الانترنيت
المعلومات في كل وقت وكل مكان ولكل
الناس
هل
ستقضي على وسائل الاتصال و الإعلام الأخرى ؟
يقول العالمان الأمريكيان قلي
هاراكاداي وبات ماكروجر في الإجابة على هذا السؤال حول ماهية الانترنيت ليست
هناك إجابة موحدة على هذا السؤال ،لان الانترنيت شيء مختلف بالنسبة لأي منا.
1) إنها
مجموعة من الحاسبات الآلية تتحدث عبر الألياف الضوئية وخطوط التليفون ووصلات
الأقمار الصناعية وغيرها من الوسائل.
2)
إنها مكان يستطيع فيه التحدث إلى
أصدقائك وأفراد أسرتك المنتشرين حول
العالم.
3)
هي محيط من الثورات في انتظار من
ينقب عنها.
4)
هي مكان تقدم فيه الأبحاث التي
تحتاج إليها في رسالتك الجامعية أو أعمالك التجارية.
5)
هي فرص تجارية غير محدودة.
6)
هي مجموعة دعم عالمية لأي مشكلة أو
حاجة.
7)
هي منجم من الذهب يضم أصحاب
الكفاءات في جميع الميادين وهم يتقاسمون المعلومات عن مجالات عملهم.
8)
هي مئات من المكتبات والأرشيف التي
تفتح بمجرد لمسك لها .
9)
هي مضيعة للوقت.
10) إنها
تكنولوجيا المستقبل التي ستجعل حياتنا وحياة أطفالنا أكثر إشراقا... كل هذه
الإجابات صحيحة... وكل واحد فيها غير مكتمل.
والانترنيت لغة: مشتقة من شبكة المعلومات الدولية
اختصارا للاسم الانجليزي International net work وتطلق عليها تسميات منها
شبكة النت The net أو الشبكة
العالمية World net أو الشبكة المعلوماتية وكتعريف شامل يمكن القول بان الانترنيت هي مجموعة من
الحاسبات المرتبطة ببعضها البعض في مختلف أنحاء العالم، يمكن بواسطتها نقل
المعلومات وتبادلها من عدد غير محدود من المرسلين إلى عدد غير محدود من
المستقبلين، بحيث يمكن للمستخدم لها الدخول إليها من أي مكان وفي أي وقت.
1- الخدمات التي تقدمها الانترنيت .
عندما تدخل إلى شبكة الانترنيت ويتحقق
لك الانتماء إلى مجتمعنا فسيكون بمقدورك كما هو الحال بالنسبة لأي مشترك أخر أن
يستفيد من المجالات الواسعة والخدمات التي تجدها داخل هذه الشبكة التي لا تحدها
حدود، ونكون في هذه الحالة بين خيارين إما أن تتعامل مع موفري الخدمات Sarvice providers على أساس تجاري أي نظير مبلغ محدد من المال
للوصول مباشرة إلى الانترنيت... أو مع مجهز أخر لديه برنامج لتقديم خدمات داخل
الشبكة، والنوع الأول يسمى Internet service provides ويرمز إليه بـ I.S.P والثاني مثل
بعض الشركات الأمريكية التي تقدم خدمات خاصة عبر خدمة متخصصة بمحتوى خاص مثل شركات
American on line. Compuserve. Prodigy and Microsoft والخدمات التي يمكن أن يجدها المستخدم في شبكات الانترنت بصفة
عامة هي:
1.
البريد الالكتروني مع كل أنحاء العالم.
2. الاستفادة من الرسائل العلمية
والكتب والمعلومات الخاصة بالعلوم التي لا يتيسر للإنسان
وجودها في المكتبات العامة بسهولة.
3. مشاهدة
الأفلام والأحداث المصورة السياسية والرياضية والعلمية والثقافية.
4. متابعة
تطورات الأحداث العالمية فور حدوثها وبتفاصيل أو تلك التي يقدمها الراديو
والتلفزيون والصحف.
5. قراءة
الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية.
6. الاطلاع
على تقلبات الأوراق الدولية ومتابعة أسواق المال والأسهم.
7. التعاقد
على شراء السلع بطريقة فورية عبر الشبكة.
8. إنشاء
صفحات خاصة للدعوة لموضوع معين ونشر المعلومات التي تريد أن يطلع عليها المتابعون
للأحداث العالمية.
9. تصحيح
كثير من المفاهيم الخاطئة عن الدول والمجتمعات والعادات والتقاليد.
10. نشر
التراث والآداب والفنون والآثار.
11. الدعاية
للسلع والسياحة والمنتجات الوطنية.
12. نقل
التكنولوجيا للمجتمعات المتطلعة لمزيد من التطور.
13. التعليم
والتعلم عن بعد.
14. الرد
على بعض المعلومات الخاطئة التي وجدت طريقها إلى الشبكة
15. الاستفادة
من المنجزات العلمية في مجال الهندسة والعلوم ومعرفة المعلومات التي تساعد الباحث
في الحصول على ما يريد من بيانات ومعلومات تدعم بحوثه ودراساته.
16. الاستفادة
من بعض التصاميم الهندسية في العمارة والصناعة.
17. كل
المجالات التي لا يتذكرها الإنسان، وهو مقبل على الانترنيت سيجدها حتما إذا أبحر
فيها وهام في محيطها حتى يرسو على الساحل الذي يريد أن يصل إليه.
إن
استخدامات الانترنيت يصعب جدا حصرها، بالإضافة إلى محتوياتها الكثيرة والضخمة بحيث
لا يستطيع المرء أن يحيط بها جميعا... فكل ما يمكن أن يخطر على البال موجود قي
الشبكة، ولكن المهم هو حسن الاستخدام ومعرفة الطريقة المثلى للاستفادة من هذا الكنز
العظيم.
1.
وظيفة شبكة الانترنيت الإعلامية:
عندما تصدت اللجنة الدولية لدراسة
مشكلات الاتصال والتي اشتهرت باسم لجنة ماكبيرد لتحديد معنى الإعلام، فقد توصلت
بعد بحث طويل، إلى أن المفهوم يجب أن يشمل جمع ومعالجة المعلومات ونشرها من أجل
فهم الظروف المحيطة بالأحداث للوصول إلى وضع ما يمكن الشعوب من اتخاذ القرارات
المناسبة.
كما
يقصد بوسائل الاتصال الأدوات التي تنقل بواسطتها الرسالة إلى أعداد كبيرة من
الأفراد المنتشرين في أماكن متفرقة وقد تكون الوسيلة إما سمعية أو بصرية أو سمعية
بصرية، وتختلف كل وسيلة عن الأخرى في نوع الجمهور الذي تتصل به، وفي نوع الرسالة
التي تحملها وفي التأثيرات التي تحدثها.
ولهذا
فالإعلام الدولي يعني الانتقال الحر للمعلومات بواسطة التكنولوجيا الحديثة بين دول
العالم، حتى يفيد العلماء والمتخصصون والجمهور العام من هذه المعلومات حيث أصبحت
المعلومات أحد عناصر قوة الأمة المعاصرة في النظام العالمي الجديد للاتصال
والمعلومات وتدفق المعلومات الكترونيا عبر الحدود السياسية.
وفي
العقود التي أعقبت ظهور التلفزيون شهد العالم ظهور تطورات عديدة في ميدان
تكنولوجيا الاتصال ثم استخدامها في خلق نظم وأشكال جديدة من وسائل الإعلام
والمعلومات مثل الانترنيت والحاسوب وأصبحت تمثل نوعا أكثر تطورا وذات تفاعل
تبادلي.
وتوجد
أرضية مشتركة بين تكنولوجيا الإعلام والمعلومات تشترك الانترنيت فيها بالعديد من
الخصائص والصفات الجوهرية المتعارف عليها في وسائل الاتصال الجماهيري من وظائف
الإعلام والتعليم والتثقيف والترفيه.والانترنيت تشبه اليوم حال التلفزيون في
بدايته حينما كان عالي الكلفة وبرامجه بدائية وبسيطة .
وقد
أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن نسبة تتراوح بين (30-40) % من الصبيان
والبنات في أمريكا، بدؤوا في الآونة الأخيرة يقللون من مشاهدة قنوات التلفزيون،
ليتحولوا إلى التجول في شبكة الانترنيت ومتابعة ما تنشره هذه الوسيلة الاتصالية
الحديثة،وكان السؤال الذي فرض نفسه على ضوء نتائج الدراسة هل أن الانترنيت ستقضي
على دور التلفزيون مثلا؟ الجواب هنا كلا بلا شك لعدة أسباب منها على سبيل المثال:
1-عندما
ظهر التلفزيون كان البعض يعتقد بأنه الأداة التي ستقضي على وسائل الإعلام الأخرى
كالإذاعة والصحافة ولكنها بالمستوى نفسه ولهما جمهورهما.
2-استخدام الانترنيت كوسيلة إعلام
يتطلب من المستخدم تفاعلا ونشاطا من خلال العمل على جهاز الحاسوب، في حين مشاهدة
التلفزيون أو الاستماع إلى الإذاعة لا يحتاج إلى بذل مجهود عضلي.
كما
بثت من خلال واقع عمل وسائل الإعلام، بأنه لا يمكن لأي وسيلة أن تلغي دور الوسيلة الأخرى، بل
بالعكس فالانترنيت مثلا خدمت وسائل الإعلام الجماهيري، وعملت على تطويرها وعولمتها
وأصبح للإنسان حرية في اختيار الوسيلة المناسبة لمنزله بين التلفزيون والحاسوب،
ومع تولي الانترنيت زمام الأمور تنظيم الأدوات الإعلامية Information Appliances إلى جانبها،
فمن تلفزيون الانترنيت إلى هاتف الانترنيت مرورا بحاسوب الشبكة عدد كبير من
الأدوات الجديدة تغد علينا، ويمكن القول أن تكنولوجيا الإعلام والمعلومات ممثلة في
الانترنيت تسعى إلى تحطيم الحجز ماهو جمهري وغير جمهري Demassifization وتخليص
الإعلام من التلقي السلبي وتنوع الإعلام الجماهيري واسع الانتشار إلى إعلام متخصص
موجه لفئات معينة لان المجتمع اليوم يقوم اقتصاده على إنتاج وتوزيع خدمات إعلامية
غير ملموسة، وتشمل خدمات إخبارية وتعليمية وثقافية وترفيهية وسياحية وقانونية
وطبية وإدارية ومالية وعلمية وطبيعية.
كما
أن نظم الإعلام القائمة على أساس الحاسوب، ذات أهمية في تطوير المجتمع الذي يقوم
اقتصاده على إنتاج وتوزيع خدمات إعلامية ملموسة، ليست لنقل الأنباء والتسلية وما
إلى ذلك بالمعنى التقليدي من جانب واحد، ولكنها تتضمن أعداد هائلة من الأشخاص
الذين يرسلون ويتلقون أنواعا مختلفة من المعلومات التي تتعلق بالأعمال والخدمات
بين أنحاء المجتمع وفي مختلف المجالات.
وكانت
الانترنيت وسيلة مقتصرة على النخب العلمية والجهات الأمنية فقط، واستخدامها في
البلدان المتقدمة من قبل الفئات الأخرى يعد ترفا لا طائل منه، واليوم تحولت في تلك
البلدان إلى وسيلة شعبية متاح استخدامها لعامة الناس، مثل قراءة الصحيفة أو متابعة
برامج الإذاعة والتلفزيون وأصبح تجاهلها يعني عدم مواكبة العصر ومع مرور الأيام
يمكن أن تصبح في الوطن العربي أيضا وسيلة شعبية، خاصة في ظل الطلب المتزايد
للاشتراك
فيها، وترتبط الخدمات المباشرة للإعلام، ارتباطا وثيقا بالانترنيت ودورها كوسيلة
إعلام متعددة الوظائف مماثلة للتلفزيون، مع إضافة جديدة هو إنها أصبحت جهازا
إعلاميا متفاعلا، لا يكتفي فيمن يستخدمها بدور المتلقي السلبي للمادة الإعلامية
المنشورة، بل يمكنه أن يتحاور معها ويحدد بنفسه ما يريده من معلومات ويطرح وجهة
نظره أمام الآخرين.
وأضحت
الانترنيت وسيلة اتصال جديدة تؤثر على حياة الناس وأن التأثير بالتأكيد هنا أوسع
وأسرع.
ويرى
المتحمسون للانترنيت فيها صورة قصوى لديمقراطية المعلومات تحت شعار المعلومات في كل وقت وكل مكان
ولكل الناس، في حين يرى البعض نوعا من فوضى المعلومات وتحيزها، بل وينذر
بعض أصحاب النظرة المتشائمة بحرب معلومات قادمة وهناك استخدامات ترفيهية للانترنيت
مثل التلفزيون المتفاعل حيث تحول
التلفزيون التقليدي من جهاز لاستقبال إرسال التلفزيون إلى جهاز ثنائي الاتجاه، أي
يرسل ويستقبل في آن واحد.
ويستطيع
المشترك من خلاله مشاهدة الأفلام السينمائية المجسمة والتسوق والتجول بين المحال
التجارية التي يختارها هو بنفسه وبمجرد ضغط زر في جهاز الحاسوب.
الأبعاد الثقافية والإعلامية لشبكة
الانترنيت .
كما هو معروف أن العلاقة بين تكنولوجيا
الإعلام والثقافة علاقة وطيدة، فوسائل الاتصال هي الناقل الرئيسي للثقافة وهي
أدوات ثقافية تساعد على دعم المواقف أو التأثير عليها وحفر الأنماط السلوكية
وتعزيزها ونشرها، حيث أن الدول المسيطرة على تكنولوجيا الإعلام والمعلومات لا تصدر
إلينا المعلومات المسموعة منها والمرئية والمقروءة سعيا وراء المكاسب المباشرة
وحسب، وإنما القصد أيضا هو
التأثير في الأفكار وتخريب العقول ومحاولة اقتلاع القيم والتقاليد والعادات من
جذورها ،واستبدالها بقيم أخرى غربية والدول النامية معرضة للغزو الثقافي وتدفق
المعلومات المسيئة لها.
ولذا
بدأ البعض في الإعراب عن قلقهم من هذا التقدم التكنولوجي غير المكبوح الذي
يعتبرونه غزوا ثقافيا جديدا يهدد الثقافات والقيم والتقاليد المحلية.
حيث
توجد ممارسات متعددة الأشكال والأنواع وظهور العديد من الجماعات العنصرية
المتطرفة، التي تستطيع استغلال إمكانات شبكة المعلومات في نشر أفكارها الهدامة،
وكذلك يمكن تشويه سمعة الآخرين والمساس بأعراضهم طالما أن حرية الكلام من قدح ومدح
متاحة للجميع دون قيد أو رقيب وعلى غرار الأبعاد الاقتصادية يرتبط السياسي
بالأبعاد الثقافية أيضا،فاللغة هي احد العناصر الثقافية، وان هيمنة اللغة
الانجليزية في هذا المجال هي السائدة في الانترنيت، وتظهر أن العولمة تتجه إلى
جعلها لغة العالم، ويكفي الإشارة إلى أن (88٪) من معطيات الانترنيت تبث باللغة
الانجليزية مقابل (9٪) بالألمانية (2٪) باللغة الفرنسية و(1٪) يوزع على بقية
اللغات الأخرى منها لغتنا العربية.
وأدى
التفوق الغربي في مجال تكنولوجيا الإعلام والمعلومات إلى ما يسمى بعولمة الثقافة
والإعلام،في إطار ما يسمى "بالقرية العالمية الاتصالية" يعني طمس
التمايزات التي تسهم بها المجتمعات في الجنوب وفي قلبها الوطن العربي، بسبب تفوق
العامل التكنولوجي وترجع أهميته على
المضامين الاجتماعية والثقافية التي تنقلها وتروجها تكنولوجيا الاتصال المعاصرة.
وعملية
التدفق الحر للأخبار والمعلومات التي يمارسها الغرب الصناعي اليوم تحمل في طياتها
تهديدات ومخاطر جدية على الثقافات الوطنية في دول العالم الثالث. لذا فان أمتنا العربية بحاجة إلى تحضين أمنها
الثقافي والحفاظ عليه وسط هذا الجو العاصف من المتغيرات والتطورات المعلوماتية
الهائلة والأمن الثقافي لا يقتصر على امتنا العربية، بل ولا حتى الدول النامية بل
يتعداه حتى إلى الدول الغربية الصناعية صاحبة الاختراعات والتكنولوجيات ومنها
تكنولوجيا الإعلام والمعلومات، ولابد من تقوية وجود اللغات الأخرى، من خلال إنشاء
مواقع ثنائية اللغة وخاصة اللغة العربية، وستظل الثقافة تبث بشكل غزير إلى الوطن
العربي والعالم الثالث إلا انه ليس بالصحيح الحكم بما يؤول إليه الأمر في النهاية،
لكن الغرب ينتظر من عمليات النشاط الثقافي الخارجي تحقيق أهداف كبيرة.
إلا
أن في مجتمعاتنا يوجد تخوف من الانترنيت فيه قدر كبير من المبالغة وهو أيضا تخوف
مبني على عدم الثقة في المجتمعات نفسها... وفي التراث والحضارات والثقافات التي
تسود في هذا العالم... والتي هي نفسها كفيلة بمقاومة اغلب الشرور التي تأتي بها
الانترنيت... فالوازع الديني والتربوي موجود في الأمة الإسلامية... وحتى الديانات
الأخرى يمكن أن تنهض لتقف أمام هذا الحكم الضئيل من المفاسد الني تحتويها
الانترنيت.. ومثل هذه المحتويات الضارة ينبغي ألا تتسبب في حرمان المجتمع المسلم
أو غيره من المجتمعات المحافظة من الاستفادة مما في الانترنيت من معلومات وعلوم
ومعارف لو استفاد منها البشر في العالم الثالث لأمكنه الاندفاع بقوة نحو تحقيق
الأهداف القومية الكبرى لشعوبه ودوله... ولعل ابرز ما فيها من فوائد تتركز في
تحويل الثقافة ومعرفة وسائل الإنتاج الصناعي والزراعي والدخول في محاولات
المنافسات التجارية والاقتصادية والاستفادة من كل ما هو متاح في العالم اليوم
والذي لم يكن معروفا للكثيرين قبل ظهور الانترنيت.
وبنفس
القدر فان المجال مفتوح لاستخدامها لخدمة أهداف الأمم المستضعفة وتمكينها لعرض ما
لديها من ثقافات وعلوم وفنون وتاريخ عبر الشبكة بغرض أن يطلع عليه الآخرون الذين
يجهلون الكثير عن هذه العوالم فيستزيدون من المعرفة ويقفون على حقيقة الأمر،بدلا
من الاعتماد على الوسائل التقليدية التي تسيطر عليها القوى التقليدية في بلادهم
والتي لا ترى في بقية سكان العالم إلا شعوبا مختلفة...الطريق أمامها طويل للنهوض
من هذا الوضع المتردي ولهذا لا يقيمون لها وزنا ولا يرجون منها فلاحا.
عدم توازن من نوع جديد:
-اللغة:
من بين المشاكل التي تواجه المستخدمين للانترنيت سيطرة اللغة الانجليزية
على أكثر من 80٪ من محتوياتها... وأيضا زيادة حجم النصوص Text على النماذج
الأخرى من المعلومات الصوتية والمصورة... وهذه العوامل تحد من استخدام الكثيرين من
سكان العالم للانترنيت، وتجعل قائمة المستفيدين منها محصورة في قطاع المتعلمين وهم
قلة، وخاصة العالم الثالث وهناك جهودا تبذل اليوم لإدخال لغات أخرى في الشبكة
ولكنها لن تحل المشكلة إذ أن المواد الموزعة في الشبكة بالغات الأخرى كاللغة
العربية والصينية والسواحيلية على سبيل المثال ستكون محدودة جدا وقاصرة على الدول
التي تتكفل بمجهودات الترجمة أو بإيداع المعلومات الأولية مباشرة في الشبكة فيما
لو تمكنت من إنتاج Soft ware ليجعل التعامل معها ممكنا وستظل مشكلة عدم التوازن أيضا قائمة
بشكل أخر... فالشبكة قد تحوي كل المعلومات الموجودة في العالم وبشكل متوازن...
ولكن عدم التوازن قد يكون في الاستخدام لان اللغة حاجز يحول دون الكثيرين
والاستفادة مما هو موجود في الانترنيت ومن هنا ينشأ عدم توازن من نوع جديد.
-حسن الاستخدام: من المواضيع التي ستحقق بذل مزيد
من الجهود والاهتمام في محيط الانترنيت هو حسن الاستخدام فكثير من اللذين يتعاونون
وغير المفيد وربما تعوزهم الخبرة والتدريب على حسن الاستخدام أو الاستخدام المفيد
للشبكة وخاصة قطاعات الطلبة
والباحثين
الذين لو أحسن تدريبهم لاستفادوا كثيرا من الانترنيت، وكذلك الطبقات العامة التي
يمكن أن تستفيد من برامج نقل الثقافة والتعليم الحرفي وغيره من المواد المناسبة...
وقد يكون من المفيد جدا إنشاء نوادي أو مقاهي لخدمة من لا يستطيعون اقتناء
الكمبيوتر في الوقت الحاضر لارتفاع تكلفته... وكذلك إنشاء مراكز معلومات مزودة
بخدمة الانترنيت تكون متاحة للطلبة، الجامعات، المعاهد العليا مع توفير عدد كاف من
الأجهزة يكفي لمقابلة احتياجات الأعداد المتزايدة من الطلبة الجامعيين.
·
مخاوف
الانترنيت ايجابياتها وسلبياتها.
رغم الحجم الكبير في الجوانب الايجابية
والمزايا والفوائد التي وفرتها الانترنيت من حيث الكم الهائل من المعلومات المفيدة
في مختلف المجالات والأنشطة وإسهامها في ربط المجتمعات والهيئات والدول بعضها
بعضا، إلا أن الخطر يكمن في هذا التدفق المعلوماتي غير المسيطر عليه وعدم امتلاك
بعض المجتمعات المتلقية وخاصة العربية منها لخيار الانتقاء، وهذا ما أدى إلى نتائج
وإفرازات سلبية، وبروز ظاهرة سوء الاستخدام لها من قبل بعض المشتركين.
وأضحت
حياة الناس الشخصية ناهيك عن العامة عرضة للانتهاك والاقتحام، فيمكن بالانترنيت
الكشف عن أسرار الناس على نحو لم يسبق له مثيل، مثل حساباتهم في البنوك، حالتهم
الصحية، حياتهم الخاصة وهكذا طرحت حرية الإنسان في إطار جديد.
إن
الانترنيت مفيدة ولها العديد من الاستخدامات في مناحي الحياة المختلفة، ولا تقتصر
منافعها على اختصاص أو مجال معين بحد ذاته وهو من حق دوائر الإعلام والمؤسسات
والجامعات والأفراد العاديين استخدامها، لأن المعلومات المتوفرة عليها غير محصورة
بمجال محدد، بل تحوي معلومات عن مختلف المجالات من هوايات وموسيقى إلى معلومات
سياسية واقتصادية، ففي بداية الأمر كانت الانترنيت ذات طابع بحثي ومحدودة التداول،
ولهذا فإن الكثير من خدماتها كانت صعبة الاستخدام، ومع مرور الأيام تطورت وظهرت
فيها العديد من الاستخدامات، لغرض تسهيل تبادل المعلومات بين المشتركين في المواقع
المختلفة، أما الآن وبعد أن فتحت الباب على مصراعيه للجهات الرسمية والتجارية
والخاصة، فقد تم تطوير خدمات جديدة سهلة الاستخدام لذا يذكر بعض علماء الاتصال
والمعلومات في مؤلفاتهم أن ظهور الانترنيت يماثل اختراع الطباعة ونواتجها في كل
جزئية دقيقة من حياتنا اليومية فإنه سيكون لها شأن مماثل وإنه بوضعها الراهن تشبه
أوائل التقنيات التي تم استخدامها في الطباعة والتي أصبحت بعد ذلك أساسا لصناعة
الإعلام والنشر ووسيلة لثورة المعلومات ودخلت خدماتها مجالات التعليم والثقافة
والتجارة وجعلتها جزءا من حياة المواطن العادي ويستطيع المشترك فيها الاستفادة من هذه الخدمات التي وفرتها لغرض اللحاق بركب
العالم المتقدم كما تعمل الآن بنجاح العديد من شعوب آسيا.
وأضحت
قابليتها ذات سعة كبيرة بحيث إعطاء قائمة مفصلة عن مجمل استخداماتها، لأنها يمكن
أن تملأ صفحات كتب عديدة، وفي كل يوم يتم اكتشاف خدمات جديدة بحكم أنها قضت على
عنصري الزمن والمسافة اللذين يفصلان بين الناس، إذ يستطيع المشتركون فيها التواصل
بصورة طبيعية مهما كانت المسافات التي تفصلهم عن بعضهم البعض، ويمكن أن تكون
العناصر الثلاثة التالية محور الحديث عن الانترنيت وهي منافعها ،إمكانياتها
ومخاطرها على المجتمع.
وتسير
نتائج دراسة أجراها مجموعة من الباحثين الأمريكان عام 1995 حول استخدامات
الانترنيت في المجالات المختلفة والاستفادة المحتملة منها فكانت النتائج على النحو
التالي:
- يرتبط ملايين المشتركين على صعيد الكرة الأرضية
بالانترنيت بهدف الاتصال الشخصي والجماعي، ونقل الملفات والإعداد للنشر بقواعد
البيانات.
- يحتل الاكادميون المرتبة الأولى في استخدام الانترنيت
ولها تواجد واسع في الجماعات الأمريكية.
- يعد البريد الإلكتروني من ابرز استخداماتها، وتشمل
خدماته الميادين والنشاطات المختلفة، وباختصار فالانترنيت تتيح للمشتركين فيها
العديد من الفوائد على مستوى العالم منها:
أ- استخدام البريد الإلكتروني في الإرسال والاستقبال مع
مختلف مناطق العالم وبأي عدد من الرسائل وبأسرع ما يمكن.
ب- تقديم الخدمات المختلفة من خلال قراءة الصحف والمجلات
إلكترونيا ومتابعة برامج محطات الإذاعة وقنوات التلفزيون.
ج- عرض الأبحاث العلمية والاستفادة من أبحاث الآخرين.
د- نشر الفنون والآداب والاطلاع عليها
ه- عرض السلع والمنتجات والتسويق والدعاية والإعلان، لكل
من الشركات والأفراد عبر العالم، ويتم تقديم الخدمات آنفة الذكر من خلال المنافذ
التالية :
v البريد
الإلكتروني .
v مجموعة
الأخبار .
التعليم عبر
الانترنيت:
تشير
المعلومات إلى أن أنظمة التعليم الجديدة في المستقبل سوف تستند إلى أشياء متنوعة
مثل الانترنيت، وعلى هذا الأساس يتطلب الأمر من هذه الأنظمة أن توفر معلومات جادة
مع كل ما يستلزمه ذلك من أدوات وبرامج ومسارات وفرص للقيام باتصالات جديدة والدخول
إلى قواعد البيانات الرئيسية.
ويؤكد
خبراء الانترنيت أن التعليم لم يبلغ بعد لا في أمريكا ولا في أوربا سوى مرحلة بدائية،
حيث تنقل بعض الدروس من الجامعات إلى المنازل ولكي يكون التعليم بالانترنيت أكثر
شمولية يجب إيجاد بيئات الكترونية غنية وباعثة على الاهتمام، وتشمل تطوير الوسائل
السمعية والبصرية والفيدوية على أن يكون ذلك منطقيا لتخطيط علمي جاد، وثمة حلم يراود أذهان الناس حول
دخول الجامعات المفتوحة إلى منازل المشتركين لخدمة الانترنيت أي التعليم عن بعد.
وفي
الوطن العربي بدأ اهتمام بعض المدارس الخاصة والمعاهد والجامعات بالانترنيت إلى
مستوى أخر من مستويات التعليم ويظهر فيها العديد من مواقع الجامعات والمدارس،
ورافق ذلك تخفيض تكاليف اشتراك الطلاب والأساتذة في بعض الأقطار العربية إلى نصف
المبلغ المعتاد وفعلت ذلك شركة جلوبال وان في الأردن، وأنشأت غرفة تجارة دبي في
الإمارات كلية للدراسات التطبيقية، وتسعى الكلية إلى تطبيق تقنيات متقدمة في مجال
التعليم عن بعد.
آفاق ومستقبل
الانترنيت.
التطور الجديد للانترنيت تعدد وسائل
البث الفوري لنقل المعلومات، عن طريق البريد الالكتروني والهاتف المرئي والبث
المباشر للإذاعة والتلفزيون وتجاوز تطور الانترنيت توقعات الاختصاصيين، ولا شك بأن
هذا التطور السريع الذي تشهده سيدفع محركات البحث إلى اعتماد صيغة متناسبة من
الذكاء الاصطناعي المتزايد، لأن واقع الوسائل الراهنة المتوفرة للبحث عن المعلومات
بالانترنيت لن تعد قادرة على مواجهة الطلب المتسارع الذي ستشهده في المستقبل
القريب باعتبار أن عدد المشتركين فيها سيتضاعف بنسبة كبيرة خلال السنوات القادمة
حسب توقعات المراقبين العاملين في هذا المجال.ولهذا من الصعوبة التنبؤ بمـا يمكـن
أن يصـل إليه اكتشـاف أو اختراع ما في المستقبل،
فكثير من الأمور التي بنيت الآمال الكثيرة عليها انتهت نهاية غير متوقعة بسبب ظهور
أمور جانبية أزالت أهميتها أو أوضحت مساوئها وما سيأتي به المستقبل من تطورات
جديدة في مجال الانترنيت يمكن تصنيفه إلى ثلاث اتجاهات تقنية، ثقافية وتجارية،
وتقنية الانترنيت الحالية أعلي بكثير من مستوى استخدامها لذلك فانه يؤمل أن تتطور
أجهزة الحاسوب والبرمجيات إلى مستوى استغلالها بكفاءة أفضل .
أما
التطورات الثقافية والتجارية فالتنبؤ بها سيأتي منهما في المستقبل القريب أسهل من
غيره، ويمكن تصنيف مستقبل الانترنيت إلى نوعين:
1)-
إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات الآنية التي ترافق الاستخدام قبل تفاقمها.
2)-
ابتكار استخدامات جديدة ومتنوعة ومتطورة .
وبما
أن النظم الإعلامية الجماهيرية المعاصرة هي نتاج قوى اجتماعية قررت أن تبقى
التكنولوجيات و كيف تتطور إلى نظم وسائل الإعلام فان وسائل الإعلام للمستقبل ستكون
كذلك نتاج قوى سياسية وقانونية واجتماعية أخرى، ويبدو أن الحاسوب يشكل تهديدا
للتلفزيون على سياط البحث بفعل العدد الذي لا يحصى للأدوات المبرمجة للمعلومات من
كل نوع ومن بينها طرفيات الانترنت، وعليه تبدوا الابتكارات بلا حدود ومن اكبر
المتنافسين في هذه المجالات هم مصنعوا المعلوماتية ومصنعوا الكترونيات واسعة
الانتشار لأنهم يملكون علامات تجارية وقنوات توزيع ويعرفون جيدا ماذا يريد
المستهلك.
وما
زالت الانترنت في مرحلة مبكرة من رحلة تطورها فمن قبيل المجازفة التكهن بما يمكن
أن يتحقق عنه من احتمالات في المستقبل ولو على المدى القريب لأن الأمر يتطلب خيالا
واستعدادا للقيام بمخاطرات ، لكي تتحول التكنولوجيا الجديدة إلى نظم وسائل إعلام أفضل
أو أكثر تكيفا.
ونظرا
لان معظم مستخدمي الانترنت في أنحاء
العالم يعانون من بطئ عمليات الاتصال وصعوبتها وكلفتها الباهظة، هذا الأمر
دفع بشركتي ( نورويبلي ونورتل) الأمريكيتان للاتصالات إلى استحداث طريقة مبتكرة
يتم من خلالها توصيل خدمة الانترنت بواسطة الأسلاك الكهربائية العادية التي تغذي
كل منزل بدلا من خطوط الهاتف، مما يعني أن سرعة الاتصال ستزداد أكثر من ثلاثين مرة
عن الطرق الحالية ، وبالإضافة إلى توافر الخدمات بكثرة وتشير وكالة (أي دي سي )
إلى انه بحلول القرن الواحد والعشرون لن يكون الحاسوب باهظ الثمن ومحدود
الاستخدام، بل سوف يستخدم الكثرة نفسها والتلقائية التي يستخدم بها التلفزيون
والهاتف.
وكانت
شركة ميكروسوفت (Microsoft) الأمريكية أطلقت عام
1998م صيغتها الجديدة لاستخدام الحاسوب برنامج ويندوز 98 وهذا البرنامج يلغي
الحدود الظاهرة بين الانترنت إلى البرامج الموجودة في الحاسوب من دون الحاجة إلى
تشغيل برنامج التجول بالانترنت.
وبالمقابل أفادت دراسة صدرت مؤخرا
في بريطانيا عن الجامعة المفتوحة تعقيد بان المجتمع البشري سيعيش مرحلة فوضى خلال
السنوات المقبلة نتيجة طغيان تكنولوجيا المعلومات على مختلف جوانب الحياة البشرية
قبل أن يتوصل الإنسان إلى توازن معيشي جديد في ظل البيئة المعلوماتية المستخدمة
شكرا على الموضوع
RépondreSupprimermerci
RépondreSupprimer