عجز
الميزانية العامة
يعد عجز الميزانية العامة من أقدم و اخطر المشاكل التي تواجه كافة دول
العالم و بصفة خاصة الدول النامية ، و يمكن النظر إلى عجز الميزانية باعتباره أحد
أهم المحاور الرئيسية التي تقع في دائرة النشاط المالي للدولة .
مفهوم عجز الميزانية :
يعبر عجز الميزانية عن تلك الوضعية التي تكون فيها النفقات العامة أكبر من
الإيرادات العامة و هو سمة تكون تميز معظم الدول سواء كانت متقدمة أو نامية.
و قد يكون هذا العجز نتيجة إرادة عمومية تهدف إلى زيادة الإنفاق الحكومي او
تخفيض الإيرادات العمومية وقد يكون غير مقصود ، غن قصور الدولة في تحصيلها
للإيرادات هو السبب في ذلك ، و لقد اعتمدت الميزانيات لمدة طويلة مبدأ التوازن
الذي كان يعني في الفكر الكلاسيكي تساوي الإيرادات و النفقات و هو أمر صعب الحصول
ثم لا يعني عند حصوله ضمان التوازن الاقتصادي .
و لقد ظهر بعد الكلاسيكي مفكرون منهم كينز لم يستوعبوا فكرة ضرورة توازن
الميزانية ، على الأقل في إطار السنة الواحدة ، و حاولوا تكييف الميزانية مع
الدورة الاقتصادية ، ومن ثم ضمان التوازن في المدى الطويل ، كما اعتمد آخرون
اختلال الميزانية لتمويل نفقات الحرب و انطلق البعض من كون المعطيات الاقتصادية
يجب أن تكون ذات أولوية على حساب المعطيات المالية للتصدي لإختلالات الاقتصادية ،
فالعجز يجب أن يساعد على الإنعاش الاقتصادي في الفترات الصعبة كالانكماش و امتصاص
البطالة و زيادة معادلات الاستثمار ، و يمكن النظر إلى عجز الموازنة بمنظارين :



