إن أبرز حقائق التي يذهل المرء منها بنهاية القرن 21 هي المعجزة الإعلامية ، و هي الحقيقة الأبرز التي لا ينكرها أحد مع بداية الألفية الثالثة ، لقد مكن التطور التكنولوجي الهائل الذي طرأ على وسائل الإعلام من أن يصبح الكون عبارة عن قرية صغيرة يستطيع المرء فيها مشاهدة العالم من خلال شاشة صغيرة و بكبسة زر واحدة و يستسقي من كل الأخبار و البرامج العالمية في مختلف المجالات الحياتية .
أهميتها تكمن في القدرة على الصياغة الجديدة للأفكار و القيم و المفاهيم ، حيث أن الإعلام يشكل من القوة الآن ما لا يقل من قوة السلاح ، لا سيما عندما يسخر كافة وسائله لتغطية الأزمات بمختلف أنواعها و على الأخص السياسية و الأمنية ، فإما أن يكون دوره ذو تأثير إيجابي على الرأي العام في المجتمعات التي تعصف بها الأزمات مما يخفف من حدتها و نتائجها الضارة ، أو يكون ذو تأثير سلبي الأمر الذي يعقد الأزمات و يفاقمها ، و قد ينتج منها في هذه الحالة أزمات جانبية أخرى يكون لها تأثير سلبي على كافة الأصعدة الحياتية .