الانحراف عند الشباب
بدأت في السنوات الأخيرة تنتشر ظاهرة اجتماعية خطيرة في المجتمعات العربية عامة و الجزائر بشكل خاص.هذه الظاهرة التي تهدد بالأساس فئة الشباب آلا وهي ظاهرة الانحراف, هذه الأخيرة التي تجعل المجتمع على شفا حفرة, لأنها كما سبق الذكر تهدد الفئة التي من شانها أن تقود المجتمع نحو الأمام الأفضل.
- إذا فما معنى الانحراف؟
- ما الأسباب التي تجعل من الشباب أكثر عرضة للانحراف؟
- ما انعكاسات و مظاهر الانحراف داخل المجتمع؟
- ما الحلول المقترحة للحد من الانحراف ؟
الانحراف لفظ صعب التعريف لكن عموما يمكن القول انه الخروج عن الطريق السوي والخروج أيضا عن كل ما هو مألوف ومعتاد فالانحراف داء يلقي بسلاحه خاصة في فئة الشباب إذ كلنا نعلم أن هذه الفئة يقوم عليها بناء المجتمع أو هدمه وكذا تطور المجتمع أو تأخره في النمو و الصيرورة .فمرحلة الشباب مرحلة النشاط والحيوية والرغبة والإرادة هده الصفات التي تكون ايجابية و مميزة لمرحلة الشباب إلا أنها تنقلب إلى العكس تماما إذا حلت مجموعة من الأسباب والعوائق ولعل ابرز هذه الأسباب هناك الشعور بالفراغ إذ انه وباء لتحطيم العقل والفكر والطاقات الجسمية يجعل من النفس نفسا مكبوتة بين قضبان الوحدة .مما يجعل هذه النفس محاصرة بين الوساوس والأفكار الرديئة والمنحطة ويبقى الخيار المناسب بالنسبة للشباب الذين يشعرون بأنهم وصلوا إلى هذا الحد من الفراغ أن يقوموا بالقراءة المتكررة والدائمة أو يكتبون أشياء تعبر عن إرادة النفس في الخروج من سجن الفراغ .كما نجد مشكل البعد بين الشباب وكبار السن سواء في العائلة أو غيرها فالكبار يقـفون عاجزين أمام الشباب المنحرفين إذ لا يحاولون محاورتهم و الاستماع إلى ما يعانونه ويكتفون فقط بالنظر إليهم بنظرة احتقار وإذلال إذ من الواجب على الكبار الإحساس بالمسؤولية الكاملة اتجاه الشباب و محاولة محاورتهم وكسبهم كأصدقاء حتى يتمكن الشاب المنحرف من الثقة بهم والعمل بنصائحهم.
فالصداقة أيضا تلعب دورها إذ أن الصديق المتزن والمتحلي بصفات أخلاقية حميدة لابد أن يزرعها في من يرافقه والعكس صحيح لذلك على الشباب أن يكونوا على حيطة كبيرة وهم يقومون باختيار الصديق فلا ينبغي اختياره على حسن مظهره أو مناجل السيارة التي يركبها_بل كما سبق الذكر فالصديق السوي هو من يمتلك القيم والأخلاق لقول النبي (ص)"المرء على دين خليله فلينظر أحدكم منيخالل". و هناك سبب لابد من التطرق إليه الذي يتجنبه العديد من الباحثين والدارسين ألا وهو غياب الوازع الديني في نفسية و سلوكات شباب هذا العصر-فمصادر المعرفة في وقتنا الراهن متعددة و متنوعة ولعل هذا التنوع يجعل من الشخص الضعيف الإيمان الميل إلى ما يفسد العقل ويجعله يحبذ الظلام على النور فكثير من الشباب اليوم يعتقدون على أن الإسلام فيه تقييد للحريات وكبث للطاقات فيبتعدون عنه ويعتبرونه دينا رجعيا يأخذ بيد أهله إلى الوراء ,بالإضافة إلى هذه الأسباب نفتح الباب لذكر المزيد وعلى رأسها غياب الرقابة الأبوية إذ أن اغلب الآباء يعتقدون انه بتحقيقهم المال والثروة يكونون بذلك يحققون مستقبل أبنائهم فحين أننا نجد أن الطريق الصحيح هو تربية الأبناء على القيم والأخلاق الحميدة وتعليمهم يقظة الضمير لان المادة زائلة و القيم أبدية فضلا عن ذلك نجد أن اغلب الشباب يعانون من مشكل يعتبره العامة مشكل العصر ألا وهو البطالة هذه الأخيرة التي جعلت من شاب في 25او26من عمره وكأنه طفل في5او6من عمره لان الأب هو المكلف بالطفل وكذلك بالشاب ولعل هذا واقع المجتمعات العربية عامة. إذ نجد أسرة مثلا تتكون من 6 أفراد الأب يكون وحده مسؤول عن باقي الأفراد مما يجعل أن اغلب الأسر تعاني من فقر وباس شديد كما نجد أسباب مرتبطة بموجة الإعلام ووسائل الاتصال هذه الأخيرة التي لا تكف عن بث سموم الانحراف فهي بطريقة أو بأخرى تقوم بزرع سلوكات لا علاقة للمجتمعات العربية بها سواء عن طريق عرض بعض الأفلام الخليعة التي لا تخلوا من مشاهد في قمة الفساد وبرامج غير أخلاقية الشئ الذي يؤثر لا محالة على سلوك الأفراد ,و كذلك على بناء شخصيتهم .كما نجد التقليد الأعمى للغرب والمتجلي في كل نواحي حياتنا اليومية وهذا التقليد راجع إلي اعتبار الغرب مصدر الحضارة والرقي والازدهار وإنها أيضا مصدر الحرية الكاملة للشخص دون أن ينتبهوا للسلبيات التي يخلفها هذا التقليد -فالشاب العربي عامة بإمكانه أن يحقق ما لم يستطيع أن يحققه الشاب الغربي إذا غابت هذه الأسباب التي سبق ذكرها وبإمكانه أن يسير بالعرب إلى الأمام الأفضل والأحسن . ارجوا أن أكون قد تطرقت إلي كل الأسباب التي تؤدي بالشباب إلى الانحراف والابتعاد عن الواقع-نعم الواقع لأننا إذا حاولنا أن نتحاور مع احد المنحرفين سواء من ذكور أو إناث فسنجدهم يتحدثون بطريقة بعيدة عن الواقع الذي نعيشه إذ يكون تفكيرهم كله تفكير خيالي لا يمكن تطبيقه على أرضية الواقع لذلك إن صح يمكن تشبيههم بالطيور التي فقدت أجنحتها.
فالصداقة أيضا تلعب دورها إذ أن الصديق المتزن والمتحلي بصفات أخلاقية حميدة لابد أن يزرعها في من يرافقه والعكس صحيح لذلك على الشباب أن يكونوا على حيطة كبيرة وهم يقومون باختيار الصديق فلا ينبغي اختياره على حسن مظهره أو مناجل السيارة التي يركبها_بل كما سبق الذكر فالصديق السوي هو من يمتلك القيم والأخلاق لقول النبي (ص)"المرء على دين خليله فلينظر أحدكم منيخالل". و هناك سبب لابد من التطرق إليه الذي يتجنبه العديد من الباحثين والدارسين ألا وهو غياب الوازع الديني في نفسية و سلوكات شباب هذا العصر-فمصادر المعرفة في وقتنا الراهن متعددة و متنوعة ولعل هذا التنوع يجعل من الشخص الضعيف الإيمان الميل إلى ما يفسد العقل ويجعله يحبذ الظلام على النور فكثير من الشباب اليوم يعتقدون على أن الإسلام فيه تقييد للحريات وكبث للطاقات فيبتعدون عنه ويعتبرونه دينا رجعيا يأخذ بيد أهله إلى الوراء ,بالإضافة إلى هذه الأسباب نفتح الباب لذكر المزيد وعلى رأسها غياب الرقابة الأبوية إذ أن اغلب الآباء يعتقدون انه بتحقيقهم المال والثروة يكونون بذلك يحققون مستقبل أبنائهم فحين أننا نجد أن الطريق الصحيح هو تربية الأبناء على القيم والأخلاق الحميدة وتعليمهم يقظة الضمير لان المادة زائلة و القيم أبدية فضلا عن ذلك نجد أن اغلب الشباب يعانون من مشكل يعتبره العامة مشكل العصر ألا وهو البطالة هذه الأخيرة التي جعلت من شاب في 25او26من عمره وكأنه طفل في5او6من عمره لان الأب هو المكلف بالطفل وكذلك بالشاب ولعل هذا واقع المجتمعات العربية عامة. إذ نجد أسرة مثلا تتكون من 6 أفراد الأب يكون وحده مسؤول عن باقي الأفراد مما يجعل أن اغلب الأسر تعاني من فقر وباس شديد كما نجد أسباب مرتبطة بموجة الإعلام ووسائل الاتصال هذه الأخيرة التي لا تكف عن بث سموم الانحراف فهي بطريقة أو بأخرى تقوم بزرع سلوكات لا علاقة للمجتمعات العربية بها سواء عن طريق عرض بعض الأفلام الخليعة التي لا تخلوا من مشاهد في قمة الفساد وبرامج غير أخلاقية الشئ الذي يؤثر لا محالة على سلوك الأفراد ,و كذلك على بناء شخصيتهم .كما نجد التقليد الأعمى للغرب والمتجلي في كل نواحي حياتنا اليومية وهذا التقليد راجع إلي اعتبار الغرب مصدر الحضارة والرقي والازدهار وإنها أيضا مصدر الحرية الكاملة للشخص دون أن ينتبهوا للسلبيات التي يخلفها هذا التقليد -فالشاب العربي عامة بإمكانه أن يحقق ما لم يستطيع أن يحققه الشاب الغربي إذا غابت هذه الأسباب التي سبق ذكرها وبإمكانه أن يسير بالعرب إلى الأمام الأفضل والأحسن . ارجوا أن أكون قد تطرقت إلي كل الأسباب التي تؤدي بالشباب إلى الانحراف والابتعاد عن الواقع-نعم الواقع لأننا إذا حاولنا أن نتحاور مع احد المنحرفين سواء من ذكور أو إناث فسنجدهم يتحدثون بطريقة بعيدة عن الواقع الذي نعيشه إذ يكون تفكيرهم كله تفكير خيالي لا يمكن تطبيقه على أرضية الواقع لذلك إن صح يمكن تشبيههم بالطيور التي فقدت أجنحتها.
بعد عرض كل هذه الأسباب لا بدمن البحث حول انعكاسات الانحراف على المجتمع وعلى الشباب أيضا-فكما سبقت الإشارة أن الشباب محرك أساسي لبناء المجتمع وهو نواة ورمز للتقدم والسير نحو الأمام فهو الذي يحمل مشعل الازدهار فلو صلح الشباب صلح المجتمع ولو فسد الشباب فسد المجتمع فكنتيجة مباشرة للانحراف تدهور المجتمع وتأخره فيركب موجة التطور والرقي إذ يصبح مجتمع يعم عليه الجمود وقلة الحركة ,أما الشاب المنحرف فيصبح رمز الفساد ويفقد بذلك احترام الصغير قبل الكبير ولعلنا إذا حاولنا ذكر مظاهر انحراف الشباب بالمجتمع المغربي خاصة سنجدها كثيرة ومتعددة وعلى رأسها الإدمان علي المخدرات إذ يسجل ارتفاع مهوس لهذه الظاهرة حيث يتم الترويج لها بطرق مختلفة سواء أمام أبواب الاعداديات أو الثناويات,كما نلاحظ مدى تهاون شبابنا اليوم بالشعائر التعبدية وعلى رأسها الصلاة كما نسجل أيضا التمييع وعدم الأمانة والصدق في الكلام مما يجعل من الشباب أكثر تهاونا واقل جدية-ولعل هذا متمثل في تضييع الوقت وعدم تقدير قيمته وأيضا انتشار الفواحش كالزنا واللواط ,أضف إلى ذلك التشبه بأهل الكفر في كل نواحي حياتهم فضلاعن ذلك سوء الأخلاق والقيم وعدم احترام الآخر كل هذه المظاهر لا تمثل إلا نسبة قليلة من مظاهر الانحراف بالمجتمع.
فبعد تعرفنا على معنى الانحراف و أسبابه وانعكاساته داخل المجتمع وأيضا عرض بعض مظاهره, ,يبقى هناك سؤال يفرض نفسه المتمثل في إمكانية إبراز بعض الحلول التي ينبغي الالتزام بها أو يبعضها من اجل الحد من الانحراف أو بالأحرى التقليص من نسبة المنحرفين فالانحراف أصبح اليوم من المواضيع الشائكة التي تزرع القلق في بال الكثير من المجتمعات لذلك من الضروري البحث عن حلول سريعة لهذا الوباء الذي حل بالمجتمعات دون سبق أنظار , ولعل من بين الحلول التي يمكن اعتبارها ناجحة نذكر ما يلي ,أولا حرص الآباء على تربية أبنائهم تربية قائمة على القيم والأخلاق من أجل تأسيس بنية تحتية صلبة قادرة على مواجهة المخاطر الخارجية وتكسير ذلك الجسر الحديدي بين الآباء والأبناء باعتماد الحوار ,ولكي تكون هذه التربية ناجحة يجب أن تكون قائمة على ما يقتضيه ديننا الحنيف لان كل من عمر قلبه بالإسلام فلن يجد الانحراف مدخل للوصول إليه كما نحبذ أن يتجه الشاب في هذه المرحلة إلى الكتابة والإكثار من القراءة قصد أغناء النفس ومن اجل تفريغ كل ما يعيقه ويقف عقبة في وجهه ,أيضا يجب الإكثار من الشعائر الدينية خاصة الصلاة والصوم فخير الشباب من تربى على الإسلام لأنه لا يفتح مجالا لداء الانحراف أضف إلى ذلك الحرص على التقليل من الأوقات الفارغة فمن الأفضل الانشغال إما بأمور الدراسة أو الرياضة أو المشاركة في احد الجمعيات الهادفة أو ما شابه ذلك .
فهذه الحلول يمكن تطبيقها بقليل من العزم والإرادة من الشخص المنحرف ,و هناك بعض الحلول المرتبطة بالدولة إذ على هذه الأخيرة أن توفر بنية مناسبة من اجل شباب أفضل, وذلك إما ببناء معاهد رياضية أو ثقافية أو غيرها ,الشئ الذي سينعكس ايجابيا على الشباب وعلى المجتمع .كما ينبغي أيضا للدولة أن تقوم بمضاعفة نشاطها من اجل توفير نسب الشغل والتقليص من البطالة من اجل أن تنقد الشباب من داء الانحراف -كما يجب الحرص من اجل انتشار إعلام وصحافة ملتزمة بما هو ثقافي وعلمي ,وأيضا الحرص على جعل فئة الشباب فئة فعالة في المجتمع من خلال إتاحة لهم الفرصة للتعبير عن مواقفهم في مختلف المواضيع سواء تعلق الأمر بأمور اجتماعية أو سياسية أو غيرها.
وخلاصة القول فموضوع انحراف الشباب يطرح أكثر من رأي أو موقف وقد حاولت في هذا العرض أن أحيط بالجوانب الحساسة بدا بتعريف هذه الظاهرة و مرورا بعرض أسباب و انعكاسات و مظاهر الانحراف بالمجتمع وانتهاء بتقديم بعض الحلول التي من الممكن أن تقلل من نسبة الانحراف داخل المجتمع.
شكرا
RépondreSupprimerكثقؤه
RépondreSupprimer;erci
RépondreSupprimerموضوع جيد يمس المجتمع
RépondreSupprimerشكرا على المرور الطيب و لكل من مر من هنا أعرفه أو لا اعرفه أتمنى لي وله التوفيق في حياته ، و أنا أسف لو تاخرت في الرد على كل من مرة من هنا لظروف خاصة و الغائب عذره معه ـ احترام و تقدير متبادل متبادل نفيد و نستفيد من بعضنا ، 1.2.3 ................... ، مواضيع متجددة بإستمرار دائم لنرتقي إلى الأحسن دوما .
RépondreSupprimerمن يملك أي بحوث دراسات خاصة ملتقيات محاضرات برامج يرجى تزويدنا بها على العنوان redhar314@gmail.com لنعرضها و نستفيد بها و كما قلت نفيد و نستفيد من بعضنا .
لا إله إلا الله محمد رسول الله .