انضموا معنا

انضموا معنا
نفيــــــــــــد و نستفيـــــــــــد
E-currencies exchanger
E-currencies exchanger

vendredi 8 juin 2012

جرائم الأنترنت

جـرائـم الانتـرنت

تعتبر جرائم الانترنت هي النوع الشائع الآن، إذ أنها تتمتع بالكثير من المميزات للمجرمين التي تدفعهم إلى ارتكابها ويمكن تعريف تلك الجرائم بأنها " الجرائم التي لا تعرف الحدود الجغرافية والتي يتم ارتكابها بأداة هي الحاسب الآلي عن طريق شبكة الانترنت وبواسطة شخص على دراية فائقة بهما ".
وتعتبر الجرائم التي ترتكب من خلال شبكة الانترنت هي جرائم ذات خصائص منفردة خاصة بها لا تتوافر في أي من الجرائم التقليدية في أسلوبها وطريقة ارتكابها والتي ترتكب يوميا في كافة دول العالم.
خصائص جرائم الانترنت :
تتميز جرائم الانترنت بخصائص متفردة لا تتوافر في أي من الجرائم التقليدية في أسلوبها والتي ترتكب عبر الانترنت، تلك الخصائص الخاصة بجرائم الانترنت هي:
1-                                             في جميع الأحوال يكون الحاسب الآلي هو أداة ارتكاب الجريمة
2-                                             ترتكب تلك الجرائم عبر شبكة الانترنت
3-                                             أن مرتكب الجريمة هو شخص ذو فائقة في مجال الحاسب الآلي
4-                                             أن الجريمة لا حدود لها.


أ-الحاسب الآلي هو أداة ارتكاب جرائم الانترنت:
خاصية أن الحاسب الآلي هو أداة الجريمة في الجرائم التي ترتكب على شبكة الانترنت هي خاصة متفردة عن أي جريمة أخرى ذلك أن الحاسب الآلي هو الأداة الوحيدة التي تمكن الشخص من الدخول على شبكة الانترنت وقيامه بتنفيذ جريمته أيا كان نوعها وعليه فالحاسب الآلي هو الأداة الوحيدة لارتكاب أي جريمة من الجرائم التي ترتكب على شبكة الانترنت.
ب- الجرائم التي ترتكب عبر شبكة الانترنت:
تعد شبكة الانترنت هي حلقة الوصل، بين كافة الأهداف المحتملة لتلك الجرائم  كالبنوك، والشركات الصناعية وغيرها من الأهداف التي ما تكون غالبا الضحية لتلك الجرائم وهو ما دعا معظم تلك الأهداف إلى اللجوء إلى نظم الأمن الالكترونية في محاولة منها لتحمي نفسها من تلك الجرائم أو على الأقل لتحد من خسائرها عند وقوعها ضحية لتلك الجرائم
ج-مرتكب الجريمة هو شخص ذو خبرة فائقة في مجال الحاسب الآلي:
لاستخدام الحاسب الآلي لارتكاب جريمة على شبكة الانترنت لابد أن يكون مستخدم هذا الحاسب الآلي على دراية فائقة وذو خبرة كبيرة في مجال استخدامه وإلا فأين له بالخبرة اللازمة التي تمكنه من تنفيذ جريمته والعمل على عدم اكتشافها، ولذلك نجد أن معظم من يرتكبون تلك الجرائم هم من الخبراء في مجال الحاسب الآلي وأن الشرطة تبحث عن خبراء الكمبيوتر عند ارتكاب الجرائم.
د- الجريمة لا حدود جغرافية لها:
شبكة الانترنت ألغت أي حدود جغرافية فيما بين الدول وبعضها إذ يمكن التحدث فيما بين أشخاص ليس في بلدان مختلفة وإنما في قارات مختلفة في نفس الوقت على شبكة الانترنت من خلال الدردشة (وعليه فإن أي جرائم ترتكب عبر شبكة الانترنت INTERNET فإنها تتخطى حدود الدولة التي ارتكبت فيها لتتعدى آثارها كافة البلدان على مستوى العالم
أهداف جرائم الانترنت :
ومن المعروف أن أكثر الجرائم الالكترونية التي يتم ارتكابها إما محفوظة على أجهزة الحاسبات الآلية أو تلك المنقولة عبر شبكة الانترنت إلا أن، ذلك لا يعني أن هناك جرائم أخرى يكون لها هدف آخر غير الحصول على المعلومات مهما كانت أهمية تلك المعلومات وعليه سوف نتعرض لأهداف الجرائم الالكترونية أو جرائم الانترنت
أ- الهدف المعلومات :
هناك العديد من الجرائم التي يكون ارتكابها لهدف يتعلق بالمعلومات ويتمثل هذا إما بالحصول على المعلومات أو تغييرها أو حذفها نهائيا وهذا الهدف تعرضنا له تحت عنوان "أمن المعلومات" ومعظم تلك الجرائم التي يكون الهدف منها المعلومات هي في الأغلب الأعم من الحالات تكون جرائم اقتصادية للحصول على مزايا أو مكاسب اقتصادية فالحرب الاقتصادية لا تقل في ضرورتها وشدتها حاليا عن الحرب العسكرية إلا أنه عبر شبكة
ب- أجهزة الكمبيوتر:
أما عندما يكون الهدف من ارتكاب الجرائم الالكترونية عبر شبكة الانترنت أجهزة الكمبيوتر فالغالب يكون الهدف هو تخريب تلك الأجهزة نهائيا أو على الأقل تعطيها لأطول فترة ممكنة ومعظم تلك الجرائم تتم بواسطة استخدام الفيروسات.
ج- الأشخاص أو الجهات:
معظم الجرائم التي ترتكب عبر شبكة الانترنت تستهدف إما أشخاص أو جهات بعينها وغالبا ما تكون تلك الجرائم هي جرائم مباشرة ترتكب في صورة ابتزاز أو التهديد أو التشهير أو هي جرائم غير مباشرة ترتكب في صورة الحصول على البيانات بعد ذلك في ارتكاب جرائم مباشرة
أضرار جرائم الانترنت :
لقد أجريت عدة دراسات عن جرائم الانترنت منها تلك الدراسة التي أجرتها ALLIANCE BUSINESS SOFT WARE في الشرق الأوسط والتي أظهرت أن هناك تباين بين دول الشرق الأوسط في حجم خسائر جرائم الانترنت وجرائم الحاسب الآلي حيث تراوحت بين ثلاثين مليون دولار أمريكي في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومليون وأربعمائة ألف دولار أمريكي فقط في لبنان.
وقد أظهرت دراسة أخرى أجرتها هيئة الأمم المتحدة حول جرائم الانترنت أيضا حوالي أربعون في المائة من منظمات القطاع العام والخاص على السواء كانت ضحية لجرائم الانترنت والحاسب الآلي وقد قدرت الولايات المتحدة الأمريكية أضرار الانترنت والحاسب الآلي التي تكبدتها حوالي خمسة مليارات دولار سنويا كما قدرت المباحث الفيدرالية الأمريكية (F. B. I) أن تكلفة جريمة الحاسب الآلي أو الانترنت الواحدة حوالي ستمائة ألف دولار سنويا مقابل مبلغ ستة آلاف دولار تكلفة من جرائم السرقة بالإكراه
وبينت دراسة أخرى أجراها أحد مكاتب المحاسبة الأمريكية أن حوالي مائتين وأربعون شركة أمريكية تضررت من جرائم الغش باستخدام الكمبيوتر وأظهرت دراسة أخرى أجريت من قبل منظمة (THE COMPUTER SECURITY INSTITUTE) عام 1999 أن خسائر حوالي مائة وثلاثة وستون شركة أمريكية من جرائم الحاسب الآلي والانترنت قد بلغت أكثر من مائة وثلاثة وعشرون مليون دولار
في حين أن الدراسة التي أجريت في عام 2000 قد أظهرت أن عدد الشركات التي تضررت قد زاد إلى أن أصبح مائتان وثلاثة وسبعون شركة تخطت خسائرها مبلغ مائتان وستة وخمسون مليون دولار.
- ومثال ذلك ما أعلنته شبكة الأخبار (CNN) تحت عنوان طالب يسطو على المعهد الذي يدرس به جاء فيه أن سلطات ولاية تكساس تحقق مع طالب يدعى (فليب أوستن) قد سطا إلكترونيا على المعهد الذي يدرس به حيث استخدم كمبيوتر في اقتحام أنظمة الكمبيوتر الخاصة بالمعهد حيث سرق بيانات بالضمان الاجتماعي وكذلك بيانات شخصية ومعلومات خاصة عن حوالي خمسة وخمسون ألف طالب وعضو بهيئة التدريس بالمعهد ، وقد قرر الطالب أنه لم تكن لديه أي نوايا إجرامية وأنه لم يكن يخطط لاستخدام تلك البيانات في أنشطة إجرامية، وعلى ذلك فنتيجة الإحصائيات التي أجرتها الجمعية الأمريكية للأمن الصناعي طبيعية عندما أعلنت أن الخسائر التي سببها الحاسب الآلي وجرائم الانترنت للصناعات الأمريكية تتضرر من تلك الجرائم.
إثبات جرائم الانترنت :
جرائم الانترنت كثيرة ومتنوعة ويصعب كشفها وحصرها ومتابعة مرتكبيها لأن تلك الجرائم لا تترك أثرا إلى مرتكبيها مثل الجرائم التقليدية التي ما تترك أثرا يقود إلى مرتكبيها.
وتعود أسباب صعوبة إثبات جرائم الحاسب الآلي والانترنت إلى خمسة أمور هم كالآتي:
أ- لا أثر للجريمة بعد ارتكابها
ب- صعوبة الاحتفاظ الفني بآثارها إن وجدت
ج- أنها تحتاج إلى خبرة فنية وتقنية ويصعب على المحقق التقليدي التعامل معها
د- أنها تعتمد على الخداع في ارتكابها والتضليل في التعرف على مرتكبيها
ھ – أنها تعتمد على قمة الذكاء والمهارة في ارتكابها.
ومع كل تلك المصاعب التي تواجه إثبات جرائم الحاسب الآلي والانترنت ألا أن الأمر ليس بكل تلك الصعوبة إلا أنه لابد من الأخذ بعدة خطوات ليكون في الإمكان مكافحة مثل تلك النوعية من الجرائم وتلك الخطوات هي:
1-         تحديد الجريمة من البداية
2-         تحديد الجهة المنوطة بها التعامل مع تلك الجرائم
3-         العمل على تأهيل عناصر تلك الجهات يكونوا على المستوى التقني الذي يمكنهم من العمل ومواجهة هذا النوع من الجرائم
4-         تعديل القوانين بما يتناسب مع تلك الجرائم التي استجدت على وضع العقاب الشديد لها لتكون مانعا من موانع ارتكاب مثل تلك الجرائم
5-         التركيز على مواجهة تلك الجرائم CRIMES بصفة دولية بقرار اتفاقات دوليو تجرم تلك الجرائم وتعمل كل الدول على ملاحقة مرتكبيها.
أنواع جرائم الممارسات الجنسية وغير الأخلاقية :
المواقع الإباحية:
وجدت المواقع الجنسية الإباحية بكثرة على شبكة الانترنت وتريد تحقيق الكثير من المكاسب المادية عن طريق زيادة مرتاديها فإنها تشترط دفع مبالغ مالية مقابل الحصول على خدماتها المتمثلة في عرض وتحميل الأفلام البور نو الإباحية فإنها تحاول ذلك عن طريق إعطاء مرتادي تلك المواقع العديد من الصور الجنسية بلا أي مقابل مادي لتحاول جذب من يرتاد تلك المواقع إليها
وقد جرى حصر القوائم العربية الإباحية فقط دون القوائم الأجنبية في بعض المواقع على شبكة الانترنت ومنها موقع الياهو YAHOO فوجد أنها تصل إلى 171 قائمة، بلغ عدد أعضاء أقل تلك القوائم 3 في حين وصل عدد أكثرها أعضاء إلى 8683 أما موقع قلوب لست GLOBELIST فقد احتوى عل 6 قوائم عربية، في حين وجد عدد 5 قوائم عربية إباحية على موقع توبيكا.
فارتاد مثل هذه المواقع ومشاهدة المواد الجنسية بها من المحظورات الشرعية التي حرص الشارع الحكيم على التنبيه عليها وتحريمها، بل أن الشارع الحكيم أمرنا بغض البصر وحرم النظر إلى الأجنبيات سواء بصورة أو حقيقة وليس فقط تجنب النظر إلى الحرام فقال عز وجل في كتابه الحكيم في سورة النور: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون) الآية : 30
فهناك ولاشك علاقة بين "ارتكاب الأفعال الجنسية المحرمة والنظر إلى الصور الجنسية العارية، فالدين الإسلامي الحنيف حذر من ظاهرة النظر للعراة لما تحدثه من تصدعات أخلاقية في الفرد والمجتمع"
ويذهب الشارع إلى أبعد من ذلك لعلمه بمخاطر النظر وما يمكن أن يوصل إليه، فحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصف المرأة لزوجها جمال امرأة أخرى لا تحل له وكأنه ينظر إليها فقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه وأحمد في مسنده والفظ للبخاري: "قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تباشر المرأة للمرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها" كل هذه الأمور اهتم بها الشارع وحرمها كونها موصلة لجريمة الزنا التي تعد من الكبائر والتي متى اجتنب الأفراد هذه الأفعال فلن يقعوا في الزنا
ولعل من حكمة الشارع ومعرفته بالغرائز البشرية التي يساهم الشيطان في تأجيجها ليوقع الإنسان فيما حرم الله، ولعظمة جريمة الزنا فإنه لم يحرم الزنا فقط بل حرم الاقتراب منه فقال تعالى في سورة الإسراء: (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا) الآية 32.
يقول القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية "قال العلماء قوله تعالى (ولا تقربوا الزنا) أبلغ من يقول ولا تزنوا معناه فلا تدنوا من الزنا، فأي اقتراب من المحظور هو فعل محظور في حد ذاته، ومن ذلك مشاهدة المواد الجنسية فضلا عن الاشتراك في تلك القوائم الإباحية أو شراء مواد جنسية منها، وهو الأخطر ضررا، إنشائها كون الفعل الأخير متعدي ضرورة للغير ويدخل فاعله في وعيد الله عز وجل حين قال في سورة النور: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) الآية 19 .
كما وجد عدد من الباحثين بأن مثل هذه الإجابة تورث جرائم الاغتصاب وإرغام الآخرين على الفاحشة وهواجس باغتصاب الآخرين وعدم المبالاة بجرائم الاغتصاب وتحقير هذه الجرائم، ولقد وجد هذان الباحثان "أدولف زيمان" و "جينجر برانيت" أن من أكثر من تداول هذه المواد يرى أن الاغتصاب جريمة كما لاحظ هذان الباحثان على هؤلاء المبتلين "الإدمان والانحطاط بما هو أشنع وأبشع من الناحية الإباحية الأخلاقية بالاغتصاب وتعذيب المغتصبين واللواط واغتصاب الأطفال وفعل الفاحشة للمحارم وغير ذلك، ويؤكد هذه الحقيقة بحث أجراه كل من الباحثون " اليزابيت ولوتشي ومارك جينيوس وكلود يوفايلاتو في كندا حيث قاموا بدراسة (74) بحثا مختلفا كلها تدرس تأثير المواد الإباحية على الجرائم الجنسية بشتى أنواعها ولقد اشتملت هذه الدراسات عدد من الدول الصناعية مثل أمريكا، كندا ودول أوربا ما بين السنوات (53/97) تشمل في مجموعها دراسة (12912) مبحوث قد تعرضوا لمثل هذه المواد.
التكليف القانوني للجريمة:
الإباحية الجنسية هي أمر مجرم في كافة القوانين العربية بل وفي الكثير من القوانين في معظم بلاد العالم وتندرج تحت جريمة مسماها: "إتيان الأعمال الفاضحة علنية والتحريض على ممارستها"
ويعد من الأمور المشددة في التجريم أمرين هما:
1-      العلنية أثناء ممارسة هذا العمل
2-      العلانية في التحريض على ممارسته
3-      ومثال ذلك ما هو منصوص عليه في قانون لعقوبات المصري من تحريم لتلك الأفعال وعقاب من يقوم بها، وكانت المواقع الإباحية على شبكة الانترنت هي مواقع تحرض على الفسق والأكثر فهي تحرض على الفسق بالصور وأفلام البور نو الجنس وهو الفعل الذي تم النص عليه في المادة 269 من قانون العقوبات المصري هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن كافة القوانين العربية تتعرض لذات في الموضوع ولا اختلاف بينهما في ذلك فكافة القوانين العربية قد جرمت تلك الأفعال المخالفة لتعاليم كافة الأديان السماوية. ( و المطلوب حتى لا تضيع مجهودات الدول العربية في الحفاظ على أجيالها القادمة و هم أطفالنا وجب حظر هذه المواقع لخطورتها و تنشاه و تكوين الفرد بصفة عامة و الطفل بصفة خاصة )
مواقع قذف وسب وتشويه سمعة الأشخاص:
انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة والتي تطول وتمس رموز الشعب سواء كانت تلك الرموز فكرية أو سياسية حتى أنها طالت الرموز الدينية أيضا ظهرت على شبكة الانترنت بعض المواقع المشبوهة والتي جندت نفسها لهدف واحد هو خدمة تلك الشائعات والأخبار الكاذبة وذلك بهدف قذف وتشويه سمعة تلك الرموز السياسية والفكرية والدينية والتي تلتق حولها الشعوب والهدف الأساسي من تلك المواقع هو كما ذكرنا هو تشويه تلك الرموز بهدف تشكيك الناس في مدى مصداقية هؤلاء الأفراد ومحاولة فض الناس من حولهم ليخلوا لهم الجو في محاولة منهم لتسميم أفكار الناس.هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد يكون الهدف من تلك المواقع محاولة ابتزاز بعض الأشخاص بنشر الشائعات عنهم إذا لم يرضخوا ويدفعوا مقابل مادي لعدم التعرض لهم وتركهم دون تشويه سمعتهم وتعمل هذه المواقع على إبراز سلبيات الشخص المستهدف ونشر أسراره، والتي قد يتم الحصول عليها بطريقة غير مشروعة بعد الدخول على جهازه، أو بتلفيق الأخبار عنه  وهناك حادثة مشهورة جرى تداولها بين مستخدمي الانترنت في بداية دخول الخدمة للمنطقة حيث قام شخص في دولة خليجية بإنشاء موقع ونشر صور إحدى الفتيات وهي عارية وفي أوضاع مخلة مع صديقها، وقد حصل على تلك الصور بعد التسلل إلى حاسوبها الشخصي وحاول ابتزازها جنسيا ورفضت فهددها بنشر الصور على الانترنت وفعلا قام بتنفيذ تهديده بإنشاء الموقع ومن ثم وزع الرابط لذلك على العديد من المنتديات والقوائم البريدية وأدى إلى انتحار الفتاة وحوادث التشهير والقذف في شبكة الانترنت كثيرة فقد وجد ضعفاء النفوس في شبكة الانترنت وفي ظل غياب الضواغط النظامية والجهات المسئولة عن متابعة السلبيات التي تحدث أثناء استخدام الانترنت، متنفسا لأحقادهم ومرتعا لشهواتهم المريضة دون رادع أو خوف من المحاسبة وقد قيل قديما "من أمن العقوبة أساء الأدب"
والقذف مجرم شرعا، ونظرا لشناعة الجرم ومدى تأثيره السلبي على المجني عليه والمجتمع كونه يساعد على إشاعة الفاحشة بين الناس بكثرة الترامي به، فقد جعل عقوبته من الحدود والتي لا يملك أحد حق التنازل عنه ولا يجوز العفو عنها بعد طلب المخاصمة أمام القضاء، كما جعلها ذات شقين الأول عقوبة بدنية بجلده ثمانين جلدة لقوله تعالى في سورة النور: (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة "4")
والشق الثاني عقوبة معنوية بعدم قبول شهادة الجاني بعد ثبوت جلده لقوله تعالى في ذات السورة وذات الآية: (ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسدون "4")، وشدد رسول الله صلى الله عليه وسلم في جريمة القذف حيث اعتبرها من الموبقات فقال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه "اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول الله، وما هن ؟ قال الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات"
ولا تعاقب الشريعة على القذف إلا إذا كان كذبا واختلافا فإن كان حقيقة واقعية فلا جريمة و لا عقاب.
التكييف القانوني للجريمة:
تعد جريمة السب والقذف والتعرض للحياة الشخصية للأفراد بغرض التشهير والخوض في أعراضهم من أكبر الجرائم التي تم تجريمها في كافة القوانين سواء في الدول الأجنبية أيا كانت الطريقة أو الوسيلة التي تتم بها تلك الجريمة سواء كانت تتم بالطرق التقليدية أو بالطرق الحديثة التي تتم باستخدام الانترنت بواسطة إنشاء مواقع خاصة بقذف وسب والتشهير سواء بشخص معين أو بدولة من الدول أو بدين من الأديان
أما القانون المصري فينص في المادة 306 فقد نصت على أن كل سب لا يشتمل على إسناد واقعة ومعينة بل  يتضمن بأي وجه الوجوه خدشا للشرف أو الاعتبار يعاقب عليه بالحبس مدة لا تتجاوز سنة وبغرامة لا تزيد على مائتي جنيه بإحدى هاتين العقوبتين
الدخول إلى المواقع المحجوبة :
بعض الدول تعمل على حجب المواقع غير المناسبة والمتماشية مع تقاليدها الاجتماعية ومثال ذلك بعض الدول العربية تعمل على حجب المواقع الجنسية الإباحية حتى لا يستطيع زائري شبكة الانترنت الدخول إلى تلك المواقع وتلك الدول تعمل على حماية تقاليدها وعاداتها الاجتماعية مما يمكن أن يسببه الدخول على تلك المواقع الإباحية إلا أن بعض الأشخاص يعملون على الدخول إلى تلك المواقع بالرغم من حجبها ببعض البرامج المتخصصة في الدخول إلى المواقع المحجوبة وهؤلاء الأشخاص بذلك يرتكبون جريمة ينص عليها قانون الدولة التي تعمل على حجب تلك المواقع.
وعليه فإن هؤلاء الأشخاص عندما يستخدمون بعض البرامج بغرض الدخول إلى تلك المواقع المحجوبة يعتبرون مرتكبي جريمة الدخول إلى تلك المواقع على أساس أن قوانين الدول التي تحجب تلك المواقع تجرم الدخول إلى تلك المواقع.
ونحن نرى أن حجب تلك البرامج هو تصرف صحيح بالنسبة إلى الأطفال أقل من السن التي يمكن أن يؤثر فيهم تلك المواقع ويستطيعون الفرار من تأثيرها الذي قد يعتبر مميتا على المحافظة على تعليمات الدين والعادات والتقاليد الاجتماعية السائدة في تلك الدول.
التكييف القانوني للجريمة:
الكثير من البلاد لا يتم إدخال خدمة الانترنت بها إلا بعد إجراء ما يسمى بفلترة المواقع أي أن الدولة تقوم بحجب بعض المواقع التي تجد أنها غير مناسبة للدخول عليها سواء لأسباب دينية أو سياسية وعليه فهي تقوم بفلترة المواقع وحجب ما ترى أنه غير مناسب بحيث لا يكون من الممكن الدخول إلى تلك المواقع وعليه فالدخول إلى تلك في تلك البلاد تعد جريمة يعاقب عليها القانون.
والدخول إلى تلك المواقع المحجوبة لا يكون مستحيلا على من يريد الدخول إذ توجد البرامج المتخصصة في ذلك والتي تمنع عملية الحجب التي تقوم بها الدولة
انتحال الشخصية :
   جريمة انتحال الشخصية جريمة قديمة جدا تتمثل صورها في الكثير من الجرائم التي ترتكب بالطرق التقليدية إلا أنه ومع مرور انتشار شبكة الانترنت فقد أخذ هذا النوع من الجرائم شكلا جديدا مستفيدا من التطور التكنولوجي الذي تمثله شبكة الانترنت وهي تنقسم إلى قسمين:
أ- انتحال شخصية الفرد:
تعتبر جرائم انتحال شخصية الآخرين من الجرائم القديمة إلى أن التنامي المتزايد لشبكة الانترنت أعطى للمجرمين قدرة أكبر على جمع المعلومات الشخصية المطلوبة عن الضحية والاستفادة منها في ارتكاب جرائمهم، فتنتشر في شبكة الانترنت الكثير من الإعلانات المشبوهة والتي تداعب عادة غريزة الطمع الإنساني في محاولة الاستيلاء على معلومات اختيارية من الضحية
فهناك مثلا إعلان عن جائزة ضخمة يكسبها من يساهم بمبلغ رمزي لجهة خيرية والذي يتطلب بطبيعة الحال الإفصاح عن بعض المعلومات الشخصية كالاسم والعنوان والأهم رقم بطاقة الائتمان لخصم المبلغ الرمزي لصالح الجهة الخيرية
وبالرغم من أن مثل هذا الإعلان من الوضوح أنه عملية نصب واحتيال، إلا أنه ليس من المستبعد أن يقع ضحيته الكثير من مستخدمي الانترنت، ويمكن أن تؤدي جريمة انتحال الشخصية إلى الاستيلاء على رصيده البنكي أو السحب من بطاقته الائتمانية أو حتى الإساءة إلى سمعة الضحية
ب- انتحال شخصية المواقع:
مع أن هذا الأسلوب يعتبر حديث نسبيا ، إلا أنه أشد خطورة وأكثر صعوبة في اكتشافه من انتحال شخصية الأفراد، حيث يمكن تنفيذ هذا الأسلوب حتى مع المواقع التي يتم الاتصال بها من خلال نظم اتصال الأمن  حيث يمكن وبسهولة اختراق مثل هذا الحاجز الأمني، وتتم عملية الانتحال بهجوم يشنه المجرم على الموقع للسيطرة عليه ومن ثم يقوم بتحويله كموقع بيني، أو يحاول المجرم اختراق موقع لأحد مقدمي الخدمة المشهورين ثم يقوم بتركيب البرنامج الخاص به هناك مما يؤدي إلى توجيه أي شخص إلى موقعه بمجرد كتابة اسم الموقع المشهور، ويتوقع أن يكثر استخدام أسلوب انتحال شخصية المواقع في المستقبل نظرا لصعوبة اكتشافها.
والمحاذير الأمنية والمخالفات النظامية والشرعية واضحة في هذه الفقرة سواء ما كان قاصرا على انتحال شخصية الأفراد أو المواقع، فقد حفظت الشريعة السماوية والأنظمة الوضعية الحقوق الشخصية وصانت الملكيات الفردية وجعل التعدي عليها أمرا محظورا شرعيا ومعاقب عليه جنائيا
وفي انتحال شخصية الآخرين تعدي صارخ على حقوقهم وانتهاكا لملكياتهم التي صانها الشرع لهم، كما أنه تترتب على انتحال شخصية الآخرين أضرار متنوعة قد تلحق بهم، وتتفاوت هذه الأضرار بتفاوت نتيجة الفعل والذي قد تقتصر على أضرار مادية كالاستيلاء غير المشروع على ممتلكات ومقتنيات مادية للمجني عليه
ومهما كان حجم هذه الأضرار الناتجة عن هذا الفعل غير النظامي فإنه لا يمكن إلى أن يتضرر المجني عليه من هذا الفعل وخاصة أن الهدف الغالب من وراء انتحال الشخصية لن يكون حميدا أو بحسن نيته أو لخدمة شخص آخر خلاف منتحل الشخصية
ولاشك أن انتحال شخصية الأفراد أو المواقع بأصحابها الأساسيين ولذلك فهي جريمة قانونية ومخالفة شرعية
التكييف القانوني للجريمة:
 اختلاس الألقاب والوظائف والاتصاف بها دون حق هي جريمة مؤثمة ومجرمة في كافة القوانين العربية. إلا أن تلك الجريمة ترتكب عبر الانترنت تكون غالبا مقترنة بجريمة أخرى إما سرقة بيانات أو عمليات نصب واحتيال أو الاستيلاء على أملاك الغير أو ما ذلك من جرائم أخرى غالبا تكون مقترنة بجريمة انتحال الشخصية.
وتلك الجرائم المقترنة هي جرائم مؤثمة ومجرمة قانونا أيضا إلا أنها تعد عاملا مشددا للعقاب في جريمة انتحال الشخصية إذا ما اقترنت بها.
ويجب أن يشدد العقاب المقرر على تلك الجرائم لما يترتب عليها من أضرار مادية ومعنوية كبيرة تؤثر أشد التأثير على الشخص الذي تم انتحال شخصيته
أنواع الجرائم المالية:
تشمل جرائم السطو على أرقام بطاقات الائتمانية، لعب القمار، التزوير، الجريمة المنظمة، المخدرات، غسيل الأموال، ولعل جرائم هذا القسم أوضح من ناحية معرفة كونها مجرمة حيث لا تختلف في نتيجتها عن الجرائم التقليدية التي تحمل نفس المسمى والتي يعرف الجميع أنها مخالفة للنظام وللشرع كونهم من الجرائم التي اشتهر محاربتها جنائيا.
جرائم السطو على أرقام البطاقات الائتمانية:
منذ أن بدأ استخدام البطاقات الائتمانية عبر شبكة الانترنت حتى كان اللصوص المتسللين في أعقابها بلا هواة فالبطاقات الائتمانية تعد نقودا إلكترونية والاستيلاء عليها يعد استيلاء على مال الغير.
ونظرا لسهولة الاستيلاء على تلك الأرقام فقد تزايدت حوادث الاستيلاء عليها، وأيضا تزايدت الابتزاز المصاحبة لارتكاب مثل تلك الجرائم وعمليات الابتزاز تلك تكون أما لإعادة تلك الأرقام أو لعدم نشرها أو لعدم استخدامها من قبل من استولى عليها.
وقد بدأ مفهوم التجارة الإلكترونية في السبعينات الميلادية وذلك لسهولة الاتصال بين الطرفين ولإمكانية اختزال العمليات الورقية والبشرية فضلا عن السرعة في إرسال البيانات وتخفيض تكلفة التشغيل والأهم هو إيجاد أسواق أكثر اتساعا. ونتيجة لذلك فقد تحول العديد من شركات الأعمال إلى استخدام الانترنت والاستفادة من مزايا التجارة الإلكترونية، كما نحول لذلك الخطر الذي كان يهدد التجارة السابقة ليصبح خطرا متوافقا مع التجارة الإلكترونية.
فالاستيلاء على بطاقات الائتمان عبر الانترنت أمر ليس بالصعوبة بمكان إطلاقا، فـ "لصوص بطاقات الائتمان مثلا يستطيعون الآن سرقة مئات الألوف من أرقام البطاقات في يوم واحد من خلال شبكة الانترنت
ومن ثم بيع هذه المعلومات للآخرين"، وقد وقعت بالفعل عدة حوادث ومن ذلك حادثة شخص ألماني قام بالدخول غير المشروع إلى أحد مزود الخدمات واستولى على أرقام بطاقات ائتمانية الخاصة بالمشتركين ومن ثم هدد مزود الخدمة بإفشاء أرقام تلك البطاقات ما لم يستلم فدية وقد تمكنت الشرطة الألمانية من القبض عليه
كما قام شخصان في عام 1994 بإنشاء موقع على الانترنت مخصص لشراء طلبات يتم بعثها فور تسديد قيمتها إلكترونيا، ولم تكن الطلبات لتصل إطلاقا حيث كان الموقع وهمي قصد منه النصب والاحتيال وقد قيض على مؤسسيه لاحقا.
وجرائم السطو على أرقام البطاقات الائتمانية مجرمة شرعا وقانونا حيث تصنف ضمن جرائم السرقات ، "فالشارع الإسلامي يرغب في المحافظة على أموال الناس وصيانتها من كل اعتداء غير مشروع بحيث يهدد الأمن والاستقرار". والسرقة من الكبائر المحرمة التي نصت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على تحريمها ووضعت عقوبة رادعة لمرتكبها، قال تعالى في سورة المائدة (السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءا بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم "38")
كما نفى الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام صفة الإيمان عن السارق فروى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن"
التكييف القانوني للجريمة:
سرقة أرقام البطاقات الائتمانية تعد جريمة موازية تماما لجريمة سرقة النقود هي جريمة منصوص عليها في كافة القوانين فجريمة السرقة هي جريمة تعد من أقدم الجرائم المعروفة على مستوى العالم وعليه فهي منصوص على تجريمها في كافة قوانين العالم وتختلف العقوبة المقررة على جريمة السرقة بحسب وجود أي من العوامل المشددة للجريمة كوجوب سلاح مع السارق أو أن تتم تلك السرقة في الليل وما إلى ذلك، العوامل التي تعد عوامل مشددة للعقوبة.
- ورغم تلك العوامل ليس لها محل في جريمة سرقة أرقام بطاقات الائتمان عن طريق الانترنت إلا أن جريمة السرقة معاقب عليها
القمار عبر الانترنت:
في الماضي كان لعب القمار يستلزم وجود اللاعبين على طاولة ليتمكنوا من لعب القمار معا أم الآن ومع انتشار شبكة الانترنت على مستوى العالم فقط أصبح لعب القمار أسهل وأصبح تجمع اللاعبين على مستوى العالم في مكان واحد وأسهل من ذي قبل على الإطلاق فقد أصبح بإمكان اللاعبين التجمع معا عبر شبكة الانترنت ولعب جميع أنواع القمار من خلال الشبكة
-                                   كما أن انتشار المواقع على شبكة الانترنت التي توفر لمثل هؤلاء اللاعبين ما يحتاجونه من برامج ليتمكنوا من لعب القمار قد زادت وانتشرت على الشبكة نظرا لأن اللاعبين بات بإمكانهم العب وكل منهم في منزله والذهاب إلى الأماكن التي يمكنه اللعب فيها.
-                              وعليه فإن انتشار شبكة الانترنت قد أسهم من ضمن ما أسهم فيه سلبيات انتشار لعب القمار.
-                             فقد بدأت الدولة في ملاحقة القائمين على تلك المواقع لمخافتهم القانون الذي يجرم لعب القمار عبر الشبكة إلا أن الأرباح الخيالية التي يجنيها أصحاب تلك المواقع تدفعهم إلى المراوغة والهرب من تلك الملاحقة حتى لا يغلقوا تلك المواقع التي يربحون من ورائها مليارات الدولارات من اللاعبين الذين يدخلون على مواقعهم من كافة دول العالم دونها خوف من مخالفة القانون في بلادهم.
ويوجد على الانترنت أكثر من ألف موقع للقمار يسمح لمرتاديه من مستخدمي الانترنت ممارسة جميع أنواع القمار التي توفرها المواقع الحقيقية، ومن المتوقع أن ينفق الأمريكيون ما يزيد عن 600 مليار دولار سنويا في أندية القمار وسيكون نصيب مواقع الانترنت منها حوالي مليار دولار.
- فإذا كان حال القمار ونظرة القوانين الوضعية له، فما هو نظرة الشرع وهل يوجد في تعاليم الدين الإسلامي ما يجرم لعب القمار ويجعله من الأفعال المحرمة شرعا والمعاقب عليه قانونا ؟
وينظر الإسلام إلى القمار كمحظور شرعي منهي عن فعله وما عقب على ارتكابه، وقد وردت أدلة متعددة في كتاب اله وفي كتب الأحاديث، أما دليل تحريم القمار من القرآن فهو قوله تعالى في سورة المائدة (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون "90")
ولم يكتفي الشرع بالنهي عن هذا الفعل بل وضح لإتباعه أن هذا العمل إنما هو من أعمال الشيطان التي يسعى من خلالها إلى إيقاع العداوة والبغضاء بين الناس ووضح أن في اجتناب هذا الفعل فلاح وصلاح وفوز في الدنيا والآخرة، قال تعالى في سورة المائدة: (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون "91" ).
التكييف القانوني للجريمة:
لعب القمار بكافة أنواعه هو من الأمور المعاقب عليها في معظم بلاد العالم وكافة البلاد الإسلامية إلا أنه قد يكون مصرحا به فقد في بعض الأماكن السياحية فقط وكعامل من العوامل التي تعمل على تنشيط السياحة
وعدم قانونية لعب القمار على كافة أنواعه سواء بطريقة مباشرة كالطرق المباشرة والطرق غير المباشرة كلعبة عن طريق الانترنت.
غسيل الأموال:
غسيل الأموال يعني في أبسط صوره تحويل المصدر غير المشروع للأموال إلى مصدر مشروع فمثلا تحويل الأموال الناتجة عن عمليات غير مشروعة كتجارة المخدرات إلى أموال مصدرها مشروع كتجارة السيارات مثلا: المصطلح في الولايات المتحدة عام 1931 حيث تمت محاكمة أحد زعماء المافيا ومصادرة أمواله على أساس أن مصدرها هو تجارة غير مشروعة (تجارة المخدرات وقد أعطت شبكة الانترنت عدة مميزات لمن يقومون بعمليات غسيل الأموال منها السرعة الشديدة وتخطي الحواجز الحدودية بين الدول وتفادي القوانين التي تضعها بعض الدول وتعيق نشاطهم وكذلك تشفير عملياتهم مما يعطيها قدر أكبر من السرية.
-         وأيضا كان انتشار التجارة الإلكترونية الإلكتروني عبر شبكة الانترنت خير المعين لهؤلاء القائمين على عمليات غسيل الأموال نظرا لسرعة الاتفاق على الصفقات وإتمامها من خلاله دون أن تكون في معظم الأحيان تحت رقابة قانونية صارمة بل أنه في حالة وجود رقابة قانونية يكون من الممكن تفادي تلك الرقابة وإتمام تلك الصفقات عبر الاتفاق على خطوات وترتيبات تنفذها عبر الانترنت وبطريقة تشفير معقدة لا يمكن حلها وبالتالي لا يمكن من خلالها معرفة كيفية أتمام الصفقات.
-                             كل هذا جعل عمليات غسيل الأموال تتم بسرعة أكبر وبدون ترك أي ثار في الغالب، ويقدر المتخصصون التي يتم تنظيفها سنويا حوالي 400 مليار دولار
وإلى عهد قريب لم تكن جرائم غسيل تشكل جرما بذاتها إلى أن تضخمت الأموال المتحصلة من الجرائم وخاصة من تجار المخدرات فأصدرت ببعض الدول قوانين خاصة تسمح بتعقب وبتجميد ومصادرة عائدات الجرائم الخطرة، فأصدرت الولايات المتحدة الأمريكية عام 1970 قانون المنظمات القائمة على الابتزاز والنساء، وقانون منع ومكافحة جرائم إساءة استخدام العقاقير المخدرة
كما أصدرت مصر عام 1971 القانون رقم 34 والخاص بتنظيم فرص الحراسة على الأموال المكتسبة بطرق غير مشروعة، ما أقر القانون العربي النموذجي الموحد للمخدرات الصادر عن مجلس وزراء الداخلية العرب عام 1986 مكافحة جرائم غسيل الأموال وخاصة في مادته التاسعة والأربعون والتي سمحت للمحكمة المختصة بحجز الأموال المتحصلة من تجارة المخدرات والتحقق من مصادر تلك الأموال، كما أصدرت بريطانيا وايرلندا عام 1986 قانون يسمح بمصادرة عائدات الجريمة ، وأصدرا أستراليا عام 1987 قانونا يسمح بمصادرة أموال الشخص المدان في جرائم اتحادية
كذلك ساهمت بعض الجرائم التي ترتكب عبر شبكة الانترنت مثل تزوير البيانات والمواقع الافتراضية (الغير حقيقية) تعد أيضا من العوامل المساعدة التي وفرتها شبكة الانترنت للقائمين على عمليات غسيل الأموال.
التكييف القانوني للجريمة:
تعتبر جريمة غسيل الأموال هي من الجرائم الحديثة وقد قامت العديد من الدول أما بتعديل نصوصها لتستوعب تجريم تلك الجريمة الجديدة أو بتشريع نصوص جديدة تجرمها
- وقد تم تشريع قوانين جديدة تجرم جريمة غسيل الأموال ويعاقب عليها بأشد العقوبة نظرا لما تسببه من سمعة سيئة لبلاد وتقويض الاقتصاد الوطني للدولة
تجارة المخدرات عبر الانترنت:
كثيرا ما يحذر أولياء الأمور أبنائهم من رفقاء السوء خشية من تأثيرهم السلبي عليهم وخاصة في تعريفهم على المخدرات فالصاحب صاحب كما يقول المثل وهذا صحيح ولا غبار عليه ولكن في عصر الانترنت أضيف إلى أولياء الأمور مخاوف جديدة لا تقتصر على رفقاء السوء فقط بل يمكن أن يضاف إليها مواقع السوء – إن صح التعبير –
ومن تلك المواقع طبعا المواقع المنتشرة في الانترنت والتي تتعلق بالترويج للمخدرات وتشويق النشء لاستخدامها بل تتعداه إلى تعليم كيفية زراعة وصناعة المخدرات بكافة أصنافها وأنواعها وبأبسط الوسائل المتاحة.
والأمر هنا لا يحتاج إلى رفقاء السوء بل يمكن للمراهق الانزواء في غرفته والدخول إلى أي من هذه المواقع ومن ثم تطبيق ما يقرأه ويؤكد هذه المخاوف أحد الخبراء التربويين في بتسبيرج بالولايات المتحدة الأمريكية والذي أكد أن ثمة علاقة يمكن ملاحظتها بين ثالوث المراهقة والمخدرات والانترنت
وتعد جريمة المخدرات هي أحد أهم وأخطر التجارة المحرمة على مستوى العالم ويأتي بعدها تجارة الرفيق الأبيض ثم تجارة السلاح
فتجارة المخدرات هي أكثر التجارة المحرمة انتشارا على مستوى العالم ولم تفلح كافة الجهود المبذولة على مستوى العالم إلى تقليلها دون القدرة على منعها نهائيا نظرا لوجود بعض دول العالم التي تتركز فيها تصنيع وتهريب تلك المخدرات إلى باقي دول العالم وما تدركه تلك التجارة من ربح وفير.
وقد كان تجار المخدرات يلاقون صعوبات كثيرة في الاتفاق على عمليات التهريب على مستوى العالم إلا أنه وبعد التطور التكنولوجي الكبير على مستوى العالم والمتمثل في انتشار شبكة الانترنت فقد استغل مصنعي ومهربي المخدرات شبكة الانترنت واستخدموها في الاتفاق على عمليات تهريب المخدرات من بلد لآخر.
ولا تقتصر تجارة المخدرات على تلك المواقع فقط بل تساهم المنتديات وغرف الدردشة في ذلك أيضا، وبالرغم من انتشار المواقع الخاصة بالترويج للمخدرات وتعليم كيفية صنعها إلا أن هذه المواقع لم تدق جرس الإنذار بعد ولم يهتم بآثارها السلبية وخاصة على النشء كما فعلته المواقع الإباحية وخاصة في الدول التي تعرف باسم الدول المتقدمة
إلا أن الانترنت قد ساهمت أيضا في الترويج لتناول المخدرات وهو نشاط آخر قام به تجار المخدرات على مستوى العالم ليزيدوا من السوق الاستهلاكية والطلب على منتجاتهم
التكيف القانوني للجريمة:
تعد جريمة التجارة في المخدرات إحدى أقدم الجرائم المنصوص على تجريمها في كافة قوانين دول العالم بل والأكثر من ذلك أن تصنيعها أو زراعة إحدى النباتات التي تستخرج منها أو توزيعها أو إخفائها أو أي عمل من الأعمال المتصلة بما تم ذكره هو عمل مجرم ومشددة عقوبة القيام به.
وتعد جريمة تجارة المخدرات من الجرائم المنصوص على تجريمها بل ولقد شددت الدول في عقاب من يجلب المخدرات من الخارج محاولا إدخالها
بعض الجرائم الأخرى للانترنت
الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الانترنت:
لاشك بأن هناك خطر حقيقي ناجم عن نشر وعرض الصور والمواد الخلاعية عبر شبكة الانترنت باستخدام التقنية الرقمية التي تذهل الأبصار مما أدى إلى الإخلال بالآداب العامة وإلى ظهور تجارة بشعة، نوع جديد بشع وهي تجارة الجنس الخاص بالأطفال وذلك بتصوير الأطفال بأوضاع جنسية مختلفة قد يقع على أطفال حقيقيين ويقع أطفال افتراضيين وفق ما يعرف بالصور الزائفة حيث يتم تركيب صور أطفال على أجساد عادية وفي أوضاع جنسية مخلة مما يشكل اعتداءا على الطفولة واعتداءا على الآداب والأخلاق وكذلك اعتداء على ملكية الشخص لصورته والاستغلال المالي واستغلال لأي سبب آخر
وتبرز المخاوف والأخطار المحتملة ضد الأطفال عبر شبكة الانترنت من خلال احتمالية وصولهم إلى مواقع خلاعية وجنسية يديرها تجار البغاء عبر الشبكة وهي كثيرة حيث يتم المتاجرة في جسد الطفل والأشخاص مهووسين جنسيا أو مرض نفسي أو أنهم شاذين إلى أبشع درجة.
لقد ساهم الانترنت في ارتفاع جرائم الجنس ضد الأطفال وفي تصريح لإحدى المنظمات الخيرية المعينة بشؤون الطفل أن جرائم الجنس ضد الأطفال تزايدت 15 مرة في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1988 وأن الانترنت المتاح عبر الهاتف المحمولة قد يزيد سواء، وأوضح تقرير لمنظمة ناشيونال تشلدر نزوهوم سابقا والتي تحمل اسم NCH أن شبكة الانترنت مسؤولة إلى حد كبير عن الارتفاع الهائل في جرائم الإباحية ضد الأطفال.
ويشكل انتشار الجيل الثالث من الهواتف المحمولة والتي تتمتع بإمكانية تصوير الفيديو إلى ارتفاع تلك الجرائم بشكل كبير، حيث يتم استغلال صعوبة تحديد هوية المستخدم للهاتف والانترنت لافتراس الأطفال جنسيا.
إن سلامة الأطفال على الانترنت الموجودة حاليا ستصبح أكثر تعقيدا أو ستصعب ملاحقتها والحد منها وذلك عندما يصبح الانترنت متاحا للجميع في مختلف دول العالم وبأسعار رمزية.
إن الطفولة البريئة وكما نرى مهددة بمخاطر جدية، وهي لا تنحصر في حرمان الطفل من أبسط حقوقه ولكنها تتعدى على براءته بصورة سلبية وهي مسألة متوارثة من عهود سحيقة ولكنها كانت غير ظاهرة على السطح كما هو حاليا، وأنها تطورت وازدادت وعرف أنها نتيجة الإعلام المفتوح حيث أنها تمر بحلقة دائرية بمسميات تلاءم كل زمان ومكان فإذا كانت تسمى في ما سبق تجارة البغاء للأطفال والنساء عبر الانترنت.
- إن النية الكامنة عند الكبار، المتجهة نحو سلب حقوق الأطفال بأبشع صورة قد تكون غامضة ولكن يتفق كثير من الباحثين على وجود أسباب مختلفة تبرر حدوث هذا العنف الجنسي نحو الأطفال.
وهناك عدة عوامل كثيرة تتداخل فيما بينها في كثير من الأحيان لتؤدي بنتيجة الأمر إلى حدوث الاستغلال الجنسي ومنها:
عوامل اجتماعية :
هذه العوامل أكثر ما تكون ارتباطا بعادات وتقاليد ووراثة جعلت من الثقافة الجنسية عيبا، لا يمكن الاقتراب منه مما أدى بالأطفال وصغار السن عموما ذكور وإناث إلى التقليد الأعمى لما يلتقطونه من الشارع العام أو من أجهزة الإعلام وخاصة شبكة الانترنت التي توفر لهم مساحة كبيرة من الحرية حيث لا رقيب عليهم بالصورة المبتغاة كما يتم من الوقوع في مواقع إباحية فيتعلمون منها بطريقة التقليد دون إدراك لخطورة الأمر
عوامل سياسية:
وما علاقة السياسة بذلك، بل أنها نصيب كبير في حدوث العنف ضد الأطفال وخاصة ما يحدث من استغلال جنسي بشع، إذ أن السياسة ولدت الحروب وفي الحروب الجريمة بصورة عامة بل وتزداد بشاعتها فتزداد التجارة بالبشر عموما ساء تجارة بالأعضاء الجسدية أو تجارة كبيع النساء والأطفال ناهيكم عن انتشار المخدرات وارتفاع كل أنواع الجرائم
وإذا كانت السياسة قد أنهت الحروب التقليدية فهناك ما يسمى بالحروب الباردة التي تجلس فيها الأعداء خلف مقاعدهم يجهدون ويتوعدون بشتى الطرق والوسائل وأهمها التي استخدمت بطريقة مباشرة لهدم الأخلاق العامة ومحاربة كل ديانة ملتزمة لتحطيم المجتمعات دون النظر إلى أعمار من يتم تحطيمهم، وقد يكون تحطيم الأطفال خاصة موجها، ‘ذا أنهم هم المستقبل وبالتالي حطم هذا المستقبل وحطمت هذه الدولة.
إن العوامل السياسية كثيرة ومنها الاستبداد الفكري والقمع ومنع حرية التعبير والرأي وغيرها، والتي تؤثر سلبا على نشأة الطفل وصفاته المكتسبة لتؤثر في مراحل انتقاله من الطفولة إلى سن المراهقة إلى أن ينضج وأي نضج أي هذا إنه نضوج غير مكتمل نتيجة الكتب والقهر وغيره مما يولد سلوكيات غير سليمة أحيانا وشاذة جنسيا في أحيان أخرى
عوامل اقتصادية:
تدفع العوامل الاقتصادية المتمثلة بالبطالة والفقر في البحث عن موارد مالية بصرف النظر عن مصدرها وكيفية الحصول عليها إذ تصب المسألة إلى حياة أو مت، وهذا ما وضحه الإعلان العالمي لبقاء الطفل وحمايته ونمائه لسنة 1990 حيث صرح المجتمعون أن واقع الطفل والطفولة مختلف كل الاختلاف بالنسبة لكثير من الأطفال حيث يتعرض عدد لا يحصى من الأطفال في مختلف دول العالم يوميا إلى مخاطر تعيق نماءهم وتنمية قدراتهم وتشدد معاناتهم بسبب العدوان والحروب والاحتلال الأجنبي لبلادهم والتشرد والنزوح واضطرارهم للتخلي بشكل قسري عن جذورهم وكثيرا ما يكونون ضحايا الإعاقة والإهمال والقسوة والاستغلال
وفي كل يوم يعاني ملايين الأطفال ويلات الفقر والأزمات الاقتصادية من الجوع والتشرد ومن الأوبئة والأمية وتدهور البيئة وخصوصا في البلدان الأقل نموا وفي كل يوم أربعون ألف طفل من جراء سوء التغذية والمرض نرى مما سبق أن العوامل الاقتصادية تدفع الفقراء إلى بيع أجسادهم من أجل لقمة العيش بل وتدفع تجارة البغاء والجنس غير المشروع إلى التوجه إلى تلك المناطق من أجل اصطياد ضحاياهم وهم يستغلون شبكة الانترنت التي لا حدود لها للاتصال واستخدام شبكة الانترنت
إن هؤلاء الوسطاء ليسوا غريبين بل هم في أغلبهم من داخل تلك البلدان الفقيرة المعدمة يتولون الوساطة وفتح المزادات على أغلى وأنصع جوهرة يملكها العالم إنه الطفل البريء وفي تصريح للمدير الإقليمي لليونيسيف في جنوب آسيا وتحديدا كولومبيا (السيد صادق رشيد) قال فيه: نواجه موقفا خطيرا لغاية في جنوب آسيا الذي ينقصه بشيء إنه عبودية عصرية، إنه أحد آفات جنوب آسيا، والموقف يخرج عن السيطرة إذ أنه يجري تهريب نحو 500 ألف امرأة وطفل سنويا في آسيا وتمثل جنوب آسيا نصيب الأسد منها.
ويتابع السيد رشيد قوله بأنه على الحكومات التي وقعت مبادرة دولية لمناهضة تهريب الأطفال في عام 2001 أنه بحث الأسباب الجذرية على وجه السرعة مثل الفقر والظلم وتشديد الرقابة على الحدود، وفي مؤتمر صحفي آخر عقد في العاصمة السير لانكية "كولومبو" نقلت صحفية هند وشان تايمز عن السيد رشد قوله أنه يتم تهريب 500 ألف طفل وامرأة سنويا النيبال وبنغلادش والهند وباكستان
ونقلت نفس الصحيفة في منسقة برنامج الاتحادي الإقليمي لدعاية الأطفال في النينبال السيدة أرشانا كانغ قولها أن حوالي 200 ألف امرأة من بينهم 50 % أطفال تحت سن 16 يعملون في بيوت الدعارة وقالت أن هناك وكالات تقوم بتصدير النساء والأطفال موهمة إياهم بوجود فرص عمل في دول أخرى، تلك هي العوامل الاقتصادية وغيرها من العوامل المتداخلة التي ساهمت في خلق هذه الجريمة البشعة
عوامل قانونية:
 وأهمها على الإطلاق عدم كفاية التشريعات والقوانين التي تحكم الاعتداءات الجنسية على المرأة والطفل وخاصة الحديثة منها والمرتبطة بشبكة الانترنت فجرائم الحاسب الآلي والانترنت تعد جرائم حديثة لم يتطرق المشرع إلى جميع جوانبها
ولا يجوز قانونا القياس على النصوص الموضوعية بل يجب استحداث قوانين تلاءم الطبيعة الخاصة بهذه الجرائم إذ أن جرائم الكمبيوتر والانترنت لها سمات خاصة تميزها عن غيرها من الجرائم ومن هذه السمات:
أ- أنها تتسم بالخطورة البالغة وكذلك لما تحدثه من خسائر فادحة قاسا بالجرائم التقليدية وكذلك لأنها تنطوي على سلوكيات غير مألوفة لما أتاحته من تسهيل لارتكاب جرائم أخرى.
ب- أنها تتميز بصعوبة الملاحقة والمتابعة من قبل القوى الأمنية، حيث تنطوي على مشكلات وتحديات وصعوبات إدارية إجرائية وقانونية وتشريعية.
ج- أنها جرائم ليس لها حدود بل هي عابرة مما يثير صعوبات تتعلق بناحية الاختصاص القانوني والقضائي والإجرائي الواجب التطبيق حيث ترتكب جرائم الانترنت عن طريق حاسب آلي موجود في دولة ما في حين أن الفعل يتحقق في دولة أخرى وتثير مسائل التباعد الجغرافي بين الفعل وتحقيق النتيجة أكثر الأمور تعقيدا، مما يدعو إلى تضافر الجهود الدولية لمكافحة هذه الجرائم
إن جرائم الحاسب الآلي والانترنت تذكرنا بالصعوبات التي واجهت الجهات الأمنية والقانونية في ملاحقة تجار المخدرات، التي دفعت دول العالم إلى التنسيق والدخول في سلسلة من الاتفاقيات والمعاهدات والمؤتمرات والبروتوكولات الدولية
ولمواجهة مثل هذه الجرائم لابد من تجريم صورها في القانون الوطني وتحديد صورها وإيجاد الحلول لأبرز مشاكلها والتي تتمثل بـ:
1-                  غياب الاتفاق حول التعريف القانوني للنشاط الإجرائي المتعلق بهذا النوع من الإجرام
2-                  عدم التناسب بين القوانين الإجراءات الجنائية فيما يتعلق بالتحدث عن جرائم الحاسب الآلي والانترنت.
3-                  نقص الخبرة لدى رجال الأمن وجهات الإدعاء والقضاء في هذا الإجراء
4-                  عدم وجود معاهدات كافي خاصة بالتسليم لمرتكبي هذه الجرائم.
أساليب الخداع والإغواء عبر الانترنت
إن مرتكبي جرائم الحاسب الآلي والانترنت وخاصة جرائم البغاء والدعارة والاستغلال الجنسي للأطفال هم محترفون بكل معنى هذه الكلمة يرتكبون جرائمهم البشعة دون رحمة وبنفس الوقت يعملون على تفادي الوقوع بأي خطأ خوفا من الوقوع بين يد العدالة أنهم يستغلون كل تقنية متوفرة وكل وسيلة ممكنة لارتكاب جرائمهم ومن أساليب الخداع والإغواء للإيقاع بالأطفال والمراهقين وحتى الكبار ما يلي:
مواقع المحادثة Chat – Room :
وهي من أخطر الأماكن الموجودة على الشبكة حيث توفر بعض المواقع خدمة المحادثة ضمن مجموعات متنوعة وقد تطورت هذه المحادثة من الكتابية إلى الصوتية ثم المرئية وقد تجمع هذه الصور مع بعضها البعض وقد سميت "بغرف المحادثة"
نظرا للإقبال الشديد من مختلف شرائح المجتمع ومن مختلف الأعمار وخاصة صغار السن ذكور وإناث قام تجار الجنس باستغلال هذه الغرف والدخول إليها بأسماء وأعمار ومعلومات وهمية وذلك لاستدراج ضحاياهم ونظرا لكون المحادثة تتم بين طرفين أو أطراف يجلسون خلف أجهزتهم ولا يشاهدون بعضهم البعض إلا باستخدام الكاميرات الموصولة بالأجهزة إن وجدت فإن المحادثة وخاصة الجنسية منها تأخذ طابعا أكثر عمقا أي أن أطراف المحادثة وبحجة أنهم يجلسون خلف أجهزتهم وغير مشاهدين على الأقل من المجتمع المحيط بهم والذي يقيد نوعا ما التعمق في هذه المسائل إما بالعبادات والتقاليد أو بقوانين شرعية تمنع ذلك أو محرمة من ناحية دينية فيتولد هذا الشعور بالأمان، فتبدأ هذه المحادثة في مرحلة التعارف البسيط ثم يبدأ مجرمي الجنس غير المشروع سلسلة من الإغراءات المادية والنفسية والجنسية وغيرها من العروض إلى أن يقع الضحية في الفخ الذي أعده.
وهنا في مجتمعاتنا العربية وما تتميز به في عادات وتقاليد وثقافة جنسية وإن كانت في بعض الدول العربية المنفتحة إلا أنها لا تزال نوعا ما محدودة ويغلب عليها طابع التقليد لا طابع النوعية المدروسة والممارسة منذ الطفولة وحتى المراهقة إلى النضوج، ولا تزال "ثقافة العيب" تشكل عائقا نحو الجنسية السليمة التي يراد بها حماية أجيال المستقبل وحماية الجميع من الوقوع في أكثر الجرائم انحطاطا.
صندوق البريد Email:
إن الاشتراك في صندوق البريد سواء كان مجاني أم لا ، فإنه يصل من خلاله رسائل من أشخاص أو جهات معروفة لدينا، وهذا الصندوق البريدي له رمز دخول سري بأرقام أو حرف أو مجتمعة سوية (Pass Word) تخول صاحبه الذي يعرفه والذي وضعه بنفسه للدخول والإطلاع على الرسائل وتبادلها
إن هذا الصندوق البريدي ليس بعيدا عن متناول وأقصد تجار الجنس غير المشروع بالبغاء والاستغلال الجنسي للأطفال فهم محترفون في اختراق المواقع والتجسس على أنظمة استخبارية وخبراتية ذات حراسة تقنية مشددة فكيف على بريد شخص عادي أنهم بالفعل قادرين على الوصول إلى عنوان بريد الشخص بل وإلى الدخول إليه والإطلاع على محتوياته وكذلك إرسال الرسائل المتنوعة والمختلفة
وعندما نفتح بريدك الالكتروني نجد رسائل من جهات لا نعرفها والسليم هنا عدم إلغائها ولكن الفضول يدفعنا إلى معرفة محتواها، إذ أن عنوانها قد يكون غريبا أو شيقا، وبمجرد فتحها تتفا جئ بالإغراءات الجنسية أو المالية وغيرها كصور خلاعية وأفلام فيديو فتحها وجنسية
تزويد المواقع:
حيث يقوم تجار الجنس باستغلال أسماء المواقع التي يزورها أكبر عدد من الأطفال والمراهقين وحتى البالغين أيضا حيث يتم استخدام عنوان المواقع ولكن بعد تغيير حرف أو تبديلها بأحرف جديدة أو زيادة حرف أو رقم على اسم الموقع الأصلي.
وكم من المرات تقع في خطأ الطباعة وهذا تماما ما يريده تجار الجنس غير المشروع، إذ أن هذا الخطأ البسيط في الطباعة قد يوصل الفتاة أو الشاب أو الطفل أو أي شخص إلى المواقع المثيرة للرغبات الجنسية ليتم إثارتهم وإغوائهم وخداعهم وبالتالي الوقوع في الشبكة ثم القوادة والاستغلال الجنسي.
مواقع جنسية مباشرة:
وهذه المواقع موجودة بكثرة على شبكة الانترنت ومنها ما هو مجاني ويتم تداولها بين جيل الشباب بكثرة وهي مثيرة للغريزة والشهوة الجنسية وهي بازدياد رغم مكافحتها ومنعها، ولكن الحقيقة أن شبكة الانترنت تعد أكبر أرشيف للصور الخلفية والأفلام الهابطة
ومن خلال هذه المواقع تبدأ المراسلات الالكترونية وتبدأ العروض والإغراءات لإيقاع أكبر عدد من الضحايا، وهذا ما تحدثنا عنه سابقا من خلال الشركة البريطانية (بوكانان انترناشونال) المتخصصة في مجال الأمن المعلوماتي حول مواقع الانترنت والأعمال المخالفة للقانون والمخلة بالآداب العامة التي تحصل، حيث بنيت هذه الدراسة والتي استمرت ثلاث سنوات أنه مرغوب فيها مثل نشر الصور الإباحية وتطوير الفيروسات والقيام بأعمال التزوير والقرصنة وما إلى ذلك.
وذكرت الدراسة أنه يتم إنشاء أكبر من 20.000 موقع مضيف لأعمال الخلاعة على الانترنت يوميا، إن كل هذه المواقع يحتوي على ما نعدله 43 صورة إباحية وقد يصل عدد الصور الإباحية في بعض المواقع إلى 100.000 صورة وكما نر فإن الأساليب عبر الانترنت كثيرة ومتنوعة تتميز بتقنية عالية، فيها إغراءات كثيرة ولم يترك تجار الرذيلة أي وسيلة أو طريقة أو منفذ وقاموا باختراقه مما أساء إلى شبكة الانترنت كشبكة معلوماتية تقدم خدمات عديدة لا حصر لها ولكن النوعية والمعرفة هما سلاح ناجح للحد من هذه الانتهاكات والجرائم.
مواقع الكازينو والقمار:
إن معظم هذه المواقع تقوم بعروض جذابة وفي حالة تصفح هذه المواقع يطلب منك البريد الإلكتروني الخاص بك ومعلومات أخرى خاصة، وفي حالة الرد تبدأ سلسلة الاتصالات التي لا ينقطع نحمل عناوين براقة في غاية الإثارة وقد يكون مختصا فعلا بالمغامرة ولكن القمار يرافقه الدعارة والجنس وتكون مصيدة أخرى نصيب للإيقاع بالضحية فالإغراءات المادية لا يمكن تصورها، وإذا كانت الضحية تعاني الفقر أو من بيئة متوسطة المستوى وتفتقر إلى النوعية الجديدة من الجرائم وذلك ما ينطبق على معظم بلادنا العربية فإن احتمالية عالية مرتفعة وبالنتيجة يحدث المحظور وتقاد الضحايا للممارسة الجنسية والمتاجرة بها.
وإلى جانب كل الأساليب التي ذكرناها هناك أساليب أخرى مثل الدعاية والإعلان، المجموعات الإخبارية، مواقع البحث عن شريك الحياة، مواقع فرص العمل، مواقع الألعاب...الخ.   
وقائع لأفعال القتل والعنف عن طريق الانترنت
وقد لا يصدق البعض أن الانترنت قد تكون سببا لدفع الحدث إلى العنف والتشاجر مع الآخرين أو تكون سببا في ارتكاب جرائم قتل، ومع ذلك شوق بعض الوقائع للتأكيد على إمكانية وقوع العنف أو القتل بسبب الانترنت الواقعة الأولى: وعلى إثر مشادة بين شخصين في إحدى مجموعات المناقشة انتهت بمشاجرة في ولاية نيوجيرسي الأمريكية حيث قام المتهم بتتبع عنوان المجني عليه من خلال الانترنت ثم اصطحب زملائه إلى هذا العنوان واعتدوا على المجني عليه بالضرب
1-      الواقعة الثانية: وقعت في فرنسا حيث محكمة Nan ten بفرنسا حكمت على أحد الجناة بالحبس لمدة شهرين مع الإيقاف، لأنه بعث رسالة تهديد عن طريق البريد الإلكتروني إلى أحد رجال السياسة هناك.
2-      الواقعة الثالثة: وحدت فيها القتل العمد بطريق الانترنت حين قام أحدهم بقتل زوجته والتي كانت موضوعة تحت جهاز الـ Monitoring بأنه دخل عن طريق الانترنت إلى الشبكة الداخلية للمستشفى غير في الوصفات الطبية لخاصة بها على نحو قاتل ، وحين أعطيت الأدوية من قبل الممرضة التي عدت بمثابة وسيلة مادية لا قصد لديها ماتت زوجته ويلاحظ توافر القصد الجنائي لدى الجاني لأنه تعمد الدخول إلى نظام المعالجة الآلية للبيانات وغير في المعلومات بقصد قتل زوجته.
3-      الواقعة الرابعة: وهي واقعة ضرب مبرح كانت تؤدي إلى جريمة قتل بين صديقين أحدهما يدعى عمرو الآخر سالم، حيث انتحل الأخير صفة فتاة عبر غرف الدردشة وتعرف على الأول وأقام معه علاقة عاطفية من خلال التحاور في غرف الدردشة حتى وقع عمر في غرام تلك الفتاة وتقدم لخطبتها وهنا اكتشف تلاعب زميله به طيلة هذه الفترة وكاد أن يقضي عليه واكتفى بضربه وإلقائه في مكان في الصحراء لا تمتد إليه يدا لغوث وكاد أن يهلك     
- وقد تبين أن عمر أدمن على التحاور مع الأصدقاء من خلال الدردشة في الانترنت، وأنه فضل بعض المواقع غير العربية لأنها حسب رأيه أكثر شمولا وغنية في موضوعاتنا وتعرف بفتاة أدهشته جرأتها في طرح القضايا الاجتماعية الخاصة وكان يعجب بها لتوافق آرائها معه، وصارحها بمشاعره وبادلته ذات المشاعر وهو لا يدري أن هذه الفتاة هي صديقة سالم، وحين طبل سماع صوتها حدثته في التلفون مرات عديدة من تلفون عمومي، لأن ظروف منزلها لا يسمح لها بالاتصال على حين أنها كانت فتاة استعان بها صديقه سالم لإيهامه بأنها الفتاة التي يحبها، وحين طلبها للخطوبة وقع صديقه سالم في المحظورة ، واعتذر بدعوى أنها لازالت في بداية الدراسة الجامعية وتريد إكمال دراستها ثم كانت زورة التعقد حين وصل إلى البريد الالكتروني لعمر رسالة بأن سالم صديقه هو الفتاة التي كانت تحاوره المدة الماضية وأنهى كان يمزح معه، وقد تأكد عمر من ذلك لأنكل الآراء التي كانت تتناولها معه في المناقشة هي قضايا كان يثيرها معه سالم، في المساء يعارضه فيها صباحا ويوافقه فيها مساءا بدعوى أنه الفتاة التي تحبه، ومن هنا قام بالانتقام منه بضربه بعصا غليظة كسرت قدمه وأسالت دماء  وجهه وأراد أن يدهسه بالسيارة ثم عدل عن ذلك.
4-      الواقعة الخامسة: وهي جريمة قتل وقعت بسبب الدردشة في منتديات الانترنت وكان المجني عليه يدعى بريان قد قتل صديقه داني لمنافسته حب سارة وكلهم التقوا وتصادقوا من خلال الدردشة في منتديات الحوار على الانترنت، وقد وقعت الجريمة بالولايات المتحدة الأمريكية في إحدى المدن عام 1998 حيث تلقت الشرطة مكالمة هاتفية من تلفون عمومي بالعثور على جثة بين الأشجار بإحدى مناطق المدينة وتبين أن الجثة موضوعة في كيس، وأن المجني عليه قتل رميا بالرصاص وتعرف المحققون على هوية الشاب بسرعة والذي يدعى بريان أعزب وهو في الثلاثين من عمره، ويقع سكنه قريبا من المكان الذي عثر على جثته فيه، وعند انتقال رجال المحققين إلى مسكنه، وجدوا الكمبيوتر الخاص به لازال يعمل، ومفتوحا على شبكة الانترنت ، حيث فتح المحققون صندوق الرسائل الالكترونية الواردة للمجني عليه "inbox" وتبين أن أحدث رسالة وصلت منذ الساعة الخامسة وعشر دقائق من اليوم السابق على الجريمة وفحص المحققون التي كان مضمونها "أعتذر من مرافقتك اذهب بمفردك وسوف أتحدث إليك لاحقا لأعرف ما دار بينكما....سارة"
واتجه المحققون نحو سجل تليفونات المجني عليه وتبين وجود اسم – سارة جوشون – ورقم الهاتف الخاص بها، وتم الاتصال بها وطلب المحققون ميعادا معها للحصول على معلومات في التحقيقن وأفادت أنها تعرف بريان وقد أصابها الوجوم حين علمت بمقتله وقررت أنها التقت به منذ ثلاث أيام كآخر لقاء بينهما وأنها أرسلت رسالة عبر البريد الالكتروني تعتذر له عن مصاحبته لزيارة صديقها داني، وكانت هذه المرة الأولى التي سيرون بعضهم فيها رغم أنهم يعرفون بعضهم جيدا منذ شهرين من خلال الدردشة، حيث أبدى داني رغبة في معرفة بريان وجها لوجه ودعاه لمنزله واستبعدت سارة أن يكون داني هو القاتل تأسيسا على أنه شخص ليس لديه سبب القتل، وقد قام المحقق بالتحفظ على جهاز كمبيوتر بريان المجني عليه وسارة الشاهد في القضية حتى يمكن فحصهما والحصول على معلومات تفيد الشرطة في تحقيق جريمة القتل، وهذا يؤكد أن جهاز الحاسب الآلي قد يكون مخلا للضبط والتفتيش في الجريمة وحين التقى المحقق بالمدعو – داني – اعترف بأنه حدد ميعادا لصديقه – بريان – كي يزوره لكن هذا الأخير تخلف عن الميعاد – وتم التحفظ على أجهزة الحاسب الآلي الثلاثة التي وجدت في منزل – داني – علها تفيد في كشف لغز الجريمة، وعند البحث في أجهزة الحاسب الآلي التي تعود إلى – داني – تبين وجود علاقة عاطفية بين سارة وداني، الأمر الذي دفع المحقق إلى الشك في أن الجريمة وقعت بسبب التنافس على حب سارة ولذلك اتجه فكر المحقق إلى ذلك المجهول الذي اتصل بالشرطة وأبلغها بوجود جثة المجني عليه، ولابد من وجود صلة بينه وبين الجاني، وعاد المحقق إلى تحليل الرسائل الالكترونية الخاصة بالمدعو – داني – واستعان بسارة لمعرفة أكثر الأصدقاء قربا منه، وتوصل المحقق إلى شخص يدعى – سامي – حيث انهار أثناء التحقيق معه، والتعرف بأن داني أبلغه أثناء حديثهما في غرفة الدردشة خاصة private عبر الانترنت أنه تورط بقتل – بريان – وطلب منه المساعدة في نقل الجثة واعترف كذلك أنه ذهب بالفعل إلى منزل داني وساعده في نقلها، وإلقائها في الأحراش لكنه بعد ذلك لم يتمكن من الندم ، لذلك فقد توجه إلى الشارع، ومن أقرب تليفون اتصل بالشرطة وأبلغهم بوجود الجثة في المكان المحدد لذلك، وعندما قام المحقق بمواجهة المجرم – داني – بهذه الأدلة لم يبق أمامه سوى الاعتراف، وبرر فعلته بأنه يحب سارة ولم يحب سواها رغم بلوغه سن الأربعين.
وعندما اكتشف أن علاقت سارة بالمجني عليه – بريان – اتجهت نحو منحنى عاطفي قرر أن يضع حدا لهذه العلاقة ، وذلك بدعوة سارة وبريان إلى منزله وأن يدفع سارة لاتخاذ موقف واضح من كليهما وأنه كان يثق في حب سارة له، ولكن ما حدث أن سارة لم تحضر الأمر الذي أصابه بالتوتر وطلب من بريان الابتعاد عن سارة لأنه يفكر بالزواج منها إلا أنه سخر منه وقال له أنه في عمر والدها ويفضل أن يبتعد عن طريقهما، ويبحث عن امرأة تناسب كهولته الأمر الذي أفقده توازنه ودفعه إلى قتل بيان وقد قضي بالسجن لمدة عشر سنوات ضد داني تهمة القتل العمد وقضي كذلك بالسجن لمدة سنة واحدة ضد صديقه سامي وذلك لمساعدته في إخفاء معالم الجريمة.
5-      الواقعة السادسة: في وجود الانترنت يصبح بإمكانك الحصول على ما تريده بطريقة سهلة مهما كانت خطيرة أهمها كان غير مشروع، هذه العبرة كانت السبب في جريمة ارتكبها المدعو – مارك – مع صديقته التي تعرف عليها خلال حفل تعارف أقامته الجامعة في بداية العام الدراسي، حيث أعجب بشخصيتها محاول التقرب منها لكنها صدته وأخبرته أنه صديق مميز لها
لكن لا تفكر في الوقت الحالي في أن ترتبط بعلاقة عاطفية، واستغرب مارك هذا الرد، وانتظر علها تغير موقفها، وقد طال انتظاره وحين استشار أحد أصدقائه طلب منه التسليم بالأمر الواقع وأن يترك لها حرية القرار وفكر أن يلجأ إلى أخصائي نفسي يسأله لكنه أبعد الفكرة خجلا وربما كبرياء.
وفكر في التوجه إلى الانترنت للاستشارة من خلال موقع يناقش فيه الشباب مشكلاتهم، ويتلقون مساعدة من قبل آخرين مشاركين في هذه النقاشات ومن بينهم من يدعي أنه أخصائي نفسي
وعندما طرح مشكلته، أكد له أحد المشاركين أن صديقته تعاني من الخجل أو الخوف من إقامة علاقة مع الشباب، وتتذرع بالدراسة، ولذلك فهي تحتاج إلى علاج، حيث قرر له مشارك آخر أن له علاجا جربه مع صديقته كي يخلصها من عقدة الخوف حيث أعطاها عقار F له مواصفات سحرية، واتبع مشورته حيث نبهه بصعوبة الحصول على هذا العقار لكنه أعطاه عنوانا لموقع يمكن أن يساعده في الحصول عليه.
ويعود هذا الموقع المنحرف إلى رجل في المعاشي يدعى – لوسيانو – كان يعمل في مصنع أدوية، وبعد إحالته للمعاش كان عليه ان يدبر سبل معيشته لذلك فقد تذكر تركيبة عقار يخدر الأعصاب ويشل المقاومة تماما، كما يسمى – عقار الاغتصاب – وأنشأ بالفعل موقعا يبيع فيه المواد اللازمة لصنع هذا العقار بالإضافة إلى الوصفة التي تشرح طريقة التحضير وتأثيره وأضراره اللازمة وجاءته التأكيدات بأنه آمن بالطبع، وخاصة إذا تم إتباع الوصفة المرافقة بدقة
وتردد مارك كذلك في الإقدام على هذه الخطوة مع صديقته لكن بعد التفكير توجه إلى شبكة الانترنت عله يحصل على مشورة تعينه على تنفيذ ما فكر فيه، وقد نصحه أحدهم بأن يجرب العقار مع صديقته، ولن يخسر شيئا وهي إذا لم يعجبها الأمر فسوف تقطع علاقتها به دون أن تدري ماذا شربت، وعمل وارك بالنصيحة حيث اشترى العقار من موقع – ويب – وقام بتركيبه بنفسه ثم دسه في كأس العصير الذي قدمه لصديقته، لكن خسارته كانت فادحة إذ بعد أن شربت صديقته العصير فارقت الحياة خلال فترة قصيرة، وقد مضى بالسجن ضد مارك بتهمة القتل غير العمدي أما موقع ويب المنحرف، فقد أغلقته السلطات المختصة وأحالت صاحبه إلى المحكمة للفصل في هذه الواقعة. 
جرائم تبادل معلومات التطرف والإرهاب
قد يتورط بعض الأفراد وينزلقون إلى هاوية الانحراف، وربما الإجرام، ويسعى بعضهم لتطوير قدراته الإجرامية من خلال الاستفادة من المعلومات التي توفرها شبكة الانترنت، ففي جلسة خاصة عقدها الكنغرس الأمريكي لمناقشة العلاقة بين الانترنت وبين الحادث الإرهابي في أو كلاهما استنسخ عضو الكنغرس – ادوارد كذي – نسخة من كتاب (إرشادات للإرهابيين) من السيئ للشبكة خاصة فيما يتعلق بالإرهاب كذلك حذر خبراء الحاسب الآلي من أن المعلومات الأساسية لتصنيع القنابل الذرية يمكن الحصول عليها بسهولة من خلال شبكة الانترنت
ويسعى الأفراد وخاصة الأحداث إلى الحصول على خبرات ضارة تساهم في زيادة عدوانيتهم من خلال الشبكة ففي ولاية اركنساس الأمريكية، انفجرت قنبلة على طفل في العاشرة من العمر، وأودت بحياته وقد تبين أن الطفل كان يحاول تصنيع القنبلة، وانه حصل على المعلومات الخاصة بتصنيعها من خلال شبكة الانترنت، حيث تشير الإحصائيات الأمريكية إلى أن نسبة حوادث الوفاة بالقنابل المنزلية قد زادت بمعدل 20 % خلال الفترة من 1990 وحتى عام 1993
كما حذرت الأوساط الأمنية كذلك من لجوء بعض مشجعي الرياضة من المشاكسين إلى تصنيع ألعاب نارية وصواريخ لإطلاقها صلب المعلومات التي تمكنهم من تصنيع وتطوير هذه المفرقعات يتم استقاؤها بشكل أساسي من شبكة الانترنت.
والانترنت لا تمد فقط خبرات ضارة فيما يتعلق بالإرهاب وكيفية صناعة الأسلحة، بل يمده كذلك بالأفكار والمعتقدات المتطرفة والتي لها علاقة بالعنصرية أو التمييز بين الأجناس والعروق أو محاولة الوقعية بين أصحاب الديانات المختلفة
كما يمكن من خلال الشبكة كذلك بث الأفكار المتطرفة سواء كانت سياسية أو دينية أو عنصرية، وبالتالي السيطرة على وجدان الشباب واستغلال طموحاتهم واندفاعهم وقلة خبرتهم وسطحية تفكيرهم في إفساد عقائدهم وإذكاء تمردهم واستغلال معاناتهم في تحقيق مآرب خاصة تتعارض مع مصلحة الوطن واستقرار المجتمع.
والإرهاب بطريق الانترنت غير الإرهاب على أرض الواقع، فالإرهاب على أرض الواقع يعني استعمال العنف ضد أشخاص رسميين أو ضد مواطنين عاديين بأي صورة: القتل، الخطف، الاحتجاز...الخ
أما الإرهاب عن طريق الانترنت يعني اختراق مواقع على درجة من الخطورة والحساسية بالنظر إلى المعلومات التي تنطوي عليها وسلب هذه المعلومات أو إتلافها أو تدميرها على نحو أثره في الواقع فيما بعد   
خاتمة هذه الورقة :
من خلال ما سبق يتضح لنا أن زيادة عدد مستخدمي الانترنت زاد وبالتالي من يقومون باستخدام تلك التكنولوجيا استخداما سيئا ويستغلونها في ارتكاب جرائمهم معتقدين أنهم بعيدين جدا عن أيدي القانون وبعيدين عن أن ينالوا عقابهم على ما ارتكبت أيديهم فتعددت الجرائم التي ارتكبت باستخدام تلك الشبكة وان معظم الجرائم هي جرائم ابتزاز وتشهير ونصب واحتيال وسرقة ودعارة وانتمائهم بطرق تكنولوجية حديثة.
وقد أصبحت الانترنت مهددا حقيقيا للأمن الاجتماعي، وخاصة في مجتمعنا الجزائري وذلك لما تعرضه هذه الأخيرة عبر مواقعها من دعوة للإباحة متمثلة في صور وأفلام مثيرة للغرائز الجنسية وغيرها من القيم والسلوكيات للمجتمعات الغربية عن ثقافتنا وقيمنا وهذا التلوث الثقافي قد يؤدي إلى تفسخ وانهيار النظام الاجتماعي العام. لا نعارض وجود الانترنت و لا نعاني من وجودها لأنه مهما تكن هناك من سلبيات فحتما هناك إيجابيات المشكل الوحيد الباقي هو ترشيد استعمال هذه التكنولوجيا على طريقها الصحيح الذي يضيف قيمة مضافة للمجتمع إيجابية و لا يحملها تكلفة إضافية سلبية .

1 commentaire:

شركنا برايك ووجهة نظرك