العلاقة بين الشعب و الدولة "
بالشعب و للشعب"
بلا شك هي علاقة تعاقدية فالدولة في نهاية
الأمر هي مجموعة من البشر من رئيس الجمهورية إلى غاية أبسط انسان على اختلاف
مستوياتهم و تحصيلهم العلمي ، كانت الشعوب تعيش بلا نظام ولا دراية بالعالم
الخارجي فاستحدثت الدول مفهوم القانون ، قانون داخلي لتنظيم شؤون الحياة العامة ،
و قانون خارجي للتواصل و التعامل مع العالم الخارجي في إطار سيادي هادف لتعزيز
هوية مكونات أي بلد .
كيف تتشكل
الدولة و تكتسب الصفة المعنوية لها ، تتشكل وفق مقولة الشعب مصدر كل شلطة فالأشخاص
الذين يشرفون على التكلم بلسان الشعب و المدافعين على حقوقه يتم تزكيتهم من طرف
الشعب ، فالدولة كتعبير غير مرئي هي رئيس الجمهورية الطاقم الحكومي البرلمان البنك
المركزي المجلس الدستوري الوالي رئيس المجلس الشعبي البلدي و كل مؤسسة دستورية و
كل مؤسسة عمومية في البلد هذه هي الدولة و الشعب هو همزة الوصل بين تجسيد الدولة و
مؤسساتها و هو الدولة في حد ذاتها .
فالشعب بحكمة
تجربته و الاوضاع الامنية الإجتماعية السياسية و الإقتصادية التي عاش فيها تجعله
يملك قدر معرفي يمكنه من التصرف حيال الدولة كالقبول و الرفض و الإحتجاج و
المهادنة العمل و التهاون التضحية من اجل الوطن و السماح في الوطن ....الخ ، هذه
العلاقة الموجودة بين الشعب و الدولة يسميها بعض الباحثين بالعقد غير المرئي و هو
عقد خلافا لبقية العقود الاخرى المعرفة كالدستور ، و القانون و الاعراف بالرغم من
انه غير مرئي إلا انه هو الذي يحكم العلاقة بين أفراد المجتمع و بين المجتمع و
السلطة في آخر المطاف ، بل و يحكم الخلية الأولى في المجتمع و هي الأسرة حيث يتجلى
ذلك في الأسرة في شبه اتفاق غير معلن بين أفرادها حول تفاصيل الحياة بما في ذلك
الزوج و الزوجة يحافظ كل منهما على التوازنات بينهما و يمنع الصراعات أو يجد لها
بدائل للحل دون الإفصاح عن ذلك أو الإعلان عنه و تدوينه طيلة الحياة ....
و يبرز على
مستوى المجتمع في شكل اتفاق غير مرئي بين الناس على قبول هذا السلوك أو رفضه على
التفاعل مع هذه السياسة أو تجاهلها ، على القيام بالفوضى أو الإلتزام بالإنضباط ،
على المشاركة في الإنتخابات او العزوف عنها على تصديق الحكومة فيما تقوم به أو
تكذيبها ، على اعتبار ان هناك ديمقراطية حقيقية أو مزيفة على تصنيف هذا او ذاك بين
صادق و منافق و برئ و مذنب و كفء و جاهل و إمعة و جبان وشجاع ....الخ .
هذا الإتفاق
غير المرئي ينبغي تذكره بإستمرار في أي مستوى من المستويات لانه في آخر المطاف هو
الذي يحكم العلاقة و يفسرها و هو مفتاح المعرفة و تطوراتها المستقبلية ( بناء
الفرد فكريا و عقائديا أسريا له مكانته ورأيه ووزنه ثم داخل مجتمعه بوزنه أيضا ثم
داخل دولته المحصلة فرد جزائري اكتسب هويته و قيمه و دوره داخل دولته ) إذا صلحت الأسرة
صلح الفرد و صلح معه المجتمع و صلحة الدولة و عليه وجب البحث عن كيفية بناء أسرة
على أسس صحيحة متينة غير مغلوطة بالأكاذيب و الاوهام ولا مبنية على الإستغلال .
الجزائر تمر
بمرحلة ينبغي أن نحمد الله عليها على السلامة فيها ليس نتيجة حكمة السياسات العامة
أو الخاصة إنما نتيجة حكمة العقد غير المرئي للجزائريين و التي تقول بلادنا مازالت
في حاجة إلى صبر ورزانة و تعقل و غض الطرف عن كثير من التجاوزات و الاكثر من ذلك
في حاجة إلى ثقة في المستقبل و إلى أمل .
أما العقد
غير المرئي فأساس تقويته الحب و الإخلاص في العمل و عدم المساس بأساسيات الحياة
كالكرامة و عزة النفس الجزائرية نثقوا فيكم و نمنحكم صوتنا و نفوضكم على امورنا
حتى لا نشمت الأعداء فيكم و في شعبكم و مستعدون للتضحية قبلكم فلا تضحوا بنا حتى
نستمر في الوجود و العطاء الغنتصار و تحقيق الهوية و الذات بين من يتربصون بنا
ظاهرين كانوا أو مخفيين ، ثقتنا و ثقتكم متبادلة يغذيها الحب و صدق العمل يغذيها
العدل و المساواة يغذيها شيء واحد اسمه الجزائر .
لا وجود
لدولة بدون شعب ولا وجود لشعب بدون دولة بدون هيئات تمثله داخليا و خارجا و
المسؤولية في تأدية المهام و الوظائف تبقى أخلاقية بالدرجة الأولى و يجب أن تصل
لمستويات عالية من النزهاة و الشفافية خدمة لشرف الأمانة .
دون نسيان وسيلة التخاطب و التواصل بين الدولة و
الشعب و المتمثلة في وسائل الإعلام كالتلفاز و الجرائد و الأنترنت لتقديم منهجها و
رؤيتها و سياستها المعتمدة ، يجب في هذا الجانب سماع الطرف الآخر و إبداء رأيه
تجاه السياسة العامة للبلد و منحه الفرصة لنقدها و ايصال رؤيته و نظرته للواقع
المعاش فالعلاقة قبل كل شيء هي علاقة ثقة و أن كل طرف يسعى ليرى بلاده على أحسن
حال لكن اختلاف الرؤية ربما يولد رؤية ثالثة تكون هي الأصح و المناسبة و هنا ألح
بشدة على استحداث لجان غير البرلمان على مستوى كل وزارة تعرف بلجان المعارضة و
الناقدة في كل صغيرة و كبيرة ( لماذا ، كيف ، متى ، الأسباب و الدوافع ،
الإستراتيجية و خطة العمل ...الخ ) و هكذا يسهل العمل عند سن القوانين و التشريعات
طالما تم سد الثغرات و عند عرضها على البرلمان للمصادقة و التشريع مرة اخرى يتم
تصفية الزبدة من هذه القوانين و التشريعات و تكون تعديلاتها جزئية و تحقق هدفها
بما يخدم الوطن و المواطن ، و عندما نقول ان هناك أشياء جيدة في البلاد يتجه البعض
مباشرة إلى فرضية مدح السلطة والواقع أن الأمر قد يكون غير ذلك تماما باعتبار أن
البلاد لا يسييرها فقط أولئك الذين هم الآن في ولجهة السلطة و نعرفها من خلالهم أو
يدعون أنهم هم السلطة بخاصة فيما يبدوا جميلا منها .
البلاد
يسيرها أيضا آلاف الأبناء المخلصين الذين يعرفون أكثر من غيرهم داءا و يعرفون
الفاسد من الصالح ممن يدعون قيادتها و يعملون في صمت و بكفاءة عالية و اتقان يصل
أحيانا إلى درجة التفاني و التضحية لأجل الآخرين يتحركون ضمن واقع يدركون حقيقته
أكثر من غيرهم و مع ذلك لا يستطيع هذا الواقع أن يجرهم إلى شراكه فيبذلون جهدا مضافا لتبدوا الحال على
ما هي عليه الآن مرة من خلال عملهم و أخرى من خلال مقاومة مغريات ذلك العالم الآخر
الذي يصوره الفساد بأنه عالم الواقع و ما دونه وهم و خيال و مرة ثالثة من خلال
مقاومة جميع المثبطات و العراقيل القادرة على زرع الشك في أكثر النفوس ثقة في
ذاتها .
الفضل يعود
لهؤلاء إذا كانت هناك أشياء جيدة في هذه البلاد و يبقى هناك الشر الذي تحيط بهم من
كل جانب الفضل يرجع لهؤلاء لتنطلق البلاد نحو بر الأمان و لو بعد عقد من الزمن بعد
أن ينزاح المتوغلون عن صدرها و تتنفس طبيعيا كما كانت ذات يوم .
الفضل يرجع
لكل رجل و امراة في أي مستوى كان مازال يعيش بكرامة و عفاف و تأبى نفسه المتعالية
عن كل رذيلة ان تقترب من محيط الفساد
المالي أو الاخلاقي رغم عناصر الجذب الكثيرة التي يوفرها هذا المحيط الفضل
يرجع لكل شريف مازال يؤدي واجبه على احسن وجه رغم أنه يستطيع فعل غير ذلك ، في أي
مستوى كان من مستويات تسيير شؤون الدولة او في أي وظيفة او مهنة هو مكلف بتاديتها
، و لم يساير منطق غن أساءوا أسات و غنما سار وفق ما يمليه عليه ضميره الحي الذي
لم يستطع ان يحيد عن القيم و المبادئ و الأصول التي التصقت بجيناته وورثها عن
أبائه و اجداده هؤلاء ممن لا نعرفهم سواء كانوا بسطاء او في مراتب عليا ممن
مازالوا يفضلون العيش بكرامة على تقديم الولاء لدائرة الفساد صغر او كبر هم الذين
بفضلهم مزلنا ننام و نصحوا في كل يوم على امل ان يبزغ فجر جديد علينا فقط ان نعزز
الثقة في انفسنا و غن كنا منهم و ان نتوقف عن القول ان كل شيء قد انتهى و انهار و
ان الخير قد انقطع عن الامة و هو الذي عنها لن ينقطع بإذن الله .
بلادي وإن
جارت علي عزيزة **** وأهلي وإن جارو علي كرام أرجوا أن يصل المعنى قبل الكلمات لكل مسؤول و
فرد بسيط في الدولة .
الجزائر أرض
طيبة و شعب مبارك
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
شركنا برايك ووجهة نظرك