النظام يستخدم الانترنت كأداة اتصال فإننا نستطيع التحدث إلى أي شخص في أي مكان في العالم حول مئات الموضوعات في أي وقت ويكاد التحدث عبر الانترنت يشبه تجمع مجموعة من الناس لبحث موضوع وعين يروق لهم الحديث عنه في جو تغلب فيه روح المودة والصداقة
ويمكن بالطبع أن يقتصر الحديث على شخصين فقط مما يضفي إلى المحادثة نوع من الخصوصية والجدية في الوقت نفسه وهذه الميزة ميزة التحاور مع شخص واحد أو مجموعة أشخاص قد تجعل خدمة التحدث عبر الانترنت أهم خدمات الشبكة وأكثرها متعة وفائدة وجاذبية، فهي تمثل وسيلة اتصال وتفاعل يشارك فيه عدد كبير من الناس في أي مكان من العالم.
ولكن يلاحظ أن خدمة التحدث عبر شبكة الانترنت تستخدم غالبا كنظام اتصال ترفيهي فهي كما قلنا تتيح لنا الاتصال بالناس من مختلف أرجاء العالم والتحاور معهم حول مختلف الموضوعات الجادة وغير الجادة ونظرا لأن هذه المحادثات تتم بشكل متفاعل فإن أي محادثة تتم من خلال هذا النظام يغلب عليها التشويش، الفوضى بالمقارنة بمحادثات المجموعة الإخبارية التي تتم عبر خدمة (USE NET) ومع ذلك يمكن من خلال استخدام خدمة التحادث (IRC) إجراء محادثات خاصة جادة متعمقة بناء على طالبك أو طلب الطرف الآخر بالطبع تماما مثلما يحدث في المحادثات عبر الهاتف
وهذا لا يكلف شيئا على الإطلاق بمجرد إتمام الاتصال عبر الانترنت التي تناقش في وقت واحد وتستخدم بعض المؤسسات التعليمية أو الترفيهية هذه الوسيلة من وسائل الاتصال في عقد اجتماعات إلكترونية عبر شبكة الانترنت في مواعيد محددة
ألعاب الكمبيوتر:
لم يعد غريبا أن ينجذب الأطفال نحو الألعاب الالكترونية على حساب الألعاب الأخرى فقد أدى انتشار الكمبيوتر وألعاب الفيديو في السنوات الأخيرة إلى بروز دورها بوضوح في حياتهم، إنها ألعاب التسلية والترفيه للجيل الجديد.
إنها الألعاب العصرية التي بدأ الأطفال يفضلونها على الألعاب التقليدية التي طالما اعتادوا ممارستها لتطغى وتفرض نفسها عليهم وإذا كان اندفاعهم نحو ألعاب الفيديو والكمبيوتر يحمل في طياته الكثير من الأمور السلبية فهو لا يخلو من بعض المخاطر الصحية والسلوكية والدينية التي ينبغي الالتفات إليها ولا يجب أن يتخيل البعض أن الكلام هنا يقتصر على سن الطفولة والمراهقة فقط فالأمر يمتد ليشمل فئة الشباب أيضا ولعل ما يجعل ألعاب الكمبيوتر تنتشر بهذا الحجم الهائل هو محاولة القائمين على صناعتها محاكاة الحياة الواقعية وصياغة الألعاب من أفكار تحاكي سير الحياة العادية، تلك المحاولات توصف على أقل تقدير بأنها ناجحة وتصف على أفكار تحاكي سير الحياة العادية، تلك المحاولات توصف على الأقل تقدير بأنها ناجحة وتصف بأقل تقدير بأنها تدخل اللاعب في العالم لا يمكنه التفرق بينه وبين العالم الحقيقي .
- لقد استطاعت ألعاب الكمبيوتر في السنوات الأخيرة أن تشعر اللاعب بأنه يركب سيارة السباق بالفعل أو أنه يسير في الفضاء وما إلى ذلك حتى أنه يتمكن من اختبار العوالم التي يسير فيها أو البيئة التي يحارب فيها أو حتى المحاربين المنافسين له سواء كانوا بشرا أم كائنات خيالية أو غير ذلك و يرجع الفضل في ذلك إلى أن الألعاب تعتمد على عناصر إبهار ومؤثرات ضوئية و صوتية تشد الصغار بشكل كبير وفعال حتى أنها تشد الكبار أيضا وتعمل على محاكاة البيئات المختلفة و العوالم الجديدة التي تجعل اللاعب يتواصل مع مخيلة المصمم للعبة ويدخل في عالمه ويتأثر بما يقدمه له من أفكار وعادات.
يتضح هذا الأمر بصورة أكبر عندما ننظر للألعاب التي تتم ممارستها على شبكة الانترنت حيث لا ضابط هناك ولا متحكم غير هوى وعقلية المصمم من جهة وتجاوب اللاعبين والمشاركين من جهة أخرى إذ يقدم اللاعب على اتخاذ قرار بشأن اللعبة كما يرى هو بعينه وبعقليته التي تحكمها ثقافته وبيئته.
الأمر الذي يهدد أطفالنا وشبابنا عند ممارستهم لهذه الألعاب ولا يحكم إنتاج هذه الألعاب لأسواق الكمبيوتر وغيرها من المنافذ إلا عقول وخيال المصممين لها والمبدعين الذين يقومون بنشرها وهذا ما يوضح لنا طبيعة المشكلة في الأصل وهي أن الأمر برمته قد لا يخضع لقوانين محددة وصارمة تنقي هذه الألعاب وتضعها في المسار الصحيح لها.
فنحن نحتاج إلى نظرة بعيدة إلى خطة محكمة وربما إلى لجنة مستقلة تتأمل ما كان وما سيكون ترصد مواطن الخطر تحدد المشكلات التي قد تسبب فيها الكمبيوتر والآثار المحتملة للألعاب الالكترونية، من الواضح أن التعرض لهذه الألعاب لفترات طويلة واللعب المفرط له تأثيرات سلبية أهمها:
- السلوك ألإدماني الوسواسي
- نزع الإنسانية عن اللاعب
- نزع حساسيته ومشاعره
- تغييرات في شخصيته، حركة زائدة
- اضطرابات في التعلم، تقدم ذهني عن التقدم العمري
- اغتيال لبراءة الأطفال
- اضطرابات نفسية حركية
- مشكلات تتعلق بالصحة العامة نتيجة قلة الأداء الحركي المرن
- التهابات مفصلية، حالة من التوتر الاجتماعي ومعاداة الآخرين
- فقدان القدرة على التفكير الحر وانحسار الهزيمة والإرادة.
وتنقسم الألعاب الالكترونية إلى منبه ورد فعل وإلى تنبيه على مساحة الكترونية واسعة ستركز هنا على الألعاب التي تنبه وتحدث ردود فعل، وهي منتشرة جدا وشعبية جدا لها طابع قتالي وتحتوي غالبا على سيناريو متنافس للغاية، نشاط منبه قوي يحدث رد فعل أقوى، مستوى عالي من الإدراك العنيف والإثارة الشديدة وعندما يلعب الطفل على الكمبيوتر أو على مكينة موصلة بالتلفزيون ويضعها على رجليه أو أمامه على طاولة أو حتى على الأرض تكون رأسه ثابتة وعيناه محدقتان بالشاشة مع حركات قليلة من اليد والذراع بمعنى آخر لا جهد حسي يحتاج إليه اللاعب ومن ثمة تتنبه المشاعر للنجاح و الفوز أو الهزيمة وهكذا فإن مشاعر اللعبة صناعية لا علاقة لها بالواقع الذي نحياه.حيث صممت هذه الألعاب لإثارة اللعب دون بذل أي مجهود للاستمرار لأنها دوارة ومستمرة على العكس يحتاج اللعب إلى ضبط عالي جدا لكي يتوقف عن اللعب أو ليقاوم ذلك الإغراء الفظيع والحقيقة أن الوعي العام بهذه المشكلة في المجتمعات العربية لم يزل غير مكتمل إلى حد المطلوب خاصة على مستوى الأسر والآباء والأمهات حيث لا تزال ألعاب الكمبيوتر تعني بالنسبة لكثير من الآباء التسلية والترفيه لأطفالهم وهم لا يعلمون أن بعضهم قد تضرهم أكثر مما تنفعهم وتسوء المشكلة بالنسبة لانتشار هذه الألعاب عند مستخدمين لشبكة الانترنت استخداما سيئا من الشباب المراهقين حيث تكون نسبة انتشار الألعاب أكبر من نسبتها عند الأطفال محدودي الدخل والذين لا يدخلون على الشبكة كثيرا والعلاج يكمن في زيادة الوعي العام بما تحتويه هذه الألعاب.
الأفلام :
إن للإعلام تأثير سلبيا على عقول الناس جميعا كبيرهم وصغيرهم وقد تنوع الإعلام بين مرئي ومسموع كلها تستهدف العقول وتخاطب العقول وتخاطب غرائز الشباب وأججت معه العواطف وأثارت مكنونات النفوس وعرضت نماذج للقدرة غير الصالحة مما أثر في شخصية الشباب حتى أخذ كثيرا منهم يشكل ثقافته وشخصيته بالطريقة التي يحبها ويهواها.
والإعلام بشكل عام سلاح ذو حدين من الممكن أن يكون نافعا للشباب ومن الممكن أن يكون عاملا من عوامل الانحراف ولكن المشاهد في الواقع هو أن ما تعرضه وسائل إعلامنا بداية من أفلام الكرتون إلى الأفلام البوليسية والمسلسلات الأجنبية، أو الإثارة أو الرعب، مع التفصيل في مواطن الانحراف كالرقص والزنا وشرب المخدرات وجرائم السرقة كل هذا ما هو إلا طريق للانحراف الفكري والسلوكي لدى شبابنا
ولاشك أن الإعلام يمارس دورا كبيرا في انحراف الشباب وذلك لأنه يصور لهم مباهج الحياة المتحللة، وهذا غاية ما يطمع إليه أو ما يطاع إليه حتى مس الطفل الصغير فيما يسمى بأفلام الكرتون كثيرا ما تدور أحداثه حول هذا الأمر ولعل أكثر الشباب شاهدوا الأفلام التي تصور بطل يتسلق المباني الشاهقة أو يقفز منها حتى يصل إلى معشوقته أو حبيبته وقد يسجن في سبيل ذلك.
لا يستطيع أحد أن يجحد الفوائد التي يمكن أن يجتنيها البعض من خلال تلك المقاهي كالبحث العلمي وإرسال البريد الالكتروني سريعة، والاطلاع على الكتب الحديثة والمكتبات العالمية الضخمة والبحوث العلمية الحديثة، ولكن لما كان جل الاستخدام في غير ذلك كان ضررها أكبر من نفعها فالانترنت ومقاهيها كالأدوات الإعلامية الأخرى سلاح ذو حدين، فمقاهي الانترنت بحد ذاتها ظاهرة سيئة لو استغلت استغلالا أمثل لكن الخطير في الأمر أن تصبح هذه المقاهي أوكارا للاستخدام السيئ من قبل بعض الزبائن فبذلك تصبح أداة تخريب للنفوس والأرواح عن طريق النفاذ إلى المواقع التافهة والجنسية التي لا تجدي فتيلا.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
شركنا برايك ووجهة نظرك