انضموا معنا

انضموا معنا
نفيــــــــــــد و نستفيـــــــــــد
E-currencies exchanger
E-currencies exchanger

mardi 10 mai 2011

شبح البطالة



البطالة ،  le chômage
                                           
      تمثل قضية البطالة في الوقت الراهن إحدى المشكلات الأساسية التي تواجه معظم دول العالم باختلاف مستوى تقدمها و أنظمتها الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية، كما تكتسب مشكلة البطالة خطورتها من عدة اعتبارات أهمها:
1- إن البطالة تمثل جزءا غير مستغل من الطاقة الإنتاجية للمجتمع و بالتالي فهي طاقات مهدرة يخسرها المجتمع .
2- إن عنصر العمل يختلف عن بقية عناصر الإنتاج الأخرى في صفته الإنسانية، فالآلات لا يضرها أن تترك عاطلة و الأرض لا يضرها أن تترك دون استغلال و لكن العامل يشعر بالإحباط إذا لم يجد دورا له في عجلة الإنتاج .
3- إن العمل و إن كان أحد وسائل الإنتاج إلا أن الهدف من أي نشاط اقتصادي هو تحقيق الرفاهية المادية للإنسان .
4-عن البطالة لها من الآثار الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية التي لا يمكن إهمالها فالبطالة تشكل السبب الرئيسي لمعظم الإمراض الاجتماعية في أي مجتمع كما أنها تمثل تهديدا واضحا على الاستقرار السياسي والترابط الاجتماعي فليس هناك ما هو أخطر على أي مجتمع من وجود أعداد كبيرة من العاطلين سوى أن تكون نسبة كبيرة من هؤلاء العاطلين متعلمة و هذه هي إحدى سمات مشكلة البطالة في الوقت الحاضر حيث تتفشى البطالة بين المتعلمين أو على الأقل تكون أكثر وضوحا بينهم .

     من خلال هذه المقدمة ، سوف نناقش تعريف البطالة ، و أهم أسبابها و أنواعها ، و أهم الآثار المترتبة عليها ، و أهم الحلول و المقترحات لحل هذه المشكلة .

تعريف البطالة :

     البطالة ظاهرة اجتماعية و اقتصادية يصعب قياسها بدقة ، وهي تعني عدم وجود مناصب شغل للأشخاص الذين يتقدمون بطلبات عمل ( عرض قوة العمل ) ، و اقتصاديا تعني زيادة عرض العمل عن عرض طلب العمل .
     كما يقصد بالبطالة عدم وجود فرص عمل مشروعة لمن توافرت له القدرة على العمل و الرغبة فيه .
     كما تعني كذلك ترك بعض الإمكانيات المتاحة للمجتمع دون استغلال و يعتبر ذلك بمثابة إهدار للموارد .

أسبــابهــا :

     إن مشكلة البطالة تعد من أخطر المشاكل التي تهدد استقرار و تماسك أي بلد و لكن نجد أن أسباب البطالة تختلف من مجتمع إلى مجتمع حتى إنها تختلف داخل المجتمع الواحد من منطقة إلى أخرى فهناك أسباب اقتصادية و أخرى اجتماعية و أخرى سياسية ، و لكن كلا منها يؤثر على المجتمع و يزيد من تفاقم مشكلة البطالة .
و يمكن حصر أسباب البطالة في سببين أحدهما اقتصادي مرتبط بالأحداث الاقتصادية المعاصرة و الآخر اجتماعي :

الأسباب الاقتصادية :

1- مشكلة النمو الاقتصادي :
     يرجع هذا إلى قلة الموارد المالية التي أدت إلى تقليص الاستثمارات و التوسع الاقتصادي ، و نتج عن ذلك انخفاض في إنشاء مناصب شغل .

2- مشكلة إنتاجية العمل :

      و يرجع هذا إلى توجه أصحاب المؤسسات نحو استخدام أكثر للرأسمال التقني تماشيا مع التقدم التكنولوجي ، إي إحلال الآلة محل العامل البشري ، حيث أن تفاقم آثار الثورة العلمية و التكنولوجية على العمالة من خلال إحلال الفنون الإنتاجية المكثفة لرأس المال محل العمل الإنساني في كثير من قطاعات الإقتصاد الوطني أدى إلى انخفاض الطلب على عنصر العمل البشري .

3- هجرة الصناعات :

      انتقال عدد من الصناعات الموجود بالبلاد الرأسمالية المتقدمة إلى الدول النامية من خلال الشركات المتعددة الجنسيات للاستفادة من اليد العاملة الرخيصة في البلاد النامية مما أثر على أوضاع العمالة المحلية لهذه الصناعات في البلاد الرأسمالية المتقدمة .

4- انخفاض الإنفاق الحكومي :

عندما تلجأ الحكومة إلى إتباع سياسات انكماشية يؤدي هذا إلى تقليص الإنفاق الاستثماري في مختلف المجالات و من نتائج هذه السياسات انخفاض الطلب على العمالة ( عدم إنشاء مناصب شغل ) .

الأسباب الاجتماعية :

1-  عدد السكان :
      ارتفاع عدد السكان دون القدرة على استثمارهم في عملية الإنتاج يؤدي إلى تفاقم مشكلة البطالة فمثلا نجد بلدا كالهند يصل عدد سكانه إلى نحو 600 مليون نسمة يحتاج إلى إيجاد فرض عمل لثمانية ملايين فرد سنويا و بالتالي لديه مشكلة بسبب تزايد عدد السكان .
2- هجرة السكان :
  يرى البعض أن المهاجرين يساهمون في تفاقم أزمة البطالة في الدول التي يتواجدون بها خاصة التي تمنحهم وضعا اجتماعيا معترفا به .

أنواع البطالة :

يمكن تقسيم البطالة من وجهتي النظر الاجتماعية و الاقتصادية إلى :
1- البطالة الظرفية :

  أسبابها تعود إلى الظروف و الأحوال الاقتصادية ، فخلال الأزمات الاقتصادية يرتفع معدل البطالة ، فعلى سبيل المثال خلال أزمة 1929 بلغ عدد البطالين في الولايات المتحدة الأمريكية 12 مليونا بطالا أي حوالي 25 بالمائة من الفئة النشطة ، و بطبيعة الحال تزول هذه البطالة تدريجيا بالعودة التدريجية لحالة الرواج الاقتصادي .


2- البطالة الاحتكاكية :
   تعبر عن الفاصل الزمني بين التوقف عن العمل و مباشرة عمل جديد ، أي أن العامل عندما يغير وظيفته فإنه يبقى بدون عمل مدة معينة قبل أن ينتقل إلى وظيفة أخرى .
فالبطالة الاحتكاكية تنشأ من تغيير العامل لوظيفته و لكن طالما أن المؤسسات تقدم عروض
عمل فإنه من المحتمل ظهور فرص عمل جديدة في الزمن القصير .
3- البطالة الفنية :
   قد يؤدي إدخال طرق فنية و تكنولوجيا جديدة في الإنتاج إلى البطالة عندما تكون الطريقة المستحدثة تستغني عن عنصر العمل البشري .
4- البطالة الهيكلية :
بصورة مستقلة عن أي سبب خارجي تظهر البطالة و كأنها جزء من النظام الاقتصادي و الاجتماعي للدولة ، فقد لاحظ الاقتصاديون هذا النوع من البطالة في بداية السبعينات  عندما كان النمو الاقتصادي مرتفعا ، فالمؤسسة و نتيجة للتطور و التحول في أساليب تنظيمها تبحث دائما على عمال ذوي كفاءة  عالية ، كما تهدف إلى تخفيض التكاليف و من بينها كتلة الأجور باعتبارها تشكل أكبر نسبة في التكاليف العامة للمؤسسات ، و لتحقيق كل ما سبق تقلل المؤسسات من عروض العمل ، أما الجانب الآخر فهو جانب طالب العمل فهؤلاء تحولت نظراتهم و سلوكياتهم اتجاه العمل و بخاصة العمل الشاق منه الذي يتخلون عنه فحدث هنا حصر في طلبات العمل في قطاعات معينة لا تستطيع تلبية كل تلك الرغبات ، و هكذا تظهر البطالة و كأنها ملازمة للهيكل الاقتصادي و الاجتماعي للدولة .
5- البطالة الموسمية :
    و هي التي تلازم بعض فروع النشاط الاقتصادي لا في الزراعة وحدها بل في بعض الصناعات الموسمية ، و نجد أن الأشخاص الذين يشتغلون في هذا الأعمال يدركون مسبقا أن عملهم لن يجاوز الموسم ، فهذه البطالة تحدث بسبب التغيرات الموسمية في النشاط الاقتصادي نتيجة للظروف المناخية أو التغيرات الدورية في الحلقة الاقتصادية .
6- البطالة المقنعة:
     هي البطالة التي تنشأ عادة في ميدان الزراعة بسبب ضغط السكان الزراعيين على الموارد الزراعية ، حيث يكون هناك فائض من العمال على الأرض الزراعية عاطلين تعطلا مستترا و إذا سحب هذا الفائض فلا يتأثر الإنتاج الزراعي ، أي بمعني آخر هناك تكديس في عدد العمال يفوق الحاجة الفعلية ، و التنمية الاقتصادية هي علاج هذا النوع من البطالة .
7- البطالة الجزئية :
تتمثل في عمل الفرد بصفة مستمرة و لكن لفترة يومية تقل عن المعدل السائد في نوع النشاط الذي يعمل فيه .
8- لطالة المستوردة :
حصول أو إنفراد العمالة الغير محلية على وظائف معينة مما يقلل من فرص العمل المتوفرة للعمالة المحلية.
آثــــار البطــالـة :

1- الآثار الاقتصادية

* ضعف الإنتاج لوجود طاقة بشرية مهدرة .
* ترك بعض الإمكانيات للمجتمع دون استغلال
* تؤثر البطالة على حجم الإنتاج باعتبار أن العمل عنصر أساسي في عملية الإنتاج
* تؤثر البطالة على حجم الدخل و على توزيعه
* تؤثر البطالة بطريقة غير مباشرة على معدلات الاستهلاك و على الصادرات و الواردات
* تؤثر على مستوى تحقيق إشباع الحاجات الفردية و الجماعية .

2- الآثار الاجتماعية:

* تعزز البطالة ظاهرة الهجرة و خاصة هجرة الشباب
* تكون البطالة سببا للكثير من أشكال الإجرام و الانحرافات ، فالبطالة من أخر المشكلات الاجتماعية و إهمال علاجها يؤدي إلى العواقب فهي الباب الموصل إلى كل الشرور لأنه  يهيئ للأفراد فرصة التفكير في مزاولة الإجرام على مختلف أشكاله .
* البطالة سبب رئيسي في انحلال النسق المجتمعي و انهيار المنظمة التربوية .

3- الآثار السياسية :

1- عدم الاستقرار الاجتماعي يقود في كثير من الأحيان إلى عدم الاستقرار السياسي و الأمني ، فالبطالة تصيب الفرد باليأس و الإحباط و إذ ذاك يكون سهلا على الجماعات المتطرفة و الإجرامية تجنيده للقيام بالإعمال الإرهابية و كذا الشبكات الإجرامية العالمية على مختلفة أنواعها .
2- الفرد العاطل عن العمل يشعر بالإقصاء و الحرمان من طرف دولته و هذا يعف ليده الشعور بالإنتماء و الشعور بالوطنية .
إجراءات التخفيف من البطالة :

الأكيد أن أرباح اليوم هي استمارات الغد ، و استثمارات الغد هي مناصب شغل بعد غد ، هذه الفكرة تعني انه يستوجب على كل دولة إذا أرادت القضاء على البطالة أن تضع سياسة إنعاش اقتصادي قائمة على النمو الاقتصادي بتشجيع الاستثمارات ، و في الجزائر فإن مثل هذه السياسة تهدف في مجال الشغل إلى إجتواء تفاقم البطالة ، و قد اتخذت الدولة عدة إجراءات منها :
1- تخفيض الأعباء الإجتماعية و الضريبية لرب العمل
2- الدعم للمؤسسات التي تعاني من إختلالات هيكلية حتى لا تنحل
3- تكثيف الأجهزة و المؤسسات المختصة بالشباب و الاستثمار فيهم قبل ضياعهم
4- تسهيل إنشاء المؤسسات الصغيرة و المتوسطة وذلك بتفعيل سياسة القروض المصغرة
5- تشجيع معدلات الإستمثمارية سواء محليا أو أجنبية
6- سن التقاعد عنصر مهم من أجل أن تبقى مناصب شاغرة للشباب
7- إنشاء صندوق وطني للتأمين على البطلة و التقليل من الآثار السلبية لهذه الظاهرة .

5 commentaires:

شركنا برايك ووجهة نظرك