أسباب نقص الغذاء
أدت بعض العوامل الطبيعية مثل الجفاف والحر الشديدين اللذين أصابا مناطق معينة من استراليا ذات أهمية إستراتيجية في مجال الزراعة كحوض نهري موريه- دار لينج الواقع على أراضي مشتركة من مقاطعات فيكتوريا وجنوب ويلز الجديدة وجنوب استراليا, إلى فساد بعض المحاصيل الزراعية نجم عنه نقص شديد في معروض بعض المواد الغذائية الرئيسية كالأرز والقمح ، مما أدى إلى تحليق أسعارها في الأسواق التجارية والبورصات العالمية.
وعلى صعيد آخر، فان قيام بعض الدول كالبرازيل والولايات المتحدة الأميركية وبعض دول جنوب شرق آسيا بتصنيع الوقود الحيوي من النباتات (كالذرة وفول الصويا وزيت النخيل وقصب السكر) كمصادر محتملة للطاقة قد ساهم أيضا مساهمة كبيرة في نقص كميات المحاصيل الزراعية التي يتم إنتاجها لأغراض الاستهلاك الغذائي
وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض دول العالم قد بدأت تولي النباتات والكائنات الحية اهتماما كبيرا وتنظر إليها على أنها مصادر نظيفة ورخيصة للطاقة الأمر الذي يمنحها ميزة أو خاصية إستراتيجية لا تتمثل فقط في تغطية الكثير من احتياجات ومتطلبات الطاقة العالمية بل تتمثل أيضا في قدرتها على الحفاظ على سلامة البيئة وبالتالي إنقاذها من مشاكل بيئية عسيرة كمسالة الاحتباس الحراري والثقب المتواجد في طبقة الأوزون وتلوث الهواء والماء قبل استفحالها بشكل غير مقبول قد يصعب معه التوصل إلى حلول ممكنة وواقعية.
إن عصر الطاقة المتجددة أو الواعدة سواء كانت شمسية أو نووية أو هيدروجينية أو كهربائية من المعروف علميا انه بالإمكان توليد طاقة كهربائية عن طريق التفاعل الكيميائي بين غاز الهيدروجين وغاز الأوكسجين أو مصدرها الرياح, قد بدا يلوح في الأفق. وقد يشهد العالم من الآن فصاعدا موجات أخرى من الغلاء العالمي وتغييرات جذرية وشاملة في مجالات كثيرة كالصناعة والتجارة والزراعة والإنشاءات والعقارات...الخ ، إذ أن العديد من الصناعات المستقبلية أيا كان شكلها أو نوعها سوف يعتمد بصورة أو بأخرى على التكنولوجيا الجديدة القادمة والتي ستكون مصممة ومطورة ومحدثة بشكل يتوافق وينسجم مع مثل هذا النوع من الطاقة البديلة والمتابع لموجات الإنتاج الابتكاري والتصنيع الريادي في مجال صناعة السيارات مثلا يعلم تمام العلم أن هناك شركات كبرى كشركة هوندا اليابانية وجنرال موتورز الأميركية قد بدأتا بالفعل بتصنيع نماذج أولية من السيارات التي تعمل على الطاقة الكهربائية والهيدروجينية وذلك في محاولة جادة منهما للحفاظ على سلامة البيئة.
الاعتقاد قائم بان القرن الواحد والعشرين سوف يكون عهد الطاقة النظيفة التي لا يصدر عنها أية انبعاثات مضرة بالبيئة، وأصوات الكثيرين في جميع أنحاء العالم تردد انه قد حان الوقت للوقوف وقفة صريحة وحازمة وصادقة مع النفس للتصدي لشبح التغيرات البيئية المتعاظمة والذي قد يأتي على الأخضر واليابس، .
ويجب أن لا ننسى أن هذه المسالة شديدة الحساسية قد أصبحت تشكل هاجسا وقلقا كبيرين للكثير من دول وزعماء وسكان قريتنا الصغيرة، وانه لا بد من التعامل الموضوعي معها بجدية تامة وشفافية مطلقة وذلك من خلال العمل على صياغة السياسات المجدية واستحداث الآليات الممكنة ووضع الخطط والاستراتيجيات المناسبة وتوفير الوسائل والإمكانات اللازمة لمعالجة موضوع أمن الطاقة على وجه السرعة، والإسراع في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمكافحة ظواهر التغيرات المناخية قبل فوات الأوان، من أجل حماية سكان المعمورة من شر هذه المصائب الكونية المحتملة والمتمثلة في انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري الناجم عن الاتساع المتنامي لفتحة الأوزون والذي قد بلغ درجة مقلقة للغاية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
شركنا برايك ووجهة نظرك