-->
مسؤولية
الحفاظ على الوطن و الأجيال على من تقع
الأسرة
المجتمع و الدولة تدرج يجب التقيد به من اجل البناء
إذا أردت
الفلاح في الدنيا و الآخرة أحسن و أحسني تربية أولادك
أهمية الأمن تنطلق من الأسرة و على أساسها يتم إدراك مدى أهمية الأمن بمفهومه الواسع، وبيان هذه
الأهمية على مستوى الفرد والجماعة فعندما
تتكامل الجهود الفردية مع المطالب الجماعية تتكامل المنظومة الأمنية ويعيش المجتمع
في أمن وأمان بجانب بيان الآثار الإيجابية والسلبية لتحقق أو غياب الأمن، كيفية
بناء الأسرة المسلمة كأهم مؤسسة من المؤسسات التعليمية التربوية وذكر أهدافها
وركائزها التربوية كالتربية الإيمانية، والتدريب على العبادة، والتربية الخلقية
والجسمية والروحانية والعقلية والاجتماعية والعاطفية والجمالية والجنسية وانعكاس
كل ذلك إيجاباً على سلوك الشباب.
من هذا المنطلق سنتطرق كذلك للعوامل
والأسباب التي تؤدى إلى انحراف الشباب داخل الأسرة المسلمة بفعل سوء التربية
الأسرية وأثر ذلك سلباً على أمن الفرد والمجتمع و خاصة و أن الآفات تصب على الأمة
المسلمة من كل جانب في ظل غياب التوعية و الجهل بأبسط المفاهيم .
الأمن مسؤولية جزء منها يتحمله الفرد و جزء
منها تتحمله الجماعة ؛ فلكل دوره ولكل واجبه الذي يسأل عنه. وعندما تتكامل الجهود
الفردية مع المطالب الجماعية تتكامل المنظومة الأمينة ويعيش المجتمع في أمن واستقرار،
ومن ثم تتجه جهود أبنائه نحو التقدم والرفاهية و يواصلون المسير على النهج المتبع
أن الفرد أساس الانطلاق و المجتمع أساس البناء و التشييد في ظل الجماعة . إن نعمة
الأمن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على البشر ولن يشعر بها الإنسان إلا حين
يفقدها و يصبح يدافع عنها نفسه و ماله و أهله
" فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف (قريش: 1،
3) في هذه الآية المكية الكريمة يمتن الله على قريش ويذكرهم بنعمه عليهم ومن هذه
النعم نعمتا الإطعام من جوع، والأمن من الخوف. وقد اقترنت نعمة الأمن في القرآن
الكريم بالكثير من الأمور دليلاً على أنها من نعم الله الكبرى وآيته العظمى. وقد
تناغمت السنة النبوية المطهرة مع هذا النسق القرآني المعجز حيث قال رسول الله ) من بات معاف في بدنه، آمناً في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له
الدنيا بحذافيرها). رواه البخاري.
ولقد احتل مفهوم الأمن، والأمان مكاناً
بارزاً في الدراسات النفسية والتربوية لارتباطه الوثيق بالشعور بالصحة النفسية
والسلامة من الاضطرابات فهو دليل على حالة السواء، والرضا عن الحياة والاستمتاع
بها. وتكاد تجمع الدراسات النفسية في مجال الدوافع النفسية Psychological
Motivations
على أن دافع الأمن يقع في المرتبة التالية للدوافع والحاجات الأساسية وهى دوافع
حفظ الحياة كالأكل والشرب، والتنفس. وقد عبر عن ذلك ماكدوجال Mc
Dogal
، ومن بعده ماسلو Maslow في تنظيمه الهرمي للدوافع حيث
تأتى الدوافع الأولية والحاجات الأساسية في قاعدة الهرم فإذا تم إشباعها تطلع
الإنسان إلى تحقيق الأمن والطمأنينة أي يشعر الفرد بالراحة والانسجام مع من حوله
متحرراً من الخوف والقلق والصراعات
والآلام. فإذا فشل الفرد في
تحقيق دافع الأمن لم ينتقل إلى المستوى التالي من الدوافع حيث تقدير الذات ومن ثم
تحقيقها و هنا الأسرة و الدولة مسؤولة على بناء أجيال قادرة على الصمود و التشييد.
إن غياب إشباع دافع الأمن يشل حركة الفرد نحو التقدم وتحقيق الكمال الإنساني النسبي.
وعلى مستوى المجتمع يفشل المجتمع في تحقيق مراده من التقدم والتطور.
ومن هنا فإن دافع الأمن والحاجة إليه يؤثر
على جميع حاجات الإنسان الجسمية والنفسية والاجتماعية والروحية كما يتأثر هو بها ومن هنا أيضاً فإنه بدون الأمن والأمان تضعف النفس وتضطرب ومن
ثم يقع خلل في المجتمع ككل .