آثار اقتصاد المعرفة على تنمية و تطوير المؤسسات المالية و المصرفية
يعيش عالمنا اليوم ثورة
معرفة يفوق أثرها على الاقتصاد العالمي أثر أكبر الثورات الصناعية التي عرفتها
البشرية خلال القرون الماضية، إذ انتقلت البشرية من عصر الاقتصاد المبني على
الإنتاج إلى عصر الاقتصاد المبني على المعرفة( كالإلكترونيات و الاتصالات و
البرمجيات) و التي أدت بدورها إلى ابتكارات جديدة جد متطورة. و انتقلنا من فكرة
البقاء للأقوى إلى فكرة البقاء للأسرع. و حلت المعرفة و تقنية المعلومات محل رأس
المال و وصلت البشرية إلى عملية الاستنساخ الحيوي الذي نتج بفعل تطوير صناعة
الهندسة الوراثية هذا من ناحية و من ناحية أخرى، الجانب البنكي و المالي و الذي هو
محل اهتمامنا، فقد عرف هو الآخر تطورات مذهلة خاصة في مجال تقديم الخدمات المصرفية
و هذا نتيجة استخدام الإنترنت و التي سهلت
و سرعت في عملية تقديم الخدمات . و يعتبر إنشاء الإنترنت دليلا رسميا على ثورة التقدم و المعرفة و
دليل ذلك؛ الاقتصاد غير الملموس الذي يعد المخرج الرئيسي لهذه الثورة.
ضف إلى ذالك أن
التطور السريع لتكنولوجيا نظم المعلومات (IS Technology)الذي يعتبر العامل الرئيس وراء تغير أنماط العمل في لمؤسسات
المالية و المصرفية، فالطلب المتزايد من قبل هذه المؤسسات و غيرها لنظم معلومات
تمتاز بالسرعة الفائقة و تعدد الوظائف، الشيء الذي دفع ببائعو التكنولوجيا لتصميم
أنواع عديدة من الحلول التقنية و التي تتوافق مع العديد من المتطلبات
العملية.فالانتشار الواسع لتكنولوجيا الإنترنت و لغات البرمجة الحديثة مثل لغة
الجيل الرابع(Fourth Generation
language) و تكنولوجيا التخزين و الأنظمة الخبيرة و
تكنولوجيا تبادل البيانات الإلكترونية (Electronic
Data interchange). جميع هذه المنتجات التكنولوجية الحديثة و غيرها
ساعدت على انتقال الطاقات المخزنة في الحواسيب المركزية في المؤسسات إلى الحواسيب
الشخصية لتصبح بذلك في متناول الأفراد.
و بالرغم من الفوائد
العديدة التي تقدمها هذه التطورات في مجال تكنولوجيا المعلومات، إلا أنها في نفس
الوقت تخلق تحديات و مخاطر كبيرة و متنوعة لهذه المؤسسات.
إذ نتج عن تطور تكنولوجيا المعلومات زيادة كبيرة
في حجم البيانات و المعلومات المتوفرة و ضاعف في سرعة معالجتها و مراقبتها، كما
أدى إلى الانتقال من ما نسميه بالعمل الورقي (أو العمل باستخدام الورق) إلى العمل
الإلكتروني. الأمر الذي قلل من إمكانية فصل المهام(Segregation of Duties) و زاد من تعقيد العمليات و ضبطها و الرقابة عليها .
ولعله من المناسب أن نبين في هذه الورقة البحثية محاور
العمل الرئيسية والتي تتمثل فيما يلي :
-
المحور الأول :. ماهية البنوك
الإلكترونية .
-
المحور الثاني: المخاطر المصاحبة و الناجمة عن العمل المصرفي
عبر الإنترنت .
-
المحور الثالث: آليات
تكيف الجهاز المصرفي الجزائري مع المتغيرات العالمية الجديدة