انضموا معنا

انضموا معنا
نفيــــــــــــد و نستفيـــــــــــد
E-currencies exchanger
E-currencies exchanger

lundi 9 mai 2011

السياسة الاقتصادية الكلية (نقدية ، مالية و تجارية

السياسة الاقتصادية الكلية
السياسة المالية ، السياسة النقدية ، السياسة التجارية
      مع التطورات المتسارعة لاقتصاديات الدول و ترابطها مع بعضها ، اتضح أن مفهوم الدولة الحارسة لم يعد كافيا لمسايرة معطيات و متطلبات هذا العصر ، و هذه الرؤية سادت منذ أن ساد العالم الكساد الكبير 1929 ، حيث برزت أفكار و نظريات الاقتصادي كينز ، و التي جاءت معاكسة لأصحاب النظرية الكلاسيكية التي كانت ترى أن دور الدولة يقتصر على الأمن ، الحماية ، العدالة و الدفاع و أن النشاط الاقتصادي لديه الآلية الذاتية لإعادة توازنه ، و بعد عجز اقتصاديات الدول على إعادة توازنها بطريقة آلية كما كان يرى الكلاسيكيون بدأت الشكوك تحوم حول مبادئهم ، فأوضح كينز بنظرياته كيف أن الدولة و تدخلها له دور فعال في اقتصادياتها ، و رسم لذلك السياسات الواجب إتباعها للخروج من الأزمة ، منها إقامة المشاريع العامة باعتبارها المضخة التي تنشط الدورة الاقتصادية ، تخفيض سعر الصرف لزيادة الطلب الخارجي على الصادرات و التقليل من الواردات ، و على ضوء ذلك ارتبط دور الدولة بالإحلال محل قوى السوق ، و انتشر أسلوب التخطيط المركزي و أصبح الاهتمام بالمالية العامة له حيز يشغله ، حيث تميزت هذه المرحلة بسيادة التخطيط المالي و الاقتصادي للدولة .
       و في ظل اقتصاد السوق و انفتاح اقتصاديات الدول على بعضها ، و تفاوت القدرات الاقتصادية فيما بينها توالت المشاكل فظهرت مشكلة البطالة ، التضخم ، المديونية ، العمالة ، أسعار الصرف ، و عادت مرة أخرى فكرة رفع الدولة يدها عن توجيه الاقتصاد و التحكم فيه ، و فتح المجال للقطاع الخاص وفق متطلبات العصر و مفهوم اقتصاد السوق ، و بدأت عمليات الخصخصة و سياسات تشجيع القطاع الخاص و دفع معدلات الاستثمار مع بقاء الأنشطة الرئيسية و الإستراتيجية في يد الدولة .
      و مما لا شك فيه أنه في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها العالم من انفتاح على بعضه البعض كحتمية لا مفر منها ، فإن على الدولة دورا هاما و أساسي في إدارة الاقتصاد الكلي على النحو الذي يكفل الاستقرار و التوازن الداخلي و الخارجي ، و ضمان استقرار الأسعار و التحكم في استقرار العملة ، و منع الاحتكارات ، و تهيئة الاقتصاد للمنافسة ، هذا بالإضافة إلى الوظائف التقليدية من أمن ، دفاع و لهذا يتطلب من الدولة التدخل المدروس في الحياة الاقتصادية ، بحيث لا يمنع تدخلها هذا قوى السوق من أن تعمل بطريقة صحيحة و في نفس الوقت يتسنى لها إدارة الاقتصاد بما يتلاءم مع أهدافها التنموية ، و من هنا تبرز أهمية السياسة الاقتصادية لأي بلد و التي يعبر عنها بمفهومها الواسع أنها عبارة عن مجمل السياسات المالية و النقدية و التجارية .
السيــــاســـة النقــــديــة

      السياسة النقدية تعد من أهم السياسات الاقتصادية التي تسعى لتحقيق الاستقرار و التوازن الاقتصادي العام ، و يقصد بها تنظيم كمية النقد المتداول و المتوفر في المجتمع ، فهي مسؤولية عن النقد ، الجهاز المصرفي و السياسة الائتمانية ، الديون و المركز النقدي للدولة ، يضطلع بهذه المهمة البنك المركزي هو المسئول عن تنفيذ و تحقيق أهداف السياسة النقدية من استقرار العملة و أسعار الصرف و التحكم في أسعار الفائدة التي بدورها تأثر في حجم الائتمان و حجم الاستثمارات و بالتالي النشاط الاقتصادي .
الهدف من السياسة النقدية تكييف المعروض النقدي من النشاط الاقتصادي ، أي التحكم في كمية النقود بما يتلاءم مع مستوى النشاط الاقتصادي ، بما يحقق عدم حدوث أزمات اقتصادية ، و ضمان استقرار الوضع الاقتصادي ( سياسة نقدية ، استقرار نقدي ، استقرار اقتصادي ، قوة العملة يحددها حجم الاقتصاد الذي بدوره يحدد قوة الدولة ) .
أدوات السياسة النقدية : يعتمد البنك المركزي في تنفيذ السياسة النقدية للتأثير في كمية النقود و حجم و نوع الائتمان المصرفي على مجموعة من الأدوات ، مباشرة و غير مباشرة .
أ – أدوات غير مباشرة : بدورها تضم نوعين :
* أدوات كمية : الهدف منها التأثير في حجم الائتمان ، و تضم ثلاث أدوات رئيسية : سياسة السوق المفتوحة ، أسعار الخصم ، الاحتياطي القانوني .
1- سياسة السوق المفتوحة : يدخل البنك المركزي للسوق المالية بائعا و مشتري للأوراق المالية مع جميع الإطراف الفاعلة في السوق ، فإذا كانت ترغب في زيادة السيولة تحت ظرف فيه الاقتصاد يعاني من حالة الركود فإن البنك المركزي يدخل كمشتري للأوراق المالية ، و تقليل السيولة يعتمد على دخوله


كبائع من أجل امتصاص قدر معين من الكتلة النقدية و التي ستنعكس على سعر الفائدة بارتفاعها من طرف البنوك التجارية.
إن شراء الأوراق المالية من البنوك و الوحدات الاقتصادية ينتج عنه زيادة في كمية النقود المتداولة و احتياطات البنوك و التي بدورها ستساعد البنوك على التوسع في الإقراض ، و هذا التدخل يحدث خصوصا عندما يعاني الاقتصاد نقصا في السيولة و نوعا من الركود .
و في حالة كبائع فغنه يستهدف امتصاص جزء من الكتلة النقدية ، فتأخذ احتياطات البنوك التجارية في النقصان و هذا يؤدي إلى نقص في العرض النقدي إلى إضعاف مقدرة البنوك على الإقراض ، و كذا ارتفاع تكلفة الإقراض ممثلة بارتفاع سعر الفائدة ، و عادة ما تنتهج هذه السياسة في حالة تضخم يصيب الإقتصاد .
2- سعر إعادة الخصم : يقصد به سعر الفائدة الذي يعيد به البنك المركزي خصم الأوراق التجارية التي سبق خصمها من طرف البنك التجاري ، و مضمون العملية هو أنه قد تحتاج المشروعات المختلفة إلى سيولة لتمويل احتياجاتها ، وهي بذلك تلجأ إلى البنوك التجارية من أجل الحصول عليها ، و تقدم مقابل ذلك أوراق تجارية ، ففي حالة نقص في السيولة تلجأ البنوك للبنك المركزي ، إما بالاقتراض المباشر أو بخصم ما بحوزته من أوراق تجارية مقابل عائد لصالح البنك المركزي و الذي تحمله البنوك التجارية لعملائها ، ففي حالة ما إذا رفع البنك المركزي هذا السعر فغن تكلفة الاقتراض سترتفع بدورها .
3- سياسة الاحتياطي : عادة ما يفرض البنك المركزي على البنوك الاحتفاظ بنسبة معينة من إجمالي ودائعها و التي تعرف بالاحتياطي القانوني ، فبعد أن كان هذا الاحتياطي كسياسة لحماية المودعين ، أصبح وسيلة مهمة يتم بواسطتها التحكم في مقدرة البنوك على منح الائتمان بتخفيض وزيادة الاحتياطي حسب الوضع الاقتصادي السائد .
ب- أدوات كيفية : تهدف للتأثير في حجم الائتمان و كذا النشاط الاقتصادي .
1- تأطير القروض : و ذلك بتحديد سقف معين لحجم القروض التي يمكن منحها للزبائن و المؤسسات ، و هذا يساهم في الحد من قدرتها على خلق الائتمان .
2- التنظيم الانتقائي للقروض : تكون في شكل سقوف مخصصة لأهداف معينة ، حيث هذه القروض موجهة نحو مجالات محددة و معينة و التي يراد النهوض بها داخل الإقتصاد ، و ذلك بالإشادة بقطاع معين و اتخاذ إجراءات التوسع في منح القروض لهذه الأنشطة ، أو منع التوسع في الائتمان عن قطاعات أخرى .
3- فرض أسعار تفاضلية لسعر الخصم : حيث يقوم البنك المركزي برفع سعر إعادة الخصم أو خفضه ، فقد يكون رفع سعر إعادة الخصم لصناعة معينة يهدف للحد من ذلك النوع من الصناعات ، و العكس صحيح من أجل تشجيع بعض القطاعات .
4- تغيير شروط الاحتياطي القانوني : فقد يلجأ البنك المركزي إلى تغيير نعدل و نسبة الاحتياطي القانوني ، حيث يسمح باللجوء لهذا الاحتياطي لمنح القروض للقطاعات التي يراد النهوض بها في حدود تكون محددة مسبقا .
5- قيام البنك ببعض العمليات المصرفية : يدخل كمنافس للبنوك التجارية فمثلا في حالة عجز البنوك عن منح القروض لبعض الأنشطة و القطاعات الأساسية في الإقتصاد بمنح القروض إلى الراغبين فيها ، خاصة القطاعات ذات الوزن في الإقتصاد .
ب- أدوات مباشرة : في حالة عدم تحقيق الأهداف باستخدام الوسائل الكمية و الكيفية ، أو في حالة الرغبة في زيادة فعاليتها ، يتبع البنك المركزي سياسة النصح و الإرشاد و تقديم المشورة إلى البنوك في مجال السياسة الائتمانية عن طريق الإقناع الأدبي أو الأوامر و التعليمات المباشرة التي تكون ملزمة للبنوك .
1- الإقناع الأدبي : فإذا لاحظ البنك المركزي أن التوسع في حجم الائتمان من طرف البنوك التجارية ، ينعكس سلبا على المصلحة العامة ، فعندئذ يطلب من البنوك تخفيض حجم الائتمان ، دون اللجوء إلى الأساليب الأخرى .



2- الإعلام : وضع الحقائق و الأرقام عن حالة الإقتصاد الوطني أمام الرأي العام و الجهاز المصرفي ، كتفسير للأسباب التي جعلتها تتبنى سياسة معينة لتوجيه الائتمان ، الأمر الذي يجعل البنوك التجارية في موقف لا يمكنها معه تجاهل أرائه بل الأخذ بها .
* تساهم السياسة النقدية في إصلاح تخفيض العجز في ميزا المدفوعات عن طريق رفع سعر إعادة الخصم من طرف البنك المركزي ، الذي بدوره يؤدي لرفع سعر الفائدة من طرف البنوك التجارية ، التي ستحد من الإقبال على الائتمان و التي ستحد بدورها و تخفض مستوى الاستثمار و الواردات ، و من ناحية أخرى يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى إقبال المتعاملين على إيداع أموالهم بالبنوك و بالتالي دخول المزيد من رؤوس الأموال إلى الدولة مما يساعد على تقليل العجز في ميزان المدفوعات .
* تهدف السياسة النقدية لمعالجة التقلبات الدورية التي يتعرض لها الإقتصاد القومي من تضخم و انكماش و التخفيف من حدتها حتى لا يتأثر الإقتصاد الوطني لهزات عنيفة تنعكس سلبا على مستوى التوازن الاقتصادي العام .
* تسعى السياسة النقدية عادة إلى التحكم في كمية النقود و الائتمان ، و ضمان الاستقرار في الأسعار و النمو الاقتصادي ، و يعتبر هدف تحقيق الاستقرار هو الهدف الأكبر أمية ، خاصة في البلدان المتخلفة التي تعاني من تضخم بصورة أكثر حدة من حدة الدول المتقدمة كون هذه الأخيرة أكثر تبعية ( أن التضخم يؤدي في بعض الأحيان إلى انهيار العملة ، و هنا تظهر أهمية السياسة النقدية من أجل ضمان معدلات مقبولة للتضخم ).
* السياسة النقدية كسياسة إستراتيجية في توجيه الإقتصاد ، تحكمها في وسائل الائتمان و حجمه ، سعر الفائدة ، و بالتالي تحكمها في حجم الاستثمارات .
السياسة النقدية تهدف لتحقيق عدة أمور توازن ميزان المدفوعات ، استقرار العملة ، نمو و استقرار الإقتصاد الكلي ، التحكم في مؤشراته من استثمار ادخار ، كما أنها تدخل في الأوضاع الاقتصادية كالتضخم و الركود و نتائجها السلبية على الإقتصاد و مؤشراته .

السياسة المالية

    كانت الدولة تعرف بالدولة الحارسة كما شبهها آدم سميث " رجل الحراسة الليلي " و اقتصاد أي بلد كان يخضع لمفهوم " اليد الخفية في تحقيق التوازن " و تحت هذه المفاهيم كان دور السياسة المالية محدود و ضعيف ، كما أشاد على ذلك أيضا " ساي" الذي كان من دعاة عدم تدخل الدولة و هو ما يترجم بقانون ساي " العرض يخلق الطلب عليه " ، بمعنى أن الأنظمة الاقتصادية تتجه تلقائيا إلى التوازن ، فأي زيادة في الإنتاج تخلق زيادة معادلة لها في الدخل النقدي ، و لما كانت النقود في تفكيرهم وسيط للتبادل ليس إلا ، أي ليس هناك سبب للاحتفاظ بها فأي زيادة في الدخول النقدية سوف تتحول إلى زيادة معادلة في الإنفاق ، فحسب هذه الرؤية فإن القطاع الخاص في ظل الحرية الاقتصادية يسعى لتحقيق حاجاته و رغباته و تعظيم ثروته ، و بالتالي الاستمرار في الإنتاج ، حيث تصبح في هذه الحالة كافة الموارد الاقتصادية في حالة توظيف كامل ، ثم ظهرت نظرية الطلب الكلي الفعال لصاحبها كينز الذي كان من الداعين لتدخل الدولة من أجل المحافظة على نوع من الاستقرار الاقتصادي ، يرى ضرورة تدخل الدولة باستخدام السياسة المالية بشقيها الإنفاق و الضرائب ، و برر ذلك بأن الإقتصاد لا يتصف بالتصحيح الذاتي لأنه أصلا قائم على متغيرات كثيرة و يصعب التحكم فيها ، و على ضوء ذلك أنتقل التوجه من السياسة المالية المحايدة إلى السياسة المالية المتدخلة ، و أصبحت الدولة مسؤولة عن تحقيق التوازن الاقتصادي بالتحكم في معدلات الضرائب و الإنفاق الحكومي و القروض العامة .
تهدف السياسة المالية :
-         تصحيح مسار عملية التنمية الاقتصادية أو الاجتماعية
-         التأثير في حركة الإقتصاد الوطني حسب الوضع السائد تضخم أو انكماش .
-         التحكم في معدلات و مؤشرات الإقتصاد الكلي كالاستثمار النمو و التوازن .



1-             الضرائب : تعتبر من أهم موارد الدولة باختلاف أنواعها من ضرائب على أرباح الشركات IBS ، ضرائب مباشرة و غير مباشرة ، الرسوم بكل أنوعها ، فرض مثل هذه الضرائب أو الرسوم يكون لتحقيق هدف معين يخدم السياسة الاقتصادية للدولة ، سواء المساهمة في الإنفاق العام الذي يعود على أفراد المجتمع بالنفع ، أو من أجل حماية صناعة وطنية ، أو إعادة توزيع الدخل القومي الحقيقي أو التأثير في حجم وارداتها من السلع المستوردة ، كما تدخل في ترشيد النمط الاستهلاكي بالتوسع أو الحد منه عن طريق رفع أو خفض مقدار الضرائب ، كما تستخدم في الحالات التي يعاني منها الإقتصاد بعض الإختلالات و المشاكل كالتضخم و الانكماش .
ففي حالة الكساد فإن الدولة تتوسع في الإنفاق العام و تقلل من الضرائب لتشجيع الاستثمار و الاستهلاك، و في حالة التضخم يتم تقليل الإنفاق و التوسع في الضرائب، فالضرائب تأثيرها يكون مباشرة على حجم الاستهلاك و الاستثمار.
2-             الإنفاق الحكومي : بالتأثير في حجمه و كيفية توزيعه على النشاطات المختلفة داخل الدولة ، فقد يكون الغرض منه تنشيط الإقتصاد فتقوم الدول في توسيع الإنفاق سواء اجتماعية لتشجيع الاستهلاك و تحفيز الإنتاج نتيجة الطلب المتزايد ، أو من خلال النشاطات الاقتصادية من أجل التوسع في الاستثمارات لتقليل حجم البطالة و دفع النمو و الاستهلاك ..
3-             الدين العام : حجم الدين و نموه و كيفية الحصول عليه تعتبر مهمة من ناحية السياسة المالية للحكومة ، فهي تؤثر على الوضع الاقتصادي العام في الدولة ، فالقروض و نسب المديونية و خدمة الدين تعتبر تآكل لموارد الدولة ، كما أنها تعطي صورة سيئة عن الوضعية الاقتصادية ، اقتصاد مديونية ، كما أن وجود فائض فإن حجمه و مقدار نموه و كيفية استغلاله لها تأثير على الأنشطة الاقتصادية في الدولة ، فمثلا قد تقترض الحكومة في فترة التضخم ببيعها سندات حكومية للجمهور هذه الخطوة من شانها أن تحد من الكتلة النقدية و تمتصها و تنخفض معها معدلات الاستهلاك و الاستثمار .
وهدف السياسة المالية ضمان توازن العرض مع الطلب إذا ارتفع الطلب أو الإنفاق الاستهلاكي و الاستثماري عن العرض فإنه ينتج عن ذلك ما يعرف بالتضخم الذي ينتج عنه ارتفاع الأسعار.
و الانكماش هو يصيب كلا الجانبين نقص في العرض و ننقض في الطلب أو إحدى الجانبين ، و هنا تأتي السياسة المالية لحفظ التوازن و الاستقرار في الإقتصاد .

السياسة التجارية

هي الأخرى لها دورها و فعاليتها ضمن السياسة الاقتصادية الكلية ، لها عدة أدوات تستعملها الدولة منها الرقابة على الصرف ، الرسوم الجمركية ، اتفاقيات التجارة الثنائية ، نظام الحصص و تقييد الكميات ، تراخيص الاستيراد ، مناطق تجارية حرة ، إشاعة استعمال الاعتماد ألمستندي ، إن كل آلية و أداة من هذه الأدوات لها نتائج على الإقتصاد و تعزز من استقراره و عدم حدوث إختلالات به .
فمثلا الرسوم الجمركية يمكن رفع معدلها بما يحقق حماية الصناعة المحلية ، التي تفتقر للجودة و قوة المنافسة أمام المنتج الأجنبي الذي قطع أشواطا في هذا المجال ، فالدولة في هذا الجانب تنتهج سياسة حمائية لصناعاتها من أجل تطوير ذاتها كذلك قد تستعمل التعريفة الجمركية من اجل ترشيد الاستهلاك المحلي خاصة المنتجات الكمالية و غير الضرورية فيتم رفع معدلها .
و أيضا اعتماد معايير علمية فيما يخص احتياجات السوق المحلي و عدم تجاوز الحدود وفوق الاحتياجات الضرورية حتى لا تقع الدولة في مشكلة الإغراق ، و خاصة في اتفاقيات  OMCو التحرر الذي يشهده العالم ، فقد تلجأ الدولة لسياسة تقييد الكمية المستوردة أو فرض شروط على السلع المستوردة و هذا غالبا موجود في الدول الغربية ذات التكنولوجيا المتقدمة .





وعلى العموم تفرضها الدولة لتحقيق عدة أهداف نوجزها في  تخفيض الاستيراد من سلع معينة ، أو زيادة حصيلة موارد الموازنة العامة ، أو للتأثير في حجم الواردات.

سياسة سعر الصرف لا تقل أهمية، فجل الدول تسعى للمحافظة على قوة عملاتها و بين الحين و
الآخر يدخل معدل الصرف في تقوية و تدعيم السياسة التجارية فمثلا إذا رغبت الدولة في تنمية صادراتها فإنها تلجأ إلى تخفيض قيمة العملة من أجل زيادة الطلب على سلعها و تقليل حجم الواردات لان تكلفتها سترتفع ، و أيضا من أجل تحفيز الجهاز الإنتاجي المحلي في ظل الظروف المواتية التي يرافقها ازدياد على الطلب المحلي مع ضرورة وجود جهاز إنتاجي مرن يستوعب حجم الطلب المتزايد ، فنجد سعر الصرف الحر غالبا ما يعمل به في السوق
السوداء و في الدول النامية التي تتبع سعر صرف رسمي مبالغ فيه ، أما سعر الصرف المرن فهو يتحدد حسب العرض والطلب مع تدخل الدولة أحيانا عند
الحاجة للدفاع عن هذا السعر ، تدخلا غير مباشر ، إما برفع معدل الفائدة على
الودائع من تلك العملة فيزيد الطلب عليها فتزيد قيمتها ، أو العكس في حال
الرغبة في تخفيض قيمة العملة ، وربما تستعمل الدولة طريقة أخرى هي الدفاع عن
العملة بصرفها بالعملات الأجنبية . فعندما تريد رفع قيمتها تشتري تلك العملة من
السوق وتدفع بدلها عملة أجنبية ، مما يؤدي إلى رفع قيمة العملة المحلية لزيادة
الطلب عليها ، وفي حال الرغبة في تخفيضها تبيعها في السوق وتشتري بدلها عملة
أجنبية فتنخفض قيمتها ، وهذا النوع هو المعمول به في الدول المتقدمة ، سعر
الصرف المثبت فيعني ربط عملة الدولة بعملة دولية قوية ، أو بسلة عملات ، أو
بوحدة حقوق السحب الخاصة التي يصدرها صندوق النقد الدولي . وهذا النوع يعمل به
في الدول النامية ؛ لعدم قدرتها على العمل بسعر الصرف المرن بسبب قلة حصيلتها
من العملات الصعبة ، التي يمكن أن تدافع بها عن عملتها ، أو عدم جدوى استعمال
معدل الفائدة.

فهذه الأدوات و غيرها كثير مثل استحداث مناطق تجارة حرة ، و تحويل الديون للاستثمارات و السياسات المختلفة لجلب الاستثمارات ، و شيوع استعمال الاعتماد ألمستندي ، كلها سياسات يجب على الدولة أن تأخذها بعين الاعتبار و على أسس علمية يجب أن توضع ، كونها تدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في ضمان الاستقرار الاقتصادي الداخلي و الخارجي و أول الأمور المعنية بهذا التأثر قيمة العملة ، ميزان المدفوعات مدى مساهمة التجارة في الناتج الداخلي الخام ، نسبتها من موارد الدولة الإجمالية ، معدلات الاستثمار ، نسبة النمو الاقتصادي ، معدلات التضخم ، توفير جو اقتصادي دون التأثر بالتقلبات الاقتصادية الخارجية ، و هذا كله و إن دل فهو يدل على شيء واحد أن السياسة التجارية لها دور فعال في بناء الإقتصاد و يجب توظيف وسائلها و تطويرها كلما أمكن ذلك لتحقيق الأهداف المرجوة منها .

إن السياسة الاقتصادية بوسائلها الثلاث سياسة نقدية ، سياسة مالية ، و تجارية في ظل اقتصاد السوق و انهيار مفهوم الدولة الحارسة ، و كذا قانون " اليد الخفية في تحقيق التوازن " جعل من تدخل الدولة من الأولويات في الحياة الاقتصادية من أجل الحفاظ على المؤثرات الاقتصادية المتعددة سواء كانت خارجية أو داخلية ، إن تعدد هذه المؤشرات يتطلب وجود سياسة اقتصادية قوية مدروسة مبنية على معطيات علمية اقتصادية من أجل ضمان التوازن للاقتصاد ككل .






أنتاج ، استثمار ، تضخم ، بطالة ، صادرات واردات ، سعر الصرف ، أجور ، ميزان المدفوعات ، ميزات تجاري ، أسعار فائدة ، كتلة نقدية ، عمالة ، كساد ، احتياطات ، نمو اقتصادي ، كل هذه المؤشرات لا توحي إلا بشيء واحد أنه يجب أن تتضافر جملة من السياسات ممثلة بالسياسة الاقتصادية الكلية من اجل ضمان اتزانها و تحقيق معدلات إيجابية بها ( الهدف الأساسي للسياسة الاقتصادية ضمان معدل بطالة 5 بالمائة و تضخم مقبول بين 2 بالمائة و 3 بالمائة ) .

نأخذ كمثالين دراستين في مجال السياسة الاقتصادية الكلية :

1- منحنى فيليبس : عندما تلجأ الحكومة إلى تخفيض نفقاتها بهدف الحد من مستوى الإنفاق و من ثم حجم الطلب الكلي في فترات التضخم هذا الإجراء ينجم عنه بطالة في الأيدي العاملة ، و كذلك في حالة الركود فإن الحكومة تتوسع في نفقاتها و بالتالي زيادة المستوى العام للأسعار و هنا تكون الحكومة في وضع يجب فيه المفاضلة بين البطالة و التضخم و هذا ما يوضحه منحنى فيليبس .
                                                                                                 مستوى التضخم
                                                                                                             





                                                              مستوى البطالة

                                                                              

2- منحنى سوان : الذي يوضح الأوضاع المختلفة للاقتصاد أي بلد بدلالة سعر الصرف و الإنفاق الإجمالي


                                                                                                           سعر الصرف



                                                   E                 فائض خارجي            y
                                                                     و تضخم داخلي   




                                                عجــز خارجي                  فائض خـــارجي
                                               وتضخم داخلي                   وركــود داخــلي



                                                               عجـــز خــــارجي
                                            ‘y                 وركــود داخـــلي
                                                                                                          E’

                      الإنفاق الإجمالي
                                                                  A’                                  A
EE’  أي نقطة تمثل توازن خارجي ( أي نقطة إلى اليمين تمثل عجز و إلى اليسار فائض )
YY’ أي نقطة تمثل توازن داخلي ( أي نقطة على اليمين تمثل تضخم أي نقطة على اليسار تمثل بطالة و ركود ) .

17 commentaires:

  1. الردوووود المشجعة عربون الصداقة التواصل

    RépondreSupprimer
  2. مووضوع ممتاز جدا شكرا لكم

    RépondreSupprimer
  3. نحتاج السياسة الاقتصادية الكلية والاقتصاد الوطني

    RépondreSupprimer
  4. شكرا على المرور الطيب و لكل من مر من هنا أعرفه أو لا اعرفه أتمنى لي وله التوفيق في حياته ، و أنا أسف لو تاخرت في الرد على كل من مرة من هنا لظروف خاصة و الغائب عذره معه ـ احترام و تقدير متبادل متبادل نفيد و نستفيد من بعضنا ، 1.2.3 ................... ، مواضيع متجددة بإستمرار دائم لنرتقي إلى الأحسن دوما .
    من يملك أي بحوث دراسات خاصة ملتقيات محاضرات برامج يرجى تزويدنا بها لنعرضها و نستفيد بها و كما قلت نفيد و نستفيد من بعضنا .
    لا إله إلا الله محمد رسول الله .

    RépondreSupprimer
  5. شكرا على المرور الطيب و لكل من مر من هنا أعرفه أو لا اعرفه أتمنى لي وله التوفيق في حياته ، و أنا أسف لو تاخرت في الرد على كل من مرة من هنا لظروف خاصة و الغائب عذره معه ـ احترام و تقدير متبادل متبادل نفيد و نستفيد من بعضنا ، 1.2.3 ................... ، مواضيع متجددة بإستمرار دائم لنرتقي إلى الأحسن دوما .
    من يملك أي بحوث دراسات خاصة ملتقيات محاضرات برامج يرجى تزويدنا بها لنعرضها و نستفيد بها و كما قلت نفيد و نستفيد من بعضنا .
    لا إله إلا الله محمد رسول الله .

    RépondreSupprimer
  6. شكرا على المرو الطيب و الجميل و اعدكم بتقديم كل ماهو جديد و مميز هدفنا التميز و شعارنا نفيد ونستفيد من بعضنا ، اتمني أن لا تكون هده زيارتكم الاخيرة فردودكم و تشجيعاتكم تحفزنا على العمل و تقديم المزيد ، و اعدكم بجملة من المواضيع التي يعمل حاليا فريقنا على تنفيحها و تمحيصها و تعديلها حتي تكون بسيطة و مفهومة و نافعة للجميع و تساير متطلبات و مستجدات الحاضر في قضايااه المعاصرة اعدكم بالتميز فلا تبخلوا علينا بردودكم المشجعة

    RépondreSupprimer
  7. شكرا جزيلا على هذه المعلومات الرائعة جد مفيدة

    RépondreSupprimer
  8. شكرا على مرورك الطيب اتمني لك التوفيق

    RépondreSupprimer

شركنا برايك ووجهة نظرك