انضموا معنا

انضموا معنا
نفيــــــــــــد و نستفيـــــــــــد
E-currencies exchanger
E-currencies exchanger

mardi 20 décembre 2011

الانتحار في المجتمع

صدمت المشاعر العامة بمطالعة أخبار مؤسفة عن حالات انتحار متعددة على صفحات الحوادث , هذه إحدى الظواهر المنتشرة والتي تعاني منها جل بلدان العالم , فمع تقدم الزمن اكتشف الإنسان أن الوضع المادي مهما كان مريحا لا يوفر الأمن والاستقرار النفسي. فهناك عوامل أساسية تمنح الإنسان السعادة والطمأنينة وعلى رأسها الإيمان بالله ثم حنان الأبوة والأمومة والشعور بالتآلف والرضاء بما نملك فهذه هي مقومات الأمن العاطفي والاستقرار النفسي وبدون هذه الأمور فإن وسائل الرفاهية والأمن المادي لا تساوي شيئاً ومن الأمور الغريزية في بني البشر الشعور الفطري للإنسان انه لا يستطيع السير على ظهر الأرض ما لم يحس بأن هناك فوقه قوة تمنحه الطمأنينة ويستمد منها الأمل وهو ما يدفعه للبحث عن معرفة هذه القوة. وما أقربها منه ولكنه سد على نفسه نوافذ الاتصال بمعاملته المادية وتفسيره الملحد للأحداث  إن عدم الإيمان بالله يشعر النفس بالرعب والخوف ويحيط ثقلاً على النفوس فتصير لا تحتمل أي هزة عصبيه لانها تؤدي بها للإحباط والاكتئاب وهما أول خطوة للانتحار عند عدم وجود الوازع الديني .
 فما هو الانتحار ؟ وما أسباب حدوث هذه الظاهرة ؟ وأشكال الانتحار ؟ وهل هناك حل للقضاء
عليها ؟ وما أثرها على المجتمع ؟ وكيف نساعد الشباب المعرضين لهذة الظاهرة ؟
ودور التشريع الإسلامي في هذه الظاهرة ؟
كلها تساؤلات سنحاول الإجابة عنها من خلال هذا التقرير ....
أتمنى أن تستفيدون من التقرير ...

فما هو الإنتحار ؟
والانتحار هو قتل النفس بطريقة متعمدة وهذا هو التعريف الذي تتضمنه مراجع الطب النفسي ، وهناك مصطلح آخر مقابل كلمة الانتحار Suicide هو الفعل المدروس لإيذاء النفس " Deliberate Self Harm , DSH " وقد يكون مجرد محاولة للانتحار لم تتم أو قتل للنفس .
و هناك من يرى أن الانتحار هو قرار يأخذه شخص من اجل إنهاء حياته أو هو التصرف المتعمد من قبل شخص ما لإنهاء حياته. يرى آخرون أنه قتل النفس تخلصا من الحياة التي وهبها الله لعباده، وقد اختلفت الآراء حول الانتحار هل يعكس شجاعة الشخص المنتحر أم جبنه وانعكاس لفشله وعدم الحاجة لاستمرار حياته .
التعريف النفسي:
هو نوع من العقاب الذاتي و الانتقام من الذات، و إلحاق الأذى للذات.
في العصور القديمة ، كان الانتحار بعد الهزيمة في معركة لتجنب وقوعهم في الأسر والتعذيب أو التشويه أو الاستعباد من قبل العدو و قد قام بروتوس وكاسيوس ، قتلة القيصر يوليوس ، بالانتحار بعد هزيمتهم في معركة فيليبس.
جان أمري نشر كتاب في عام 1976 حول الانتحار  عندما يقول إن الانتحار هو الهدف النهائي
للحرية الإنسانية. وقد انتحر بعد عامين.
أسباب الانتحار:
إن السلوك الانتحاري هو سلسلة الأفعال التي يقوم بها الفرد محاولا من خلالها تدمير حياته بنفسه دونما تحريض من آخر أو تضحية لقيمة اجتماعية ما. ولذلك يعتبر من الصعب جداً وضع أسباب محددة للانتحار, فكل الدراسات القديمة والحديثة أجمعت على تضافر العوامل النفسية والاجتماعية والطبية فيما بينها لحدوث الفعل الانتحاري, وتعتبر الأمراض النفسية والاضطرابات العصابية والذهانية من المسببات الرئيسية للانتحار, ولكن فرويد (عالم النفس المشهور) أشار إلى أن الانتحار هو توجيه العدوانية الكامنة بالشخص ضد ذاته, أي أن هناك أزمة نرجسية يعاني منها الفرد تتجلى في اضطراب التوازن عنده بين العالم المثالي المنشود والعالم الواقعي المعيش.
وقد يكون جو البيت المحطم من أهم الأسباب المؤدية للانتحار, والبيت المحطم يعني الأسرة أو العائلة المفككة الأوصال والمتنافرة الأفراد, إذ تبين أن الذين فقدوا والديهم قبل سن الخامسة كانوا الغالبية بين المنتحرين وخاصة في عمر الشباب.
وأكدت الدراسات أن الرجال أكثر انتحارا من النساء, ولكن النساء يكثر انتحارهن في أعمار
الشباب بين 20 ـ 29 سنة.
والأسباب مفزعة منها ما هو سبب اجتماعي ومنها ما هو حالة فراغ روحي وأسباب أخرى تتعدى ذلك يربطها كثيرون بحالة القهر والإذلال والتهميش المتعمد في مجتمع لا حول لهم ولا قوة , وفي إحدى العائلات في إحدى قرى مدينة المالكية(سوريا) إن ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة انتحروا بنفس الطريقة وفي نفس المكان وشاب آخر من القحطانية( سوريا ) أنهى حياته لأن ألمانيا اعاداته لسوريا فلم يتأقلم مع الحياة التي هجرها وعاد إليها وأصيب بنكسة وحالة نفسية متأزمة لينهي حياته حرقا , وآخر تعاطى المخدرات في سبب أدهشني بشيوع هذه الظاهرة بين شبابنا ونحن ننام على خراب , وفتاة في ناحية القحطانية (سوريا ) وضعت حدا لمأساتها كما روى أهل القرية بأن أقدمت على حرق نفسها لأن أخاها كان يقسوا معها المعاملة فلم تجد البديل بأن تتخلص من جبروته إلا لتحرق جسدها الغض الطري في غرفة مهجورة لم يبقي النار إلا عظاما طرية في جسدها النحيل , وفي امتحانات الشهادة الثانوية العام المنصرم أقدمت فتاة من مدينة القامشلي على تجرع كميات كبيرة من الدواء لأنها لم تحصل على المجموع الذي أراد لها والدها المهندس وتشاء الأقدار أن يكتب لها حياة جديدة .
ربما أصابع الاتهام ستتوجه بالدرجة الأولى في أسباب الانتحار إلى الأسرة التي تعاني التفكك والمشكلات الكثيرة بين الأبوين أو ربما الإخوة أنفسهم لأسباب مختلفة .
 عدد حالات الانتحار في العالم يبلغ 800 ألف حالة سنوياً حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى احتمال زيادة هذا العدد إلى مليون شخص كل عام ، وفي الولايات المتحدة وصل عدد حالات الانتحار إلى أكثر من 230 ألف شخص بمعدل شخص ينتحر كل 20 دقيقة أو 75 حالة انتحار يومياً . وهؤلاء هم الذين ينجحون في إتمام الانتحار بينما يصل معدل محاولات الانتحار إلى 10 أضعاف هذا العدد .
*أعلى معدلات الانتحار توجد في الدول الاسكندنافية ( السويد - النرويج - الدنمارك ) ، وتصل إلى 40 لكل 100 ألف من السكان ، وفي بعض دول أوروبا الشرقية مثل المجر تصل هذه المعدلات إلى 38-40 لكل 100 ألف ، في فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا تزيد هذه المعدلات على 20 لكل 100 ألف .
 في مصر وفي دول العالم العربي والدول الإسلامية تنخفض معدلات الانتحار لتسجل معدل لا يزيد عن 2-4 لكل 100 ألف من السكان ، ويعود ذلك إلى تعاليم الدين الإسلامى الواضحة بخصوص تحريم الانتحار وقتل النفس .
 تزيد معدلات الانتحار في الرجال مقارنة بالسيدات بمعدل 3 أضعاف بينما تزيد معدلات محاولات الانتحار التي لا تنتهي بالقتل الفعلي في المرأة مقارنة بالرجال .
يحدث الانتحار لعدة عوامل منها النفسي حيث حلل فرويد الانتحار بأنه عدوان تجاه الداخل ثم قام عالم آخر بتعريف ثلاث أبعاد للانتحار هي رغبة في القتل ثم رغبة في الموت ثم رغبة في أن يتم قتله.
وعالم آخر وضح بان الانتحار يختلط به عدد من الأحاسيس منها الانعزال اليأس والاكتئاب ويشعر بألم انفعالي لا يطاق ولا يوجد حل سوى الانتحار.
أما المدرسة المعرفية فقد رأت الانتحار برؤيا النفق أو التفكير غير المرن حيث أن الحياة مريعة ولا يوجد حل سوى الانتحار والبعض رأى الانتحار أنه تعبير عن البكاء الرمزي أو للفت الانتباه.
ويوجد للانتحار أسباب عضوية منها الوراثة أو نقص السيروتونين وهناك أسباب اجتماعية فسرها عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم حيث فسر الانتحار بسبب تكسر الروابط الاجتماعية والانعزال، وقد تؤثر عوامل الضغوط النفسية وعدم القدرة على كبحها وخاصة الفقر والبطالة.
وقد تكون هناك أسباب أخرى مثل ضعف الضمير وعدم القدرة على التكيف مع المجتمع وهنا تظهر فكرة إريك فروم حول الانتحار حيث الصراع بين الداخل والخارج وعدم الالتفات للعوامل الحضارية الاجتماعية. قد تباينت الردود على الانتحار ففي الهند واليابان يكون الانتحار مصدر شرف عندما تحترق الزوجة بجانب زوجها الميت أو مثل طياري الكاميكازي الانتحاريين وبعض المجتمعات تجعل الانتحار كجريمة وخطيئة لا تغتفر. وعادة ما يشعر أقرباء المنتحر بالذنب والعار والهجر.
-أسباب الانتحار لدى المراهقين:
أهم الأسباب التي تدفع المراهقين إلى الانتحار:
تجمع الدراسات في تحليل أسباب الانتحار لدى المراهقين، على وجود أسباب كثيرة ومتنوعة تختلف باختلاف الأفراد واختلاف البيئة الاجتماعية والظروف التي يعيش فيها الفرد. ويتبين من هذه الدراسات أن أهم الأسباب التي تدفع المراهقين إلى الانتحار أو محاولة الانتحار هي:
2.1.1-أسباب ظرفية:
يمكن ربطها بالأحداث التي يعيشها المراهق، انطلاقاً من الأحداث البسيطة إلى الأحداث الأشد خطورة، وهي تتعلق في أكثرها بنظام العلاقات القائمة بين المراهق وأهله من جهة، وعلاقاته بالآخرين من جهة ثانية. ويمكن تحديد هذه الأحداث بالشكل التالي: المنع المفروض على المراهق في البقاء خارج المنزل لوقت متأخر، رفض الأهل تحقيق بعض من متطلباته، قصور الأهل المادي لشراء ما يرغب به، المشاحنات مع الرفاق، الفشل الدراسي، علاقة فاشلة مع الجنس الآخر، إدخاله في مدرسة داخلية، انهيار وضع الأسرة الاجتماعي _ الاقتصادي، فقدان شخص عزيز، وخصوصاً الأب أو أحد المقربين، بالاضافة الى "عدم مواجهة الواقع و بصورة أخرى الهروب من الواقع".
- أسباب اجتماعية:
يمكن تصنيفها بنوعين:
أسباب عائلية:
_ التفكك العائلي
_ انعدام الأمن والعاطفة نتيجة عوامل مختلفة أهمها: تعاطي الأب أو الأم الكحول.
_ المشاحنات بين الزوجين.
_غياب أحد الوالدين.
_" فقدان احد الأبوين أو كلاهما في سن مبكرة".
ولقد استأثر الاهتمام في دراسة الأسباب العائلية بمشكلة غياب الأب انطلاقاً من فكرة أن سلطة الأب وعاطفة الأم هما الركنان الأساسيان في توازن العلاقات الأسرية. فالسلطة
ليست قمعاً دائماً، بل هي أيضا سند ودعم عاطفي. فالأب الذي لا يعرف إلا القساوة، ولا يستطيع تأكيد ذاته إلا من خلال الصراخ والعقاب الجسدي، لا يمكنه أن يفرض السلطة العادلة والثابتة، فينشأ الأبناء على فكرة السلطة القاسية والقمعية، وعندما يصلون الى مرحلة المراهقة فإنهم يستجيبون بطريقة عدوانية مماثلة.
التحليل الفرويدي: اعتبر أن وظيفة الأب ذات أهمية كبيرة في مرحلة المراهقة، أولاً للخروج نهائياً من "الأوديب"ثم ثانياً من أجل تكامل الاستقلالية وإعادة تنظيم الواقع الذاتي. والخلل في الصور العائلية في مجموعها، في الوقت الذي يحصل فيه انبعاث جديد للشحنات السابقة، يمكن أن يكون له التأثير الكبير على مصير الميل الاندثاري القومي في هذه المرحلة.
-أسباب اجتماعية:
تظهر الدراسات على أن مستوى الأسرة الاجتماعي، الاقتصادي والمستوى الثقافي ليس لهما تأثير كبير في دوافع الانتحار لدى المراهقين. فلقد تبين من هذه الدراسات أن المراهقين الذين ينتحرون أو يحاولون الانتحار ينتمون إلى جميع الطبقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بشكل متعادل. وكذلك عامل السكن الذي يؤثر فقط في شكل انعكاساً لأزمات عاطفية.
فالسبب الاجتماعي الأكثر تأثيراً يرجع إلى الفشل المدرسي الذي يعيشه المراهق كجرح عميق. ومما يزيد في خطورة هذا العامل، موقف الأهل الذين يسقطون الآمال على أبنائهم ويأملون تحقيق ما لم يتمكنوا من تحقيقه من خلالهم. فيلجؤون إلى استعمال القمع والقوة للوصول إلى ما يبتغون.
و هكذا، فان الفشل المدرسي يشكل نقطة التقاء ظروف سلبية وشكل خاص من التوظيف والتأثير القمعيين.
الانتماء إلى جماعات الرفاق:
إن عجز المراهق عن الانخراط في مجموعة ما، أو بمعنى آخر، عزلة المراهق الاجتماعية، هي ظاهرة ترجع في الواقع إلى مرحلة الطفولة. وهذا العزل الاجتماعي يتخذ أشكالاً مختلفة:
_ العزل نتيجة لشعور المراهق بضعفه وعجزه عن تحمل المنافسة ضمن المجموعة.
_ العزل نتيجة للنظر إلى المجموعة على أنها ليست بذي فائدة، وان الانتماء إليها لا يعود عليه بأي نفع.
 وأحياناً يكون العزل نتيجة لشعور المراهق بأنه لا يملك الحق في ترك أهله لأنه يشعر بالارتياح معهم.
 فاستمرار العلاقة الطفلية السابقة بين المراهق وأمه، وظهور الأب كأول غريب في علاقة الأم/ الطفل، واستحالة تخطي العلاقة الثلاثية، تشكل جميعها العوامل التي تفسر عدم إمكانية التنشئة الاجتماعية.
هكذا فان العزل الاجتماعي يعيق تشكل الأوليات الدفاعية ضد الميول الاندثارية.
أسباب الانتحار بين كبار السن:
عندما يتعلق الأمر بالانتحار وفي الجهود المبذولة لمنعه تتصدر حالات الانتحار عند المراهقين موضوع النقاش، لكن الباحثين توصلوا إلى أن أكثر الفئات العمرية التي تقرر الانتحار في الولايات المتحدة الأمريكية هي فئة الكبار في السن خاصة الرجال الذين يقررون إنهاء حياتهم بعد تقدمهم في العمر.
يضيف الأطباء أن المشكلة حتى الآن هي عدم التركيز على منع انتشار هذه الظاهرة ضمن هذه الفئة من كبار السن، حيث أن الانتحار يحتل المرتبة الخامسة عشرة في أسباب الوفاة عند الأمريكيين ضمن الفئة العمرية بين 65-74 مما يجعله مساويا للوفيات بسبب مرض الزهايمر ضمن نفس الفئة.
بعد أن أوضحت الإحصائيات مدى عمق المشكلة تنصب الجهود الآن لمعرفة الأسباب التي تقف وراء انتشار هذه الظاهرة بين الأشخاص المسنين حيث يعزي بعض الأطباء هذه الظاهرة إلى عوامل ثقافية اجتماعية حيث أن هذه الظاهرة غير منتشرة في أمكنة أخرى من العالم.
يضيف العلماء أن العوامل الأساسية التي تقف وراء انتشار هذه الظاهرة هي العزلة الاجتماعية التي يعاني منها المسنين في الولايات المتحدة وفقدان الزوجة بسبب الوفاة وكذلك بسبب الاختلالات العقلية التي تترافق مع الشيخوخة. أي في العموم يقدم المسنين على الانتحار بسبب اليأس وقناعتهم أن الأمور لن تتحسن مع الوقت بل على العكس ستزداد سوءا.
كذلك فانه عادة ما تأتي حالات الانتحار بعد إصابة المسن بالاكتئاب، حيث تحتوي الولايات المتحدة على 35 مليون شخص تتعدى أعمارهم الخامسة والستين ويقدر عدد المصابين منهم بالاكتئاب بحوالي مليوني شخص إضافة إلى وجود بوادر اكتئاب لدى خمسة ملايين آخرين.
للوصول إلى حل ممكن لهذه الظاهرة تم دراسة سبب ارتفاع نسبة الانتحار عند الرجال مقارنة مع النساء في نفس الفئة العمرية وتبين أن النساء أكثر قدرة على خلق شبكة من العلاقات الاجتماعية توفر لهن الحماية النفسية من الإقدام على إنهاء حياتهن.
تعد الناحية البيولوجية و المادية من النواحي الأساسية التي تلعب دورا في ظاهرة الانتحار و ذلك كونها تخلف "تغيرات عديدة في الجسم كتجاعيد الوجه ضعف البصر تبدل لون الشعر ضعف في الطاقة الأمر الذي يؤثر في نفسية المسن".
الفراغ: يشعر المسنين عادة بفراغ دائم و ذلك بسبب التقاعد أو المرض أحيانا و هذا ما يجعل كبار السن يلجؤون إلى حلول أخرى و منها الانتحار.
 نظر الديانات إلى الانتحار:
الانتحار هو الفعل مدان في الإطار الديني. في الواقع الانتحار هو عمل يتعارض مع نفسه إلى أن هذا العمل هو انتهاك للعلاقة الخاصة بين رجل والله وفعل الخروج على طاعة الله.
وجهة نظر الكاثوليكية:
تقول إن الانتحار جريمة في المسيحية، إلا بين "المتعصبين" أو من ضحايا حزن كبير كونها تحرم البشر من أحد حقوقهم الأساسية و هي الحياة ومن ثمة تجعل الفرد خارجا عن الأطر الالاهية.
وجهة نظر اليهودية:
لا تختلف الديانة اليهودية عن غيرها من الديانات كونها تنهى عن قتل النفس باعتبار أن النفس عند اليهود هي جزء لا يتجزء من الالاه.
وجهة نظر الإسلام :
الانتحار محرم في الإسلام لقول الله تعالى في القرآن: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً" (النساء:29)، فالنفس ملك لله وليس لأحد أن يقتل نفسه ولو زعم أن ذلك في سبيل الله.
روي عن أبو هريرة في صحيح مسلم :
من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا"
 الحلول المقترحة للقضاء على ظاهرة الانتحار:
-بالنسبة للمراهقين:
من المعلوم اليوم أن الانتماء إلى عُصب الأحداث، له نتائج ايجابية بالنسبة إلى المراهق:
_ ينزع عن المراهق الميل إلى الاندثار الذاتي من خلال تفريغ العدوانية في تصرفات جماعية.
_ يعزز ويقوي الميول "اللبيدية"، وبالتالي يعزز الأوليات الدفاعية ضد شحنات الاندثار والموت.
_ اتحاد الطاقات يقوي مشاعر الحماية ضد اتحاد الأخطار الخارجية المتأتية من عالم الراشدين.
-غرس الإيمان في قلوب الناس.
-محاولة انشاء جمعيات لتوعية المراهقين و كذا تدعيم المشاريع التي تخدم من الدرجة
الأولى فئة الشباب.
-يجب أن تتنبه الدولة بشكل عام لمعالجة هذا الموضوع، وتتجه إلى الشباب، وتفتتح نوادي وتوفر فرص عمل للخريجين وتضع التخطيط السليم للتعليم لإخراج الشباب إلى سوق العمل مؤهلين، وإيجاد مخارج لإشغال الشباب، وأن تغيِّر الجامعات من سير برامجها، وأن لا تترك الشباب بدون نشاط (ثقافي أو سياسي أو اجتماعي وغيره).و يجب أن نخرج إبداعات الشباب إلى الوجود واستثمارهم بدلا من الفراغ الذي يعيشوه حاليا.
-كما لا بد من سوق العمل أن يستوعب الشباب لكي لا يشعر الشاب باليأس، كما لا بد من إشراك المرأة مع الرجل في كل متطلبات الحياة، ويجب أن تتعلم لتخرج من القوقعة التي
تعيش فيها، وتدفعها إلى أعمال غير سوية كـالانتحار.
-بالنسبة للشيوخ:-الاعتناء بهم و ذلك بتخصيص بيوت للعجزة و مراكز للترفيه.
-محاولة القضاء على الفراغ و ذلك بتخصيص أوقات للعمل البسيط و توجيه المتمركزين.
-الاهتمام بفئة العجزة و توفير كل الظروف لهم.
-تشجيع المبادرات و ترقية التفكير بمختلف نواحيه.
-زيادة في الأجور وذلك لارتفاع تكاليف المعيشة.
أشكال الانتحار :
أثبتت الأبحاث والدراسات أن هناك أشكالا خاصة للانتحار, لها مدلولاتها المرضية النفسية
المهمة وأهم هذه الأشكال:
 الانتحار الثنائي: هو الرغبة في الموت مع شخص آخر حيث يقدم الشخصان معا على الانتحار وخاصة المحبوبين والدافع الأساسي للانتحار الثنائي هو الحب.
الانتحار الموسع: حيث يسبب الشخص المنتحر الموت لشخص آخر أو أشخاص آخرين غير راغبين في الموت. فقد تنتحر الزوجة بالغاز وينجم عن ذلك وفاة زوجها وأطفالها الموجودين معها في المنزل.
 الانتحار الموازن: وهو انتحار هدفه الأساسي إراحة الذات من مرض ما لاشفاء يرجى معه, ومثل هذا النوع من الانتحار يتقبله المجتمع إلى حد ما ومع ذلك فهو قليل الحدوث.
* الانتحار الإيثاري: حيث يقدم المنتحر على قتل زوجته وأطفاله ثم يقدم على الانتحار. وينتشر هذا النوع من الانتحار لدى الأفراد المكتئبين الذين يرون أن الحياة تافهة وبأن بلاء عظيما سيحل بعائلاتهم.
-احصائيات حول الانتحار:
*دلت الدراسات أن أكثر نسب الانتحار للنساء بين جيل 25-35، بينما الرجال بين جيل المراهقة التقدمة 16-25.
*"7 % هي نسبة الانتحار بسبب المرض".(هاتي يحي نصري،علم النفس،دراسة الحواس الداخلية عبر السلوك اليومي للإنسان،ص282)
*دلت الإحصاءات أن مقابل كل 3 رجال يقدمن على الانتحار هناك امرأتين يقبلن على الانتحار رغم أن المفارقة هو أن النساء اللواتي يحاولن الانتحار لا ينجحن في ذلك هم ضعف الرجال اللذين حاولوا الانتحار.
*وبالنظر إلى الأسلوب الذي يتبعه الرجال فانه يختلف عن الأسلوب الذي تتبعه النساء في الانتحار. حيث أن الرجال يختارون أسلوب لا رجعة فيه و يؤدي إلى الوفاة لا محالة، مثل إطلاق الرصاص على أنفسهم أو الانزلاق في السيارة إلى منحدر عميق أو الخنق بحبل أو القفز من مبنى عالي، بينما النساء يخترن أسلوب يحمل طابعهن مثل شرب دواء أو غرق في حوض الاستحمام، أو قطع شريان الوريد بسكين.
*الذين يحاولون الانتحار ثلاثة أضعاف المنتحرين فعلا.
*المنتحرون ثلاثة أضعاف القتلة. *الانتحار الفعلي أكثر بين الذكور.
*أكثر وسائل الانتحار استخداما عند الإناث الأدوية والحرق وعند الذكور الأسلحة النارية. *تقل نسبة الانتحار بين المتزوجين ومن لهم أطفال. *أعلى نسبة انتحار في العالم في توجد الصين والهند.*خمس المنتحرين يتركون رسائل وعلامات تشير إلى انتحارهم. *تقل نسب الانتحار في الحروب والأزمات العامة.
*حوالي 35% من حالات الانتحار ترجع إلى أمراض نفسية وعقلية كالاكتئاب و الإدمان.
*و65% يرجع إلى عوامل متعددة مثل التربية وثقافة المجتمع والمشاكل الأسرية أو العاطفية والفشل الدراسي والآلام والأمراض الجسمية أو تجنب العار أو الإيمان بفكرة أو مبدأ مثل القيام بالعمليات الانتحارية.
كيف نساعد الشباب المعرضين لخطر الانتحار؟

من المهم جدا تقديم يد العون والمساعدة للأشخاص المعرضين لخطر الانتحار وخاصة إذا كانوا من فئة الشباب عصب الحياة والمجتمع, وذلك عن طريق:
1
ـ حماية الفرد من المحيط وإدخاله المشفى عند الضرورة.
2
ـ الترفيه والترويح عن القلق وتأسيس علاقات تتسم بالهدوء والتفهم الكامل له من قبل المعالج.
3
ـ المراقبة الدائمة وبلطف وعدم تقريع وإيذاء سلوكه الانتحاري.
4
ـ العلاج بالعمل الدءوب واستعمال مضادات الكآبة عند الحاجة.
5
ـ عند الاكتئاب الشديد لا مانع من العلاج بالصدمة الكهربائية.
6
ـ العلاج النفسي والاجتماعي لإعادة ترميم شخصية المصاب من أجل مساعدته في القيام بدوره المنوط به كعنصر فعال في المجتمع.
7
ـ وأخيرا مراقبة المريض في فترة النقاهة وتعديل ما يمكن تعديله في محيطه الاجتماعي مدركين بذلك ما المغزى من المحاولة الانتحارية وهي بمنزلة رسالة هادفة تشير إلى حاجته ليد العون.

أن الانتحار مشكلة تعاني منها الدول الغربية أكثر من الدول العربية , فالوازع الديني والأسرة المحافظة التي حافظة على أبنائها ,وأتبعت كل ما أمر الله به , مما أدى إلى قلة هذه الظاهرة في مجتمعنا العربي والإسلامي .

عاقبة الانتحار :
المنتحرون مخلدون في النار .
قال رسول الله (صلى الله علية وسلم ) :
"
من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً , ومن تحسي سمناً وقتل نفسه , فهو في نار جهنم يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ,ومن قتل نفسه بحديده فحديدتة في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها "

الخاتمة :

وأخيرا, ً الانتحار هو محاولة قتل النفس , وتعود أسباب هذه الظاهرة لأكثر من سبب , وأولها المجتمع الذي يعيشون به ,وقد توصلت إلى هذه النتيجة من خلال مقارنتي بين الدول العربية ومجتمعاتها , وبين الدول الغربية ومجتمعاتها , حيث لاحظت أن , هذه الظاهرة منتشرة في الدول الغربية وقليل منها في دولنا العربية , وفي العام الإسلامي , فان الرسالة التي أريدها أن تصل إلى الجميع هي أن الانتحار أو قتل النفس ليس حلاً لأية أزمة أو مشكلة .. وهناك دائما الكثير من البدائل التي يمكن التفكير فيها حين تتأزم الأمور وتشتد المحن ، ويمكن أن تتلمس النور وسط السواد الحالك المحيط بنا ،ويتحقق الخروج من النفق المظلم وانتصار إرادة الحياة ،والحل هنا يتفق تماماً مع المنظور الإسلامي للتعامل مع البلاء والشدائد بالعودة إلى الله سبحانه وتعالى والتمسك بإيمان قوي والتحلي بالصبر والثبات ،حتى يقضى الله أمره ، وهو القادر على كل شيء




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

شركنا برايك ووجهة نظرك