السرقة العلمية
و خطرها على الجامعة و الفرد و الدولة
تعتبر السرقة العلمية ظاهرة استفحلت في المدة الأخيرة
بشكل رهيب داخل الجامعة الجزائرية ( ربما لفقدان مصداقيتها في سوق العمل و فقدان
مصداقية الجامعة داخل الدولة ) فالفضائح مستمرة و متواصلة شوهت مصداقية الجامعة و
منتوجها و ألحقت أضرارا جسيمة بالعملية الإستثمارية في تنمية الموارد البشرية ،
سرقات علمية جعلت من الطلبة الأساتذة و حتى الدكاترة و الباحثين بشهادات كرتونية
لا قيمة لها ، منهم من تبوأ مناصب رفيعة في مختلف أجهزة الدولة ما جعل الجزائر
تغرق في آفة ضعف التسيير و غياب الكفاءة و منتوج موجه لسوق العمل يعاني إختلالات
بالجملة .
حتى أن الظاهرة لم تقتصر على المستوى المحلي بل امتد
ليشمل دتى دولا عربية و أجنبية تحت غطاء خيانة الأمانة العلمية و سرقة مجهود
الآخرين فضلا على أن هذه التصرفات لا تضر بمصداقية الجامعة داخليا فقط بل تتعداها
إلى دول الخارج التي في الغالب تصبح لا تعترف بشهادات هذه الدول ولا بمستواها
العلمي .
السرقات العلمية تحولت إلى آفة متجذرة في الجامعة
الجزائرة و امتدت أيضا إلى تلاميذ المدارس الذين باتوا ينسخون البحوث الجاهزة من
مقاهي الأنترنت و هذا بدوره ساهم في بلورة فكرة السرقة العلمية بلا جهد و بحث و
تحصيل علمي مكتسب حتى امتدت معهم لغاية المرحلة الجامعية و هو أساتذة و ذكاترة ،
وهو ما ساهم في أن يصبح المستوى العلمي في الحضيض حيث نجد كثيرون لا يستطيعون
ارتجال محاضرة ذات مستوى رفيع أو المشاركة المشرفة في مؤتمر علمي عربي كان أو غربي
إقليمي أو دولي ، فضلا على أن الجامعة هي المزود الرئيسي بالموارد البشرية لسوق
العمل بما يضمن استقرار المؤسسات و الهيئات النختلفة لمؤسسات الدولة .
نوجز أهم المشاكل في النقاط التالية :
·
ضعف الأرشفة في الجامعات خاصة الأرشفة
الوطنية و عدم ربط المكتبات
·
العدد الهائل لرسائل التخرج و الضعف العلمي
للجان المناقشة العلمية و قلتها جراء الكم الهائل و التستر للبعض الىخر منهم .
·
غياب لجان لمراقبة المذكرات و تمحيصها و
العمل على تكديسها داخل المكتبات
·
تدهور قيمة الشهادة الجامعية و سوء التحصيل
العلمي
·
سوء الإحتكاك بالواقع المعاش و عدم إداراك
للطالب ما حوله من مؤسسات ، مثلا يدرس عن الجهاز المصرفي لكن ميدانيا لا يعرف شيء
عن عمل هذه المؤسسات لان النظري يغلب على الإحتكاك بالواقع ،
·
سوق عمل مضطرب و آفة ضعف التسيير و غياب
الكفاءات جراء سوء التحصيل العلمي
·
خيانة الامانة العلمية و استغلال جهد الىخرين
·
تدهورسمعة الجامعة داخليا و خارجيا حتى تصبح
الشهادة غير معترف بها لا في سوق العمل الداخلي ولا على المستوى الخارجي
·
عدم وجود إجراءات ردعية لمثل هذه الممارسات
·
ضعف التكوين و التأطير و الملتقيات بين
الجامعات
·
سوء سياسة التوظيف لخريجي الجامعات ساهم في
تدهور و تشوه منتوج الجامعة و غياب مصداقية الجامعة و الشهادة الجامعية ساهم في
انتشار الظاهرة
·
الباب مفتوح لأي نقاط سقطت أو لم ندرجها أو
أبواب مزالت لم تفتح بعد تجاه هذا الموضوع ، أين نحن و كيف نسيير و إلى أين نريد
الوصول ؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
شركنا برايك ووجهة نظرك