دور المعرفة في اكتساب المزايا التنافسية
للبلدان
العربية في العصر الرقمي
إذا كانت الإشكالية
الاقتصادية المبنية على مواجهة الندرة في الموارد قد احتلت الفكر والنشاط
الاقتصادي لأجيال عديدة عاشت و لازالت في اقتصاد وفرة الموارد النادرة تصبح الآن
بعض المجتمعات أمام اقتصاد وفرة المعلومات وليست وفرة الموارد النادرة ذلك أن
تأثير المعرفة عبر الابتكار يغدو حاسما على كامل النشاط الاقتصادي وتصبح المعرفة
الأصول الرئيسية لأي نمو اقتصادي أو اجتماعي، ومنه يتحول العالم من البحث و
التصادم من اجل مصادر الموارد النادرة إلى البحث و التصادم من اجل السيطرة على
اكبر قدر ممكن من مصادر المعرفة.
إن الميزة
التنافسية التي تستند اليوم على وفرات الحجم والانتشار
الواسع في الأسواق وخاصة العالمية منها، سوف تتراجع لتفسح المجال للميزات
التنافسية التي تستند أكثر من ذي قبل على السرعة والمرونة، حيث تصبح المؤسسات التي
لها قدرة عالية على تلبية الطلب في الوقت المناسب وبالشكل المطلوب هي المؤهلة على
احتلال موقع الرائد في الاقتصاد الرقمي،وعلى هذا فان البيروقراطية الإدارية
والهياكل القائمة بالقيادة والتحكم وعمليات صنع القرار يقصر عمرها باستمرار مع
زيادة الاعتماد على تقنيات ووسائل هذا الاقتصاد الزاحف.