إدارة المـعرفة (KM ) وتحـسـين
الميزة التنافـسية للمنظـمات
إن حركة
التحولات العالمية، و المتغيرات الاقتصادية،
والتقنية، والسياسية، والاجتماعية، والثقافية، في ظل ضغوط العولمة وانهيار الحواجز، والموانع التي تحول دون تدفق
المنتجات، والخدمات بين الأسواق العالمية بحرية، وبسهولة تلزم الإدارة المعاصرة
بتطوير أساليبها، وتحديث تقنيتها لمواجهة قوى المنافسة المتزايدة، والوافدة من كل مكان، وعلى مدار الساعة، ولتكون نتيجة
ومحصلة كل تلك الجهود تصب في خانة واحدة هي إرضاء العملاء، ويقع في قلب تلك الجهود
أيضا البحث عن مصادر المعرفة، واستقطابها وتنمية الرصيد المعرفي للمنظمة وتوظيفه
في كافة عماليتها ومن هنا كانت الثورة الإدارية الجديدة التي شاعت في السنوات
الأخيرة تحت اسم إدارة المعرفة (Knowledge management) (km) والتي بشر بها Peter F. Drucker منذ ما يقرب من العشرين سنة. وفي الواقع إن المنظمة في
حقيقتها هي كائن حي تعيش على المعرفة، وتتزود من مناهلها، ومصادرها المختلفة،
وتنمو وتتطور باستخدام الجديد والمستحدث منها، وقد تتهاوى كفاءتها وتنهار قدرتها
التنافسية حين تتقادم أرصدتها المعرفية، وتتوقف عملية التجديد المعرفي بها.
وضمن هده
المداخلة سوف نحاول إعطاء تحليلا للعلاقة بين إدارة المعرفة (km)
باعتبارها إحدى المناهج الإدارية الحديثة والتي أثبتت فعاليتها وبين مستلزمات
ومتطلبات بناء وتعزيز القدرة التنافسية للمنظمات.
إلى إي مدى
يمكن أن تساهم به إدارة المعرفة في امتلاك وتحسين الميزة التنافسية للمنظمات
باختلاف أنواعها؟
يكتسي البحث أهميته من خلال النقاط الأساسية التالية:
1) إن
موضوع إدارة المعرفة (km) يتسم بالحداثة، حيث يعتقد الباحث
إن هناك محدودية في شيوع ثقافة إدارة المعرفة خصوصا على صعيد المنظمات الجزائرية،
والمغاربية.
2)
وجود فجوة معرفية في تبني هذا المنهج الإداري الحديث، وتهيئة مستلزمات تطبيقه،
وحسن استغلاله من طرف المسيرين وذوي القرار في بلداننا المغاربية.
3) يعد
هذا الأسلوب الإداري المتطور النظرة المعاصرة لتحقيق، وتطوير الميزة التنافسية
للمنظمات بمختلف أنواعها.
الإطار المفاهيمي لإدارة المعرفة (km) :





