انضموا معنا

انضموا معنا
نفيــــــــــــد و نستفيـــــــــــد
E-currencies exchanger
E-currencies exchanger

lundi 9 mai 2011

الغاز الطبيعي " منظمة الدول المصدرة للغاز


الغاز الطبيعي " منظمة الدول المصدرة للغاز
 يشهـــد العالم موجة تصاعدية و طلبا متزايدا على مصادر الطاقة خاصة في ظل التطور الصناعي الحاصل ، و الغاز الطبيعي يعتبر من مصادر الطاقة الأساسية التي تعتمد عليها الدول خاصة الدول الغربية المتطورة ، فهو يسهم بنسبة 23,5 % من إجمال حجم الاستهلاك العالمي للطاقة ، و يستهلك القطاع الصناعي 44 % من إجمالي حجم استهلاك قطاع الغاز الطبيعي على مستوى العالم ، و الأكيد أن هذه المادة ستشهد طلبا متزايدا في السنوات القادمة بحكم معطيات الحاضر و التدهور البيئي الذي يشهده العالم ، و الذي بدوره و لد مفهوم جديد لدى الدول و هو البحث عن بدائل للطاقة أقل تلويثا و إضرار بالبيئة و خاصة النفط _ الذي تعتبر نسبة استهلاكه المتزايدة عالميا من الأسباب الرئيسية للتدهور البيئي _  و كذا موجة ارتفاع أسعار النفط التي يشهدها العالم  في ظل الأزمات التي تعاني منها الكثير من الدول ذات المكانة الهامة في السوق النفطية ، كلها مؤشرات تنبأ بأن الغاز سيتصدر مصادر الطاقة على المدى الطويل لامتلاكه جملة من الخصائص و المميزات ، فهو مصدر أنظف و أقل إضرار بالبيئة ، أكثر وفرة و غزارة من النفط أكثر سهولة في النقل و كذا أرخص سعرا عالميا .
     في ظـل هذه المعطيات و الاهتمام المتزايد بالغاز الطبيعي برزت للوجود فكرة إنشاء منظمة الدول المصدرة للغاز على غرار أوبك للنفط و بين مؤيد و معارض استقرت الرؤى .

     فما هي حقيقة هذه المنظمة و تداعيات إنشائها ؟ و ما هي نتائج إنشائها على الدول المصدرة و المستهلكة للغاز الطبيعي ؟ ما هي أهم العقبات التي تقف في تكوين هذا التكتل ؟ 

       في ظـل الاستهلاك المتزايد للطاقة عالميا ، وجدت الدول الرئيسية المصدرة للغاز أن مصلحتها تستوجب التشاور و تبادل المعلومات فيما بينها حول صناعة الغاز ، خاصة مع إدراك الأهمية الإستراتيجية لهذه المادة الحيوية ، و التأكد من أنها ستتربع على مصادر الطاقة في الأمد الطويل ، و قد كللت هذه الرؤية في طهران 2001 بتأسيس منتدى خاص بالدول المصدرة للغاز عرف بمنتدى الدول المصدرة للغاز بدأت بكل من روسيا قطر و إيران و تم عقد مؤتمرات خاصة بهذا المنتدى بداية بمؤتمر بإيران 2001 ، ثم بالجزائر 2002 و فيه ظهر اتجاه تحويل المنتدى إلى منظمة دولية مماثلة لمنظمة أوبك بحيث يكون بمقدورها التأثير على أسواق الغاز و أسعاره ، 2006 دعا رئيس لجنة الطاقة في البرلمان الروسي على تكوين منظمة دولية للغاز على غرار أوبك للنفط لحماية مصالح منتجي و مصدري الغاز ، و خلصت هذه الجهود بإنشاء منظمة جديدة و ذات طابع رسمي لمراقبة سوق الغاز تضم 14 دولة و هي : روسيا ، الجزائر ، قطر ، فنزويلا ، إيران ، نيجيريا ، مصر ، اندونيسيا ، ليبيا ، ماليزيا ، بوليفيا بروناي ترينداد توبا جو الإمارات .
     مع تنــامي التطورات وتغير الظروف ازدادت مخاوف الدول الأوربية و الو م أ خاصة و هي تزداد تبعية لمصادر الطاقة المختلفة و حاجتها لهذه المصادر تزداد يوما بعد يوم ، خاصة الغاز أو الطاقة النظيفة التي ازدادت نسبة الطلب عليه كما يحدث مع الصين الآن ، و مثلما عمدت و تسعى الدول الغربية لتشويه منظمة أوبك سابقا ووصفها بأنها منظمة احتكارية تسعى للسيطرة على مصادر الطاقة و التحكم في الأسعار و تحميل المسؤولية و إلقاء اللوم على الدول المصدرة و تحميلهم المسؤولية في عدم استقرار الاقتصاد العالمي و كأن القضية تتطلب التضحية بموارد الدول المصدرة للغاز و النفط – التي هي غالبا من الدول الفقيرة – بجعل الدول الصناعية المستوردة التي هي غالبا من الدول الغنية – تنعم برخاء و استقرار الاقتصاد العالمي – أي مسؤولية الحفاظ على الاقتصاد العالمي مسؤولية الدول الفقيرة و أي خطر قد يهدد استقرار العالم لا بد أن تضحي الدول الفقيرة من أجله  ( فلماذا لا تقوم هذه الدول بتخفيض قيمة عملاتها مثلا ؟ )  ، فكذلك هي اليوم تعارض إنشاء تكتل مشابه لتكتل الدول المنتجة للنفط و المتمثل في منظمة الدول المصدرة للغاز ، خاصة بعد إثبات فعالية و قوة أوبك في العديد من المناسبات و الوزن و الدور الذي  تلعبه حاليا في التأثير في السياسة العالمية و الاقتصاد العالمي فهذه ستزيد من هذا الثقل و الوزن على الساحة الدولية  و هو جوهر التخوف من إنشاء تكتل مشابه مختص بالغاز الطبيعي .     

   و للوقوف على مصادر الخوف الحقيقية ، و القوة التي تتمتع بها الدول المنتجة للغاز نذكر النقاط التالية :

1 - كل من إيران روسيا و قطر تتربع على نحو 60 % من احتياطي العالم من الغاز .
2 - روسيا تملك أكثر من ¼ من الإنتاج العالمي من الغاز، كما أنها تتربع على أكبر شبكة خطوط توزيع الغاز في أوربا و آسيا، فشركة " غاز بروم " الروسية تملك لوحدها 60 % من خطوط أنابيب نقل الغاز في العالم .
3 - قطر أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم.
4 - المنتجين يرون أن المفاوضات الحالية تتم بشكل منفصل دون وجود إطار أو مظلة تجمع المصدرين لحماية مصالحهم، ما يضعهم تحت رحمة احتكار المستوردين.
5 - سترتفع حصة صادرات الغاز المسال في سوق الغاز الطبيعي العالمية التي تسيطر عليها خمس دول روسيا قطر الجزائر أند ونسيا و ماليزيا  و هو ما يشكل خطر في حال توحيد السياسات لهذه الدول ، استغلال هذا المورد الناضب كونه يعاني من تدني في الأسعار و أيضا مساهمته في التأثير السلبي على أسعار النفط بيع الغاز الطبيعي بأسعار رخيصة و التوسع في إنتاجه من الناحية العملية يعتبر تدمير للقيمة الاقتصادية للنفط ( تخفيض نسبة الطلب على النفط ) خاصة في ظل الظروف البيئية التي يمر بها العالم و التوجه نحو البحث عن بدائل للطاقة أقل تلويثا و يعتبر الغاز من أهم البدائل ، وهذا ما نلمسه في زيادة الطلب الصيني على هذه المادة ، بتعبير آخر إنشاء هذه المنظمة نقطة ضغط أخرى في يد الدول المنتجة للنفط ، فتقليل حجم الإنتاج عن طريق الحصص و كذا إقرار سعر عالمي موحد للغاز الطبيعي لا كما يحدث في العقود الثنائية السائدة حاليا من شأنه أن يرفع أسعار النفط في حالة تبني سياسة واحدة للدول المنتجة و المصدرة للغاز في ظل تبعية الو م أ و الإتحاد الأوربي للطاقة .
6 - كما أن إنشاء هذا التكتل من شأنه تعزيز التحاور و التشاور و توحيد سياسات العمل في هذا السوق ، كأن يتم وضع شروط على الدول المستهلكة الصناعية تتمثل في المساهمة  بدفع تكاليف الأنابيب و تكاليف البحث و التنقيب و الاستخراج لا العكس كما يحدث الآن ، حيث تدفع الدول مبالغ هائلة للشركات الأجنبية القادمة من الدول الصناعية لتقوم بمهام تخدم مصالح بلادها بالإضافة إلى أنها تجني أرباحا تدفعها الدول المنتجة ، و كما أن الدول المستوردة تفكر كيف تحصل على الغاز بأقل الأسعار فإنه من حق الدول المصدرة أن تفكر كيف تبيع الغاز بأعلى الأسعار .
7 - آلية لإقامة المشاريع و البرامج الاستثمارية المشتركة في هذا المجال مع بعضها و تبادل الخبرات و التكنولوجيا ، كما أنها آلية تضمن عدم تدخل المؤسسات الكبرى في السياسة المنتهجة لهذه الدول ، و العمل على توحيد و تنظيم السياسات و الخطط ، من أجل حماية مصالحها و ضمان السعر العادل .
8 - سعر الغاز عالميا يعتبر منخفضا يتميز بعقود طويلة الأجل تتراوح بين 15 و 25 سنة صفقاته تتم بعقود ثنائية في الغالب عن طريق التفاوض و ليس عن طريق سعر محدد مسبقا ، فهذه الظروف تمكن المستهلكين من إملاء الأسعار على الموردين ، لكن في حال إنشاء المنظمة فإن الاهتمام سيكون منصب على تطوير الغاز المسال من أجل إنشاء سوق خاصة بالغاز يتم فيه وضع تسعيرة واحدة و هي بداية لزوال الاتفاقيات الثنائية و التوجه نحو تطوير صناعات الغاز المسال .

      وأهم العقبات التي تقف في وجه هذا التكتل :

1 - بالنسبة لروسيا فإن 20% من إيرادات الميزانية مصدرها نشاطات شركة " غاز بروم " وترى أن إنشاء هذه المنظمة سيؤثر عليها سلبا خاصة و أن البحث عن بدائل للطاقة متواصل و تقليل الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للطاقة بطبيعة الحال يعني زيادة نسبة الطلب على الغاز و على هذا الأساس كانت روسيا تتحفظ على إنشاء هذه المنظمة و بما أن روسيا أول ممون لأوربا بالغاز تليها الجزائر  فإن انضمامها لهذا التكتل يجبرها على تخفيض صادراتها من الغاز تجاه الإتحاد الأوربي مثلما هو الحال مع منظمة أوبك للنفط و هي أول مشكلة و معيق يقف في وجه إنشاء هذا التكتل و هو خسارة روسيا للمكانة التي تتمتع بها و يضاف لهذا كله إقرار إيران بأنها تريد استخدام هذه الأداة لأغراض سياسية و ساندتها فنزويلا في ذلك ، إلا أن روسيا و بحكم إيراداتها التي تجنيها من عملية تصدير الغاز الطبيعي رأت أن المنظمة على هذا الشكل سيؤثر سلا عليها خاصة و أن البحث عن بدائل للطاقة متواصل و تقليل الاعتماد على النفط كمصدر وحيد لها بطبيعة الحال يعني نسبة الطلب على الغاز و على هذا الأساس رفضت روسيا الفكرة .
2 - سبب آخر يقف عقبة في وجه هذا التكتل و هي القوانين التي تتحكم بسوق الغاز ، فهذا السوق يعتمد على عقود آجلة تتراوح بين 15 و 25 سنة تتيح للدول المستهلكة الحصول على الغاز من خلال أسعار ثابتة ، و بالتالي فإن الأسعار لا تتمتع بالمرونة التي تتمتع بها منظمة أوبك للبترول ، و الفكرة مرهونة بتطوير صناعة الغاز المسال لتحقيق الأهداف المنشودة منها التحكم في الإنتاج و الأسعار ، خاصة و أن معظم الغاز حاليا يتم تبادله من خلا خطوط أنابيب و بالتالي ليس هناك سوق فعلي لهذه المادة .

    والأكيــد أن عالم اليوم لم تعد تميزه دول بل تكتلات و منظمات ، و على هذا الأساس فإن إنشاء منظمة موازية لمنظمة أوبك للنفط متمثلة في منظمة الدول المصدرة للغاز تعتبر حاليا من الأولويات ، حتى لا تبقى الدول المنتجة لهذه المادة و المصدرة لها تتلقى ما يملى عليها من أسعار و كذا بقائها بعيدة عن رسم السياسة العالمية كونها في ظل بقائها متشتت تفاوض منفردة عن طريق عقود ثنائية ستكون الخاسر الوحيد بلا شك و تأثيرها على الساحة العالمية و رسم السياسة العالمية محدود جدا .

1 commentaire:

  1. يرجى عدم نسخ الموضوع دون ذكر مصدره و اسم المدونة

    RépondreSupprimer

شركنا برايك ووجهة نظرك