انضموا معنا

انضموا معنا
نفيــــــــــــد و نستفيـــــــــــد
E-currencies exchanger
E-currencies exchanger

mercredi 25 mai 2011

الإعلام كأداة تغيير و تطوير في المجتمع

إن أبرز حقائق التي يذهل المرء منها بنهاية القرن 21 هي المعجزة الإعلامية ، و هي الحقيقة الأبرز التي لا ينكرها أحد مع بداية الألفية الثالثة ، لقد مكن التطور التكنولوجي الهائل الذي طرأ على وسائل الإعلام من أن  يصبح الكون عبارة عن قرية صغيرة يستطيع المرء فيها مشاهدة العالم من خلال شاشة صغيرة و بكبسة زر واحدة و يستسقي من كل الأخبار و البرامج العالمية في مختلف المجالات الحياتية .
أهميتها تكمن في القدرة على الصياغة الجديدة للأفكار و القيم و المفاهيم ، حيث أن الإعلام يشكل من القوة الآن ما لا يقل من قوة السلاح ، لا سيما عندما يسخر كافة وسائله لتغطية الأزمات بمختلف أنواعها و على الأخص السياسية و الأمنية ، فإما أن يكون دوره ذو تأثير إيجابي على الرأي العام في المجتمعات التي تعصف بها الأزمات مما يخفف من حدتها و نتائجها الضارة ، أو يكون ذو تأثير سلبي الأمر الذي يعقد الأزمات و يفاقمها ، و قد ينتج منها في هذه الحالة أزمات جانبية أخرى يكون لها تأثير سلبي على كافة الأصعدة الحياتية .


فعلى الرغم من التطور الهائل الذي طرأ على وسائل الإعلام في إطار الثورة العلمية التكنولوجية و التغيرات الكبيرة التي شهدتها المؤسسات الإعلامية و كذلك الإعلاميين أنفسهم ،مع التقدم المذهل في كافة الأصناف و الأنواع الإعلامية إلى جانب التحديات العالمية المعاصرة و التي هي كبيرة وضخمة بحجم الأحداث و الأزمات الإقليمية و الدولية ، و هنا يمكن التنويه إلى اهتمام واسع بدور وسائل الإعلام في إدارة الأزمات و كيفية إدارتها ، وهذه الورقة تبحث في قدرة الإعلام على إدارة الأزمات من خلال التأثير على صناع القرار و التأثير المباشر على الرأي العام ، نظرا للدور الذي أصبح يلعبه هذا الجهاز و تأثيره الهائل على الأفراد و المجتمعات و اهتمام الجمهور بجميع شرائحهم بوسائل الإعلام و خاصة في الأزمات و الكوارث و الأحداث العالمية الهامة .
الإعلام عند شريحة كبيرة من المثقفين هو نشر المعلومات بعد جمعها و انتقائها ، و يعرف اصطلاحا بتزويد الجماهير بأكبر قدر ممكن من المعلومات الصحيحة أو الحقائق الواضحة أو الأخبار الصحيحة التي تساعدهم على تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع أو مشكلة من المشكلات ، بحيث يعبر هذا الرأي تعبيرا موضوعيا عن عقلية الجماهير و اتجاهاتهم و ميولهم .
كيف اتسعت دائرة تأثير وسائل الإعلام ؟
بدأت بالتطور الكمي و النوعي في وسائل الاتصال ، ظهر دور الرأي العام و تعاظم تأثيره في الأحداث على الساحتين المحلية و الدولية ( وجود جهة واحدة تدير وسائل الإعلام يعني وجود رأي عام موجه نحو القضايا المختلفة التي تهمه ، تعدد الوجهات تعدد الآراء و اختلاف وجهات النظر ) .
كذلك تطور العلوم الاجتماعية و النفسية التي أعطت بعدا جديدا لمفهوم النشاط الإعلامي ، فتأثيرات وسائل الإعلام متنوعة و مختلفة و تأخذ أبعادا شتى سواء في المجال المعرفي أو السلوكي أو في مجال تكوين الرأي العام ، فهي المجال المعرفي حيث أن وسائل الاتصال تبث  كما هائلا من المعلومات و الأخبار بشكل يومي و هي بمجملها تمثل رصيدا معرفيا لدى المتلقي ، سيما إذا كانت تناسب توجهاته و ترتبط بواقعه و لا تتنافى مع معتقداته ، كما أنها تساهم في عرض أنماط سلوكية عديدة و الترويج لها ، و يمكنها أن تدفع المتلقي نحو أهداف معينة من حيث القبول أو الرفض ، أو في مجال الرأي العام ،حيث تقوم بسبر توجيهات الجمهور و تغير بعض اتجاهاته ، فمن الطبيعي أن نرى أحزابا سياسية و رجال أعمل و مجموعات ضغط و قادة يسعون لامتلاك وسائل إعلامية بغية توجيهها و التأثير على الآخرين حسب مصالحهم ، هذا من جهة و من جهة أخرى إن الثقافات المختلفة التي تتعايش تحت نظام حكم سياسي تتفاعل وفق ثقافة وطنية مهيمنة و يقوم الإعلام بدور رئيسي في إزالة الفروقات ، و الاختلافات بينها و يضع هوية ثقافية جامعة حفاظا على سيادة الدولة و استقرارها و أمنها ، وذلك أن عملية تشكيل الأوطان هي جزء من الإجراءات العامة المتعلقة بالتشكيل الثقافي و جمهرته و جعله عنوانا لجميع الجماهير ضمن الدولة ،الوطن حول ثقافة موحدة ، إلا أن الإعلام حاليا أخرج الجمهور إلى أبعد من حدوده و اهتماماته  انتقل به إلى الإقليمية و العالمية و ربط اهتماماته و تطلعاته و قراراته بالمجتمع العالمي و بالتالي ربط المجتمعات ببعضها ضمن شبكة اتصالات و نشأ وعي جديد . ( و هنا يمكن ذكر تأثير وسائل الإعلام في مفهوم السيادة الوطنية ، كونها عنصر آخر يساهم في تنشأة الأفراد داخل الإقليم بتلقيه عدة ثقافات و حضارات و عدة قيم و مفاهيم و كذا ضعف الرقابة الحكومية ).
اجتماعيا يمكن الإطلاع على أساليب الحياة العصرية و عادات و قيم المجتمعات الأخرى الأكثر تقدما و تعريفهم بمشاكل التخلف في المجتمع الذي ينتمون إليه و أسبابه و نتائجه ، وهنا يبرز الدور الاجتماعي للإعلام في عملية التنمية ، و يتطلب هذا الأمر إحداث تحويل و تغيير في مواقف الناس و تصرفاتهم و قناعاتهم إزاء بعض مسائل الحياة الهامة ، فالإعلام في إطار التطور الاجتماعي يمكنه أن يوسع الآفاق الفكرية عند الناس وذلك عن طريق خلق حاجات جديدة لهم تدفعهم إلى رؤية الواقع من منظور جديد .
و عليه يمكن لوسائل الإعلام أن توضح كافة الجوانب سلبية كانت أو إيجابية بشرط أن يسعى الإعلام إلى بناء الثقة المطلوبة مع الجمهور من أجل التأثير المرغوب فيه و هذا العنصر يتطلب دراسة و أبحاث اجتماعية و اقتصادية لمعرفة طبيعة الفئة المستهدفة و ظروفه الراهنة.
الأكيد وكما يثبت الواقع اليوم مدى تأثير وسائل الإعلام المكتوبة المرئية و المسموعة في حياتنا اليومية و تأثيرها في تكوين و بلورة الرؤى العادات و التقاليد و كذا المكتسبات الجديدة داخل الشعوب و الأمم ، و يمكن لأي شخص أن يسأل نفسه كم تأخذ وسائل الإعلام من يومه ( جرائد ، تلفاز ، انترنت و غيرها ) ، كما أن عاملا آخر تأثر نتيجة هذا التطور المذهل فالأسرة التي عمادها الأب و الأم لم تعد المصدر الوحيد للتربية فهناك مؤثرات خارجية تتدخل في تربية و تكوين الأفراد اليوم ، و الأكيد أيضا أنه لم يعد يخفى على أحد إدراك أهمية و خطورة الدور الذي يلعبه الإعلام في شتى مجالات الحياة المعاصرة سواء في الجوانب التربوية أو الفكرية أو الثقافية أو الاقتصادية أو الأمنية .
في الأخير هل يمكن القول أن الدول النامية و العربية منها لم تعد لديها وسائل التأثير الناجحة في ظل العولمة ؟

1 commentaire:

  1. je suis etudiante en S Y ; j'ai lu votre texte il est utile pour mes recherche ,merci

    RépondreSupprimer

شركنا برايك ووجهة نظرك