معضلات التنمية الخاصة بالعلم و
التكنولوجيا
إن العالم الاقتصادي الذي تحدث فيه التنمية
الاقتصادية, تسيطر عليه البلدان الصناعية المقدمة, و يجنح هذا العالم في مساعدة
الغني على حساب الفقير, و إضافة إلى ما تعانيه الدول المتخلفة من تأخر اقتصادي,
فإن الاقتصاديات المبنية على العلوم المتقدمة تجعل التقدم في هذه البلدان أكثر
صعوبة بل يكاد يكون متعذراً.
و لما كان أهم سمات
الحياة الاقتصادية الحديثة الدور الذي يلعبه فيها التغيير و التجديد نتيجة تطبيق
التكنولوجيا, فإن طموح الدول النامية لمواكبة هذه التغييرات التي تزداد اتقاناً و
تعقيداً مع النجاحات الباهرة للبحث العلمي, تؤكده مجهوداتها المستمرة و البحث
المتواصل عن أفضل الطرق و الوسائل فعالية لتجاوز الفجوة القائمة بينها و بين الدول
المتقدمة و سبيلها في ذلك هو السير في اتجاهات التقدم العلمي و التقني.
تعاني عملية التنمية
في البلدان الأقل نموا عدداً كبيراً من العوائق أو العقبات بسبب فقرها و تخلفها
الاقتصادي, سواء تلك العوائق المتعلقة بالتكنولوجيا محلية أو مستوردة, أو العوائق
المرتبطة بالبحث و التطوير, لكن العلم و التكنولوجيا وحدهما لا يقومان بمساهمة
بسيطة إذ لم تتوفر إرادة التقدم الاقتصادية و تهيئ الفرصة و التنظيم اللازمين
للإفادة منهما.
و الإشكالية المطروحة هي:
ما هي معضلات التنمية الخاصة بالعلم و التكنولوجيا, و ما هي
إستراتيجية الإبداع التكنولوجي؟
إن عملية انتقال المهارة التكنولوجية من
ثقافة لأخرى, و بصورة خاصة من بلد صناعي متطور إلى بلد أقل تطوراً, ما تزال حتى
الآن غير نشطة فعلا, فالتكنولوجيا جديدة بالنسبة لمجتمع مستقبل, في حين أنها
مألوفة في المجتمع الذي ينشرها, و قدرة المجتمع على تقبل التكنولوجيا الجديدة
تتوقف على قدرتها على تكييف هذه التكنولوجيا مع ظروفها الخاصة و قدرتها على تكييف
نفسها مع متطلبات تلك التكنولوجيا.